Close ad

الجيش العظيم

9-10-2020 | 13:34

نحتفل هذه الأيام بمرور 47 عاماً على أعظم انتصار حققته الأمة العربية على إسرائيل، عندما اتخذ الرئيس السادات قراره التاريخي، بأن مصر سوف تحارب وتسترد أراضيها التي احتلها العدو فى يونيو 67، واستعدت القوات المسلحة لخوض معركة تحرير الأرض، مع إعادة بناء حائط الصواريخ لقوات الدفاع الجوي، وتأهيل القوات الجوية، وجميع الأسلحة ووضع خطة تحقيق النصر واستعادة الأرض، فى ظل ما روجته إسرائيل عن نفسها، بأنها تملك جيشًا لا يقهر، واستمرت حربها النفسية ضد مصر، لدرجة ما تحدث عنه الخبراء العسكريون فى مختلف دول العالم بصعوبة وحتى استحالة دخول الجيش المصرى فى حرب مع إسرائيل نتيجة لتفوقها العسكرى.

فور تولى الرئيس السادات المسئولية، بعد وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، عمل على التجهيز لاستعادة أراضينا، وضعت خطة الحرب وعبور قناة السويس وكان واحدًا من التحديات التى تدربت عليها قواتنا، بعد إقامة إسرائيل الساتر الترابى الذى يرتفع 20 متراً وبزاوية حادة، وخط بارليف الممتد بطول القناة، وشبكة النابالم لمنع عبور قواتنا، وفى حالة حدوث ذلك، تؤدى شبكة النابالم إلى حرق القوات، لكن مصر وقواتها المسلحة وضعت خطتها لتحقيق النصر وتوجيه ضربة مباغتة للعدو ونجح أبطال الصاعقة فى تعطيل شبكة النابالم. وعند الثانية ظهر السبت 6 أكتوبر عام 73، كان العبور العظيم، ضربة جوية شاركت فيها 220 طائرة، وعبور ما يزيد على 13 ألف مقاتل للضفة الشرقية من قناة السويس، مع تركيب الكبارى وفتح الثغرات وإنزال الساتر الترابى باستخدام خراطيم المياه وهى فكرة البطل الراحل باقي يوسف أحد رجال سلاح المهندسين، وحققت فكرته هدفها والتى تدربت عليها قواتنا عدة شهور قبل ساعة الصفر ضمن خطة الخداع الإستراتيجي، والتى وصفها اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية وقت حرب أكتوبر: بأن المخابرات الحربية كان لها عناصر فى عمق إسرائيل، من أبناء سيناء ممن ظلوا يراقبون تحركات ويرصدون كل شيء من مخازن للأسلحة وغيرها ما يزيد على 6 أشهر، فكانت سيناء كلها تحت عيون المخابرات الحربية قبل العبور العظيم.

ونجح أبطال الجيش فى أن يحققوا المعجزات بكسر شوكة إسرائيل وتدمير غطرستها والتفوق على جيشها الذى كانت تتباهى وتتفاخر به، وأعطى الجيش المصرى العظيم درساً لا ينسى للإسرائيليين الذين صدموا من هول المفاجأة، التى حققها كل الأبطال ممن حملوا لواء الدفاع عن عزة وكرامة هذا الوطن، واسترداد الأرض، بالحرب والسلام والمفاوضات والتحكيم الدولى فى طابا، تحيةً وسلامًا لجيل أكتوبر، الذين حققوا لنا هذا الانتصار الكبير، وتستمر القوات المسلحة فى القيام بمهامها فى حماية هذا الوطن من خطر السقوط والانزلاق للفوضى والحرب الأهلية فى عام 2013، بعد قيام الشعب بإسقاط حكم الإرهاب الإخوانى فى ثورة 30 يونيو، ويقدم أبطال القوات المسلحة، التضحيات دفاعًا عن وطنهم فى ظل التحديات والتآمر اللذين يستهدفان الدولة لإدخالها فى فوضى جديدة ومواجهة أطماع بعض الدول والتى تريد السطو على مقدرات وثروات الشعوب، لكن قوة الجيش وما يمتلكه من تسليح ورجال وضعه لأول مرة ضمن العشرة الكبار على مستوى العالم، ورغم ما نملكه من تفوق عسكرى كبير، فإن الجيش المصرى رشيد يدافع ويحمى ولا يعتدى على أحد، لكنه لا يسمح أبدًا بأى عبث يهدد أمن الشعب، تحية لأرواح شهداء مصر ممن روت دماؤهم الزكية أرض مصر الطيبة، وتحية لكل أبطال القوات المسلحة امتداد جيل أكتوبر فى عيد النصر.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
حالة حقوق الإنسان

فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى، وعلى صفحات «الأهرام» العريقة، كتبت أول تحقيق صحفى عن منظمات حقوق الإنسان، وكان عنوانه «دكاكين حقوق الإنسان» وبمجرد صدور

الجاهل الهارب

هل يستطيع أى شخص يحكم على دولة ويحلل وضعها المالى والاقتصادى وقدراتها وهو يعيش خارجها طوال 35 عاما؟!، طرح السؤال بمناسبة الجريمة التى ارتكبها الدكتور محمود

عزبة الهجانة

ظُهر الاحد الماضى كانت المفاجأة الكبيرة لأهالى عزبة الهجانة، بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسى داخل العزبة، ومعه رئيس الوزراء و11 وزيرا ورئيس الهيئة الهندسية

ملحمة وطنية فى قرى مصر

قبل عدة أيام تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى, عن تحرك ستقوم به الدولة المصرية هو الأكبر والأهم فى تاريخها. والذى يستهدف كل القرى والنجوع والكفور والتوابع

معنى المصالحة

عندما اتخذت الدول العربية الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قراراً فى 5 يونيو 2017، مقاطعة النظام القطرى وقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الأجواء أمام حركة الطيران والحدود كاملة مع نظام تميم.

مسألة حقوق الإنسان

مسألة حقوق الإنسان

الأكثر قراءة