Close ad

بايدن‭.. ‬لا‭ ‬تصالح‭!‬

20-1-2021 | 11:08
الأهرام اليومي نقلاً عن

اليوم‭ ‬يبدأ‭ ‬بايدن‭ ‬مسيرته‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وشعاره‭ ‬وحدة‭ ‬الأمة‭ ‬بعد‭ ‬4‭ ‬ سنوات‭ ‬عاصفة‭ ‬قلب‭ ‬فيها‭ ‬ترامب‭ ‬التربة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغرس‭ ‬فيها‭ ‬أشجار‭ ‬الغضب‭ ‬والكراهية‭ ‬والانقسام‭ ‬لتتكلل‭ ‬باقتحام‭ ‬غوغاء‭ ‬تابعين‭ ‬له‭ ‬الكونجرس‭ .‬سيكرر‭ ‬الكلمة‭ ‬كثيرا‭ ..‬حسنا،‭ ‬ليس‭ ‬بالأماني‭ ‬فقط‭ ‬تتحقق‭ ‬الوحدة‭ ‬ويعود‭ ‬التلاحم‭. ‬سيتسلم‭ ‬الرئيس الـ‭ ‬46‭ ‬ لأمريكا،‭ ‬أمة‭ ‬منقسمة،‭ ‬أبناؤها‭ ‬غاضبون،‭ ‬يتوجسون‭ ‬خيفة‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭. ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬استعداد‭ ‬لمد‭ ‬اليد‭ .‬حزبه‭ ‬الديمقراطي‭ ‬يضغط‭ ‬كي‭ ‬ينفذ‭ ‬أجندة‭ ‬تقدمية‭ ‬ليبرالية‭ ‬طال‭ ‬انتظارها‭ ‬معتقدين‭ ‬أن‭ ‬الفرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬عجز‭ ‬عنه‭ ‬أوباما‭. ‬

روبرت‭ ‬رايش‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬الأسبق‭» ‬ديمقراطي‭‬ ،‭«‬كان‭ ‬صريحا‭ ‬جدا‭ ‬إذ‭ ‬كتب‭ ‬مقالا‭ ‬رفض‭ ‬فيه‭ ‬الوحدة‭ ‬قائلا‭:‬ أسمع‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬سيحكم‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬خيار،‭ ‬فأغلبيته‭ ‬ضئيلة‭ ‬للغاية‭ ‬بالكونجرس‭ ..‬كيف‭ ‬سيقترب‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬جمهوري‭ ‬تحرك‭ ‬أنصاره‭ ‬لأقصي‭ ‬اليمين،‭ ‬ويعيشون‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭ ‬مليء‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬والمؤامرات؟‭. ‬نصف‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬فاز،‭ ‬و45‭‬% منهم‭ ‬ايدوا‭ ‬اقتحام‭ ‬الكونجرس،‭ ‬و57‭‬% يقولون‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬ترشح‭ ‬ترامب‭ ‬للرئاسة ‭ ‬2024 ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬التوصل‭ ‬لحلول‭ ‬وسط‭ ‬مع‭ ‬طائفة‭ ‬بيضاء‭ ‬متعصبة‭ ‬تكره‭ ‬المهاجرين‭ ‬وترفض‭ ‬تغيير‭ ‬المناخ‭ ‬وتعتقد‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬يديرون‭ ‬مؤامرة‭ ‬عالمية‭ ‬للاتجار‭ ‬الجنسي‭ ‬بالبشر؟‭

‭ ‬يرد‭ ‬الجمهوريون‭ ‬بأن‭ ‬ترامب‭ ‬دعا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬للوحدة،‭ ‬وقاطع‭ ‬المشرعون‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬تنصيبه،‭ ‬ومزقت‭ ‬بيلوسي‭ ‬خطابه‭ ‬حول‭ ‬حالة‭ ‬الاتحاد‭. ‬سنتعامل‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭. ‬كيف‭ ‬يتجاهل‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬74‭ ‬مليونا‭ ‬صوتوا‭ ‬لترامب‭ ‬ويقررون‭ ‬محاكمته‭.. ‬هل‭ ‬يخدم‭ ‬ذلك‭ ‬توحيد‭ ‬الأمة؟‭. ‬

أمضي‭ ‬بايدن‭ ‬حياته‭ ‬السياسية‭ ‬عاقدا‭ ‬الصفقات‭ ‬مع‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬وكان‭ ‬أوباما‭ ‬يستغله‭ ‬عندما‭ ‬تحتدم‭ ‬الخلافات‭ ‬بالكونجرس،‭ ‬لكنه‭ ‬الآن‭ ‬يقود‭ ‬حزبا‭ ‬اتجه‭ ‬يسارا،‭ ‬وشبابه‭ ‬يرفضون‭ ‬المساومة‭ ‬مع‭ ‬الترامبية‭ ‬ويصرون‭ ‬علي‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭ ‬تقدمي‭. ‬هل‭ ‬سينحاز‭ ‬لغرائزه‭ ‬الوسطية‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬المتشددين‭ ‬سيدفعونه‭ ‬لليسار؟‭ .‬ستكون‭ ‬مشكلته‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الجمهوريين‭ ‬لن‭ ‬يساعدوه‭ ‬علي‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬بل‭ ‬سيحملون‭ ‬أجندة‭ ‬ترامبية‭ ‬بدون‭ ‬ترامب‭. ‬

اليمين‭ ‬واليسار‭ ‬يدفعانه‭ ‬لنبذ‭ ‬الوسط‭. ‬يبدوان‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنهما‭ ‬ينصحانه‭ ‬بتبني‭ ‬دعوة‭ ‬الراحل‭ ‬أمل‭ ‬دنقل‭: ‬لا‭ ‬تصالح‭ ‬إلي‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬الوجود‭ ‬لدورته‭ ‬الدائرة‭: ‬النجوم‭ ‬لميقاتها‭ ‬والطيور‭ ‬لأصواتها‭ ‬والرمال‭ ‬لذراتها‭. ‬فماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬بايدن؟‭. ‬لحظة‭ ‬الحقيقة‭ ‬بدأت‭.‬

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.

الأكثر قراءة