إشادة دولية.. الهلال الأحمر يكشف كواليس زيارة الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأوروبي إلى ميناء رفح | قرار من النيابة ضد بلوجر شهيرة لاتهامها بنشر فيديوهات منافية للآداب العامة على المنصات الاجتماعية | الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة | "الحوثيون": استهدفنا مدمرة أمريكية في خليج عدن وسفينة إسرائيلية بالمحيط الهندي بطائرات مسيرة | الطرق الصوفية تحتفل برجبية "السيد البدوى" فى طنطا | الإسماعيلى .. برنامج تدريبي جديد لتجهيز اللاعبين استعدادًا للقاء الأهلي الأربعاء المقبل باستاد برج العرب | رئيس تنشيط السياحة: الخزانة العامة تستفيد بـ 35% من تذاكر الحفلات العالمية بمصر | حزب "المصريين": حضور السيسي فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية رسالة مهمة للشباب العربي | أستاذ علوم سياسية: المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان تزيد من تفاقم الحروب | التعادل الإيجابى يحسم الشوط الأول بين مانشستريونايتد وشيفلد |
Close ad

هل يعود آبي لرئاسة حكومة اليابان؟

21-9-2020 | 00:44

حسنا فعلت مصر عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتكريم وإطلاق اسم رئيس حكومة اليابان السابق، شينزو آبي، على المرحلة الثالثة الجديدة من مجمع الجامعة المصرية- اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ببرج العرب، وإطلاق اسم آبى - كذلك - على أحد المحاور المرورية الجديدة بشرق القاهرة.

تكريم مصر للسيد شينزو آبي، بإطلاق اسمه على أحد المجمعات الجديدة بالجامعة المصرية-اليابانية، لم يأت من فراغ، وهو تكريم مستحق بجدارة، لأنه تبنى الفكرة منذ بداياتها الأولية، وقد شاءت الأقدار أن أكون شاهدًا من قريب - كصحفي مصري مهتم بالشأن الياباني - على المباحثات والمفاوضات والترتيبات الثنائية، التي جرت في كل من طوكيو والقاهرة، حتى تساهم اليابان في بناء هذا الصرح العلمي والأكاديمي الفريد ليس لخدمة العملية التعليمية في مصر وحسب، ولكن لتعميم الفائدة للملتحقين بها من الطلاب العرب والأفارقة.

هنا وجب التنويه إلى المجهودات الحثيثة، التي بذلتها الدبلوماسية المصرية العتيدة، وكذلك الدبلوماسية اليابانية، للفوز بهذا الإنجاز الملموس، وأذكر - على وجه الخصوص - جهود السفيرين المصريين: هشام بدر ووليد عبدالناصر، وكذلك السفيران اليابانيان كاورو إشيكاوا ونوريهيرو أوكودا، الذين واصلوا - جميعهم بإصرار وبقدرات فائقة - مناقشات وترتيبات تفصيلية (مريرة) لبلورة فكرة إنشاء جامعة علمية وتكنولوجية يابانية، وهي اليابانية الأولى من نوعها في العالم، والعائدات الثنائية والإقليمية غير المسبوقة التي سيجنيها الطرفان من إقامتها.

في أثناء أول زيارة رسمية لمصر يقوم بها السيد شينزو آبي فى عام 2007، وضمن الترتيبات التي وضعها الجانبان المصري والياباني للإفصاح (رسميًا) عن تبني فكرة إنشاء الجامعة اليابانية في المنطقة الصناعية ببرج العرب، تم السماح لي بتوجيه سؤال - في مؤتمر صحفي بالقاهرة - لرئيس الحكومة اليابانية، عن مدى استعداد حكومته للتجاوب مع الأفكار المطروحة للنقاش بين الجانبين للتعاون في المجالات التعليمية والأكاديمية والبحثية وإنشاء جامعة تحمل هذا الاسم، رد شينزو آبي بالإيجاب، موضحًا أهمية الدفع بهذه الفكرة للأمام، ليتحول حلم إقامة الجامعة إلى حقيقة، وتلتف حول بنائها كل الهمم لتستفيد منها الأجيال المتعاقبة في المنطقة.

استكمالا للشهادة، التي أذكرها هنا للتاريخ، كلفني الدكتور مصيلحي رجب، المستشار الثقافي المصري الأسبق بطوكيو، بتحميل طرد من المعدات والتجهيزات التكنولوجية اليابانية الدقيقة، خاصة بالجامعة، على أمتعتي بتذكرة رحلة عودة بالطائرة من طوكيو للقاهرة، مؤكدا أن مندوبًا عن رئيس الجامعة، الدكتور أحمد بهاء الدين خيري، سوف يكون بانتظاري في المطار لتولي تسلمها وتخليصها من الإجراءات الجمركية، قبلت التكليف وأنجزت المهمة على أكمل وجه، وتبددت مخاوف مشروعة ساورتني طوال رحلة الرحلة الممتدة لنحو 14 ساعة في حالة ماذا يمكنني عمله لو لم يحضر للمطار مندوب الجامعة لا قدر الله!!

أعود للسؤال الذي يتردد بقوة بين العديد من الأوساط الداخلية في اليابان وخارجها وبدأت به المقال: هل يعود السيد شينزو آبي لرئاسة حكومة اليابان للمرة الثالثة؟

سبب طرح هذا السؤال يعود إلى معطيات حقيقية تتعلق بشخصية وتجارب السيد آبي نفسه، وتعود - كذلك - إلى شخصية وتجربة رئيس حكومة اليابان الجديد، السيد يوشيهيدي سوجا، الذي ظل يعمل أكثر من ثماني سنوات، بتفان وإخلاص، بحكم منصبه كبيرًا لأمناء مجلس الوزراء، وتعهد بالاستمرار في اتباع سياسات سلفه.

عندما تنحى السيد شينزو آبي عن رئاسته الأولى لحكومة اليابان في شهر سبتمبر من عام 2007، بسبب سوء حالته الصحية، تعرض للعديد من الانتقادات، أقساها على النفس وصف المراقبين له، وقتها، بضعف الشخصية.

وعندما عاد لسدة الحكم مرة أخرى في عام 2012، وحقق رقمًا قياسيًا، لم يبلغه رئيس مجلس وزراء سابق، أبهر آبي اليابانيين بأدائه المتميز وبأنه يمتلك في داخله مؤهلات شخصية ملهمة وكاريزمية، تعدت الحدود ليصبح موضع ثقة العديد من قادة العالم، ومن بينهم الرئيس الأمريكي ترامب، المعروف بأنه صعب المراس!

السيد شينزو آبي سجل اسمه في قائمة رؤساء وزراء اليابان الأقوياء، الذين ينتهجون أسلوبًا في إدارة الحكم "من أعلى إلى أسفل"، وهي المدرسة التي كان يتبعها سلفه، رئيس مجلس الوزراء الياباني الأسبق، جونتشيرو كويزومي، بعكس رؤساء سابقين ينتظرون قرار الحزب أولا ثم اعتماده "من أسفل إلى أعلى". 

على هذا الأساس، اخترع السيد آبي سياسة "أبينوميكس" الاقتصادية، التي ساهمت في إحداث نقلة نوعية بأداء حكومته في مواجهة تحديات داخلية، سياسية وأمنية واجتماعية، هائلة، بالإضافة إلى حنكته ولباقته الدبلوماسية في إدارة تحالف اليابان الإستراتيجي مع الولايات المتحدة، مع بعض المرونة والتوازن في ملفات علاقات اليابان الخارجية ومصالحها الوطنية مع دول الجوار، تحديدا الصين وروسيا، وفي منطقة الشرق الأوسط.

لم تنج إدارة السيد شينزو آبي من انتقادات داخلية، تزايدت في السنوات الأخيرة من حكمه، وهي تتراوح بين الفساد والقرارات السياسية غير المرغوب فيها، اشتدت مع تفشي وباء كورونا الجديد، وبذل مجهودًا بدنيًا يفوق الطاقة لتقليل آثاره، مما تسبب في اعتلال صحته ثانية، ووجدها فرصة ذهبية للتنحي ثانية عن أداء مهام منصبه، مع الاحتفاظ بعضويته كنائب في البرلمان، وهو ما يفتح الباب للتكهنات التي تدور في الكواليس بإمكانية عودته للمرة الثالثة لرئاسة الحكومة.

رئيس الحكومة الجديد، يوشيهيدي سوجا، يصفه البعض بأنه شخصية غامضة نسبيًا ويحظى بشعبية منخفضة، غير أنه اكتسب شهرة واسعة في شهر أبريل قبل الماضي عندما كشف أمام الملايين - بصفته كبير أمناء مجلس الوزراء - عن حقبة رييوا الجديدة في اليابان، وظل اسمه مطروحًا لخلافة آبي، تحديدًا منذ أكثر من عام، لأنه الشخص الوحيد الذي ساهم في استقرار واستمرار حكومة آبي الثانية.

تواجه السيد سوجا مشكلات داخلية عصيبة على رأسها استمرار تفشي وباء كورونا الجديد في اليابان، والحاجة لإعادة تدوير عجلة الاقتصاد إلى سرعتها السابقة، في ظل أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة، وتوقع حل مجلس النواب والدعوة لانتخابات عامة في 25 أكتوبر المقبل، بالإضافة ما يتردد عن إمكانية إلغاء دورة الألعاب الأوليمبية والباراليمبية المقررة في طوكيو 2021، وإعطاء أولوية للعلاقات اليابانية مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.. فهل يستطيع؟

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة