صار تحديث منظومة رى الأراضى الزراعية من أهم ما ينبغى الاهتمام به، لمواجهة الطلب المتزايد على المياه، وذلك بالتحوّل إلى الطرق الحديثة التى تساعد على تقليل استخدام مياه الصرف الزراعى، وخفض تكاليف العمالة، وزيادة دخل الأسر الريفية، ويتطلب ذلك نشر استخدام المستحدثات الزراعية من شبكات الرى بالتنقيط والرش والتسوية بالليزر، مما يحد من انتشار ونمو الحشائش، ويوفر كميات كبيرة من مياه الري، مع إمكانية رى الأراضى بكفاءة عالية، ومن ثم زيادة المساحات الزراعية، وتقليل الفجوة الغذائية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن الغذائى لتلبية الطلب المتزايد على المحاصيل الاستراتيجية نتيجة الزيادة المستمرة فى عدد السكان.
ونتوقف فى هذا الصدد عند مشروع الرى الحقلى، حيث إن له فوائد عديدة، منها ترشيد استهلاك المياه وإحداث وفرة نوعية من حيث استهلاك الوقود المستخدم فى تشغيل ماكينات الرى التقليدية باستخدام ماكينات تعمل بالتيار الكهربائى، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة لمعالجة مياه الصرف الصحى الزراعى، ومن هنا يجب تطوير شبكة قومية للأرصاد الزراعية، ومقاومة الآفات والأمراض التى تهدد الإنتاج الزراعى، وإيجاد حل لمشكلات تسويق المحاصيل.
لقد آن الأوان لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتطبيق طرق الرى الحديثة خصوصا فى الأراضى الجديدة والمستصلحة، وأيضا الأراضى التى يجرى العمل على تأهيل الترع بها، ويقتضى ذلك تنفيذ خطط التوسع فى استخدام طرق الرى الحديثة طبقا لجداول زمنية محددة مع العمل على رفع وعى المواطنين بأهمية وقيمة المياه والجدوى الاقتصادية من تطبيق هذه الطرق بعقد دورات إرشادية للمزارعين عن طريق الجمعيات الزراعية التى ينبغى أن يكون لها دور فاعل فى توجيههم، والأخذ بأيديهم نحو تطوير نظم الرى والزراعة.
نقلا عن صحيفة الأهرام