** كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول الفرعون المصري المتألق محمد صلاح نجم الشباك الأول في نادي ليفربول الإنجليزي، والذي لم يخرج من قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة.. وجاءت بداية اللغط واللبس والغموض والتكهنات عندما أجرت صحيفة "آس" الإسبانية حوارًا مع "أبومكة" ألمح فيه إلى إمكانية الرحيل عن الريدز، بحثًا عن مغامرة جديدة في دوري آخر، وخص بالذكر ناديي برشلونة وريال مدريد، ما جعل الكثيرين من عشاق فنه يتوقعون رحيله بنهاية الموسم، رغم أن عقده ينتهي في صيف 2023.
وهنا أود أن أشير في هذه السطور إلى الاحتمالات المختلفة التي دفعت "مو صلاح" إلى التلميح ــ وليس التصريح ــ بإمكانية رحيله في أي وقت.. وهو ما دفعني في المقابل إلى تخمين عدد من الأسباب، وطرح مجموعة أسئلة قد يكون إحداها أو بعضها وراء هذا التلميح من جانب صلاح، مع محاولة الإجابة عنها:
ــ هل وصل صلاح إلى حالة إشباع كامل في ليفربول، ويرى أن الوقت قد حان ــ على الأقل في نهاية الموسم ــ للرحيل؟ والجواب في رأيي: لا.. بدليل أنه لا ينفك يتحدث عن بطولات أخرى يأمل في تحقيقها مع هذا الفريق الإنجليزي؛ سواء على مستوى الدوري الإنجليزي "البريمييرليج" أو دوري الأبطال "الشامبيونزليج"، ولا يخفي رغبته في تحطيم المزيد من الأرقام القياسية لنجوم الريدز الكبار عبر تاريخه الطويل.
ــ إذن.. ما الذي دفعه للحديث في هذا التوقيت عن ريال مدريد وبرشلونة؟! الدلائل كلها تشير إلى أن هناك أكثر من سبب، الأول إبداء استيائه من عدم التعامل معه كلاعب كبير ونجم أول في الفريق، وأصحاب هذا الرأي ــ ومنهم نجمنا المصري محمد أبوتريكة صديق صلاح الصدوق ــ يدللون على ذلك، بما حدث في مباراة ليفربول ضد كريستال بالاس (7/صفر) التي لم يشارك فيها صلاح إلا لمدة نصف ساعة فقط في شوطها الثاني، وجلس على دكة البدلاء من بدايتها، وكان واضحًا لدى نزوله أنه غاضب جدًا من معاملة كلوب له على هذا النحو، ومع ذلك لعب بمزاج وسجل هدفين وصنع ثالثًا. والسبب الثاني الذي ردده بعض خبراء ومعلقي كرة القدم الإنجليزية، أنه يفعل ذلك بهدف دفع إدارة الريدز إلى زيادة راتبه الذي توقف عند 200 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، ويبدو أن هذا السبب دفع بالفعل إدارة النادي إلى التفكير في زيادة راتبه في أقرب فرصة ممكنة.
والسبب الثالث أن البعض قال إنه مستاء أيضًا من عدم ارتدائه شارة الكابتن في مباراة الجولة السادسة والأخيرة لدور المجموعات بدوري الأبطال، ضد فريق ميتيلاند الدنماركي، وخاصة أن من ارتداها كان لاعبًا أصغر منه وأحدث بالفريق (ألكسندر أرنولد)، وتلك للأمانة "جليطة" غير مفهومة من الألماني يورجن كلوب!!. والسبب الرابع الذي أكده أبوتريكة أيضًا، رغبة صلاح في تجربة جديدة في دوري مختلف، ولاسيما أنه وصل إلى سن 28 سنة، وربما كان عقد احترافه القادم هو آخر عقد احتراف له، وكما تألق في كل الدوريات والأندية التي لعب فيها (بازل السويسري، فيورنتينا وروما الإيطاليان، وليفربول الإنجليزى) يريد أن يجرب النجاح في إسبانيا مع أحد العملاقين الكبيرين برشلونة أو ريال مدريد.
هذه بعض الأسباب التي قد تكون وراء ما حدث مؤخرًا، ولفت أنظار العالم كله إلى أن صلاح "مش مبسوط" في قلعة أنفيلد، في حين أن رأيي الشخصي أنه ــ رغم كل ذلك ــ "مبسوط ونص"!!.
** ونصيحتي المخلصة له كأب، قبل أن أكون ناقدًا رياضيًا، ألا يفكر في ترك ليفربول إلا مع نهاية عقده في صيف 2023، فوقتها سيكون وصل إلى سن 31 عامًا، ويكون أيضًا حقق كل ما يتمناه مع ليفربول، فربما فاز بالدوري الإنجليزي مرة أخرى، وربما فعلها أيضًا بالنسبة لدوري الأبطال "الشامبيونزليج".. من يدرى؟! وإذا حدث ذلك، فسوف يصنع له النادي تمثالًا تخليدًا لدوره الكبير مع الفريق، وربما أتاح له استمراره مع الفريق الفرصة لتحطيم كل الأرقام القياسية التي حققها نجوم الفريق السابقون.. أما لو فعلها بنهاية هذا الموسم، فأكثر ما أخشاه أن يلقى مصير البلجيكي إيدن هازارد الذي تألق سبع سنوات مع تشيلسي ثم ذهب إلى ريال مدريد من موسمين ولم يفعل شيئًا حتى الآن!! أو مثل الفرنسي أنطوان جريزمان لاعب أتلتيكو مدريد السابق "إللي كان هيموت" وينتقل إلى برشلونة، ولم يفعل شيئًا يذكر حتى الآن، ونفس الشيء بالنسبة للبرازيلي فيليبي كوتينيو الذي ترك ليفربول وذهب إلى برشلونة مقابل أكثر من 140 مليون يورو، وأعاره برشلونة إلى بايرن ميونيخ بعد فشله في التأقلم على لعب البارسا، وعندما عاد هذا الموسم من الإعارة، لم ينجح حتى الآن في إثبات جدارته.
** ولكن.. ماذا لو كان ليفربول نفسه هو الذي يريد التخلص من صلاح ليكسب من ورائه مبلغًا كبيرًا يستطيع أن يشتري به أكثر من لاعب في أكثر من مركز؟! ولاسيما أن القيمة السوقية له في الوقت الحالي تصل إلى 160 مليون يورو؟! وربما انخفضت كثيرًا مع مرور المواسم؟ الإجابة يمكن أن نناقشها في مقال آخر!!.