مع بدايات عملى الصحفى فى ثمانينيات القرن الماضى كلفنى أحد كبار المسئولين فى جريدة الأهرام بإجراء حوار مع الكابتن محمد حسن حلمى الشهير بـزامورا، وكان يشغل منصب رئيس نادى الزمالك فى ذلك الوقت. توجهت إلى النادى لأجد الكابتن زامورا يجلس وحده هادئا فى الحديقة مستمتعا بالشمس الدافئة وأخبرته بالمهمة وبدأنا الحوار الذى تضمن سؤالا عن مشروع إنشاء صالة الألعاب الرياضية المغلقة التى كان النادى بصدد إنشائها فى ذلك الوقت.
سألته.. كيف يمكن لنادى الزمالك أن يختار شركة يمثلها صالح سليم أشهر لاعبى الكرة فى النادى الأهلى ورئيسه لاحقا لتكون مسئولة عن إقامة المشروع؟.
نظر إليّ رئيس الزمالك الراحل بقليل من الغضب وقال: أنا لا أعرف أهلى ولا زمالك فى أمر كهذا.. هناك شركة قدمت أفضل العروض وتم اختيارها لتنفيذ المشروع .. أما كون صالح سليم له علاقة بالشركة أم لا فأمر لا يهم ولا يعنينى من قريب أو بعيد.
أنهيت الحوار وغادرت المكان شاعرًا بالخجل من سؤالى السخيف مدركًا مدى عظمة ورقى هذا الشخص الذى ترأس نادى الزمالك لأكثر من 16 عاما، وحظى بحب واحترام الجميع.
تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع مبادرة لا للتعصب التى طرحها عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وتلاها جهود مماثلة من المجلس الأعلى للإعلام لنشر هذه الثقافة بمناسبة إقامة مباراة النهائى الإفريقى بين الأهلى والزمالك يوم 27 الحالي.
القامات الكبرى لا تعرف التعصب؛ فهذا من شيم الصغار وأنصاف الموهوبين وعديمى المسئولية والباحثين عن الشهرة، وما أكثرهم فى وقتنا الحالى.
[email protected]
* نقلًا عن صحيفة الأهرام