Close ad
3-10-2020 | 14:28

لم تهدر الدولة مالا ووقتا وجهدا، كما أهدرته على برامج تنظيم الأسرة. منذ عقود، أصبحت الشغل الشاغل للحكومات. يتم حشد المسئولين والإعلام والصحافة ورجال الدين لإقناع الناس بتقليل الإنجاب، ليصبح الحديث عن القضية ملء السمع والبصر. لكن، كما عادتنا المحببة، يتضاءل الاهتمام ويقل التركيز فجأة، ليصحو المصريون على دعوات جديدة وحملات كثيفة للتنظيم.

سقى الله تلك الأيام التى كنا نستمتع فيها برائعة الست فاطمة عيد، حسنين ومحمدين، وحكمة الفنان أحمد ماهر: الراجل مش بس بكلمته، الراجل برعايته لأسرته، ومأساة الست شلبية، اللى مكتوب عليها الشقى، واللى لو راحت الوحدة الصحية مكانتش شافت الدوخة ديا، وصولا لإعلان أبوشنب للفنان أكرم حسنى.. ما النتيجة؟ بعد أن كانت الزيادة عندنا تعادل الزيادة بفرنسا عام 1952، أصبحت حاليا تعادل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا معا، ونستقبل نصف مليون مولود كل 4 أشهر يصرخون: أنا جيت نورت البيت!.

قبل أيام، بدأنا موجة اهتمام جديدة، تمثلت باعتزام الحكومة وضع خطة عمل لتنظيم الأسرة يجرى تنفيذها فورا مع الاستعانة بأدواتنا الناعمة ممثلة بالمنتجات الثقافية والسينما والمسلسلات للتوعية. هنا تتبادر التساؤلات عن مدى ارتباط واستفادة الخطة الجديدة بالخطط السابقة، وهل جرى اكتشاف أخطاء أو ثغرات سيتم تلافيها عند الإعداد والتنفيذ؟ ولماذا هذا الانقطاع المتكرر فى الحملات؟ وهل الأمر متعلق فقط بالتوعية التى لم تتغير تقريبا؟ فباستثناء الممثلين وأماكن التصوير، تبدو الرسالة والمعالجة وحتى الحس الفكاهى واحدة، منذ الثمانينيات. ألم يحن الوقت لمنظور آخر؟.

لماذا فشلت الخطط السابقة؟ هل المشكلة تمويل أم معالجة أم فى الناس؟ القضية ليست صحية فقط بل مجتمعية، ويراد أن تكون دينية من خلال مواقف تستخدم الدين جهلا أو عمدا. هل الفقر سبب زيادة الخلفة أم نتيجة، وهل محاربة الأمية أسهمت بالحل أم لا؟

لست متخصصا لكنى منذ تفتحت مداركى، وأنا أتابع جهود تنظيم الأسرة وأنظر حولى فلا أرى نتيجة، حتى وقر بيقينى أنها كالمستحيلات الثلاثة، بل مثل قضية الشرق الأوسط باقية معنا دون حل.

أرجو الله أن يخيب ظنى!.

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.