حبس المتهمين بسرقة سور حديدي بالطريق الدائري بالجيزة | وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي: القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان | وزير الخارجية العراقي يؤكد أهمية تحقيق التعاون بين الدول العربية ودعم القضية الفلسطينية بالمحاكم الدولية | الرئيس الموريتاني يتسلم رسالة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي تتعلق بالعلاقات الثنائية | وزير خارجية تونس يُؤكد عمق ومتانة الروابط الأخوية والتاريخية مع سلطنة عمان | مانشستر يونايتد يحول تأخره إلى الفوز برباعية على شيفلد | ليفربول يبتعد عن المنافسة على لقب الدورى الانجليزى بعد الخسارة أمام ايفرتون | بأحرف وردية زاهية مكتوب عليها «تحيا فلسطين - فلسطين الحرة».. اللوحة ترفض الإبادة | المتحدث الرئاسي ينشر صور الرئيس السيسي أثناء افتتاح البطولة العربية للفروسية العسكرية بالعاصمة الإدارية | إشادة دولية.. الهلال الأحمر يكشف كواليس زيارة الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأوروبي إلى ميناء رفح |
Close ad

عودة اضطرارية لسياسة «اصطياد النمر»

25-8-2020 | 14:23

يوماً بعد يوم ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى الثالث من نوفمبر المقبل يزداد توتر وعصبية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإدارته خشية الفشل فى هذه الانتخابات أمام منافسه الديمقراطى جو بايدن، ويزداد خطر التورط الأمريكي في صراع خارجي طمعاً في تحقيق انتصار يمكن توظيفه داخلياً لكسب معركة الانتخابات بعد أن باتت فرص تحقيق انتصارات داخلية معدومة في ظل التداعيات الشديدة السلبية التى فرضها انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد الأمريكى، وفى ظل تفجر العنف الطائفى داخل الولايات المتحدة عقب جريمة قتل المواطن الأمريكي «أسود البشرة» جورج فلويد على يد شرطى أمريكى وانحياز الرئيس ترامب لجهاز الشرطة، ليفاقم من تردى شعبية ترامب أمام جو بايدن.

عصبية الرئيس ترامب وشعوره بالخطر تأكدت فى ردود فعله على المؤتمر الذى عقده الحزب الديمقراطى لإعلان تسمية بايدن مرشحاً رسمياً للحزب فى الانتخابات الرئاسية، ولم يجد ترامب شيئاً ليقوله تعليقاً على هذا المؤتمر، إلا التشكيك فى كل العملية الانتخابية التى من المقرر أن تتم اضطرارياً عبر البريد تحاشياً لخطر وباء كورونا.

فقد حذر ترامب من أن التصويت عبر البريد «سيؤدى إلى انتخابات مزورة»، وقال «إذا فازت المعارضة فلن يبقى أحد بأمان فى الولايات المتحدة وشبح الفوضى سيكون هو المسيطر»، ولجأ ترامب إلى ترويع الناخب الأمريكى من التصويت لمنافسه جو بايدن الذى يصفه دائماً بـ «النعسان» و«البطىء» وقال إذا فازت المعارضة «سيتهدد الولايات المتحدة كساد يشبه كساد عام 1929»، وخاطب الأمريكيين محذراً: «أنا الحصن الوحيد الواقف بين الحلم الأمريكى والعبثية والجنون والفوضى».عندما تصل الأمور بالرئيس الأمريكى إلى هذا الحد فالخطر يتفاقم من احتمالات تورطه فى معارك خارجية أملاً فى تحقيق انتصارات عجز عن تحقيقها فى الداخل الأمريكى.

لقد استطاع الرئيس الأمريكى أن يحقق انتصاراً له أهميته فى السياسة الخارجية بدخول الولايات المتحدة كطرف ثالث ومؤسس فى «اتفاق السلام الإماراتى الإسرائيلى»، خصوصاً أنه انتصار يلقى قبولا ودعما من جماعات اليهود والمسيحيين الانجيليين (المسيحيين الصهاينة) الموالين والداعمين لإسرائيل وهؤلاء لهم وزنهم القوى فى العملية الانتخابية، وربما تستطيع الولايات المتحدة إحداث اختراق فى الأزمة الليبية خلال الأسابيع المقبلة، يمكن توظيفه هو الآخر لمصلحة الرئيس ترامب. لكن رغم ذلك يصعب تصور أن أياً من المكسبين سيكون له تأثير حاسم فى مجرى الانتخابات التى يحقق فيها المرشح الديمقراطى نجاحات متوالية على الرئيس ترامب.

فى ظل مثل هذه الظروف الانتخابية الشديدة التعقيد هل يمكن أن يكون خيار «ضرب إيران» هو الخيار الأفضل ضمن خيارات ضيقة لتوفير الانتصار الذى يريده ترامب ويحتاجه فى معركته الانتخابية؟ هذا السؤال يفرض نفسه الآن فى ظل متغيرين مهمين؛ أولهما، فشل سياسة «أقصى عقوبات» التى فرضتها الولايات المتحدة على إيران منذ انسحابها من الاتفاق النووى فى مايو 2018 والتى كانت تستهدف إسقاط النظام الإيرانى أو على الأقل إجباره على القبول بالمطالب الأمريكية، وثانيها، تضاؤل فرص الولايات المتحدة في مجلس الأمن لتجديد فرض العقوبات الدولية على طهران على ضوء فشل مشروعها الذى تقدمت به إلى مجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة على إيران لأجل غير مسمى، ومن ثم يمكن أن تكون الحرب هى المخرج والحل معاً.

وزير الخارجية الأمريكى جاء تعليقه على هذا التصويت بأنه «أمر لا يغتفر» واتهم مجلس الأمن بأنه «فشل فى الحفاظ على مهمته الأساسية وهى صون الأمن والسلم الدوليين»، كما اتهم الحلفاء الأوروبيين بـ «الانحياز إلى آيات الله الإيرانيين»، وهدد باللجوء إلى آلية «الزناد» (سناب باك) الواردة ضمن نصوص الاتفاق النووى، والتى تعطى للدول الشريكة فى الاتفاق الحق فى طلب إعادة فرض العقوبات الأممية المفروضة على إيران منذ عام 2007 فى حالة خروج إيران عن أحد التزاماتها في الاتفاق، وبالفعل قام بومبيو بتسليم رئيس مجلس الأمن الدولي نص طلب أمريكى بهذا الخصوص الخميس الفائت (20/8/2020)، وطالب بتفعيل تلك الآلية، وتوعد الجهات التي ستنتهك هذه العقوبات، وقال إن بلاده «ستبذل قصارى جهدها لإرغامها على الالتزام بها».

الآن يبدو أن الولايات المتحدة أدخلت نفسها فى طريق مسدود فى مجلس الأمن، فى ظل رفض أوروبي وروسي وصيني لهذا المسعى، فالدول الأوروبية الثلاث: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أصدرت بياناً مشتركاً تؤكد فيه أن «الولايات المتحدة لم تعد مشاركة فى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووى) بعد انسحابها منها فى عام 2018»، وبالتالى «لا يمكنها (أى الدول الثلاث) أن تدعم المبادرة الأمريكية التى تتعارض مع الجهود الحالية الرامية لدعم الاتفاق النووى».

كما أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن الولايات المتحدة «لا تملك الوسائل القانونية اللازمة لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران»، وأكد أيضاً أن المحاولة الأمريكية «محكوم عليها بالفشل فى كل حال».

فشل ربما يجعل خيار الحرب هو الخيار الوحيد رغم كل مخاطره، وهو الخيار الذى عملت واشنطن، بدأب وبتأييد إسرائيلى على فرضه على إيران، ومحاولة توريطها في أي خطأ أو تجاوز يجعل الحرب مبررة ومقبولة وربما مدعومة من الناخب الأمريكى.

حاولت واشنطن ومعها إسرائيل «اصطياد إيران» وإيقاعها فى شباك الحرب ضمن ما يُعرف بسياسة «اصطياد النمر» على مدى الأشهر الثمانية الماضية ابتداءً من اغتيال الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى (3/1/2020) مروراً بالضربات العنيفة والمتكررة للقوات الإيرانية فى سوريا وتفجير منشآت عسكرية إيرانية مهمة خاصة جانبا من مفاعل ناتنز النووي وفقاً لمعلومات وتسريبات إسرائيلية، وامتداداً إلى التحرش بطائرة ركاب مدنية إيرانية فى الأجواء السورية، لكن إيران، التى تراهن على الزمن واحتمال انتهاء ولاية ترامب تجنبت الوقوع فى فخ اصطيادها فى حرب لا تريدها، فهل ستكون العودة إلى سياسة «اصطياد النمر» هى الخيار الأمريكى الوحيد المتبقى لضمان فوز ترامب؟ وهل ستستطيع إيران الإفلات من هذه الشباك؟ أسئلة تقدم إجاباتها ملامح مهمة لمسارات الصراع المقبلة فى الشرق الأوسط.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
مفاوضات اصطياد إيران .. الفرص والمخاطر

يعتبر اليوم الثلاثاء (23 فبراير 2021) يوما فارقا بالنسبة لمسارات حل أو تأجيج الأزمة المتفجرة هذه الأيام حول الاتفاق النووى الذى وقعته «مجموعة دول 5+1»

خيار «الدبلوماسية المبدئية» اختبار لإدارة بايدن

فى أوج التصعيد المتبادل بين إيران من جهة والولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة من جهة أخرى دفعت واشنطن بموقفين متناقضين بخصوص كيفية حل معضلة الأزمة المتفجرة حول الملف النووي الإيراني.

عقبات أمام الوساطة الأوروبية

يبدو أن إيران أدركت وجود عوائق كبيرة وحسابات معقدة أمام الإدارة الأمريكية الجديدة للعودة إلى الاتفاق النووى الذى انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد