Close ad

ألاعيب نيتانياهو الجديدة!

30-6-2020 | 17:49

يؤمن نيتانياهو بأن القضاء على حلم الدولة الفلسطينية حرب ممتدة، وأن ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية مجرد معركة، ولذلك لديه استعداد للالتفاف والتراجع المدروس، إذا كانت الرياح عاتية. ومع الضغوط الدولية المتصاعدة، ابتكر حيلة مفادها أن الضم سيقتصر على كتل استيطانية صغيرة، ولن يشمل غور الأردن الشديد الأهمية استراتيجيا.

حسب مصادر إسرائيلية، جرى إبلاغ الأردن والسلطة الفلسطينية بهذه الحيلة، التى تبدو كتنازل، على أمل الحصول على موافقة أمريكا على قرار الضم بصيغته الجديدة. المطلوب تمرير فكرة ضم أراض يعترف العالم بأنها محتلة، للسيادة الإسرائيلية، ليكون الأمر سابقة يتم تكرارها، ولتقول إسرائيل للمعارضين مستقبلا إن الضم ليس جديدا. لم يكن غريبا، إذن، أن يتحدث مسئولوها، عن أن ما سيحدث خلال أيام من ضم ليس سوى مرحلة، ستتلوها أخرى بالتأكيد.

الهدف، كما يقول السفير الإسرائيلى بواشنطن رون ديرمر، تحطيم وهم الدولة الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على الاعتراف بأن مائة عام من الرفض انتهت بهم لهذا الوضع، وعليهم الانصياع لخطة ترامب، المسماة خطة السلام، وإلا فمكتوب عليهم مواصلة الخسارة ولو بعد مائة عام أخرى. المفارقة أنه بينما يستخدم المسئولون الإسرائيليون وقادة الاستيطان مبررات تاريخية ويلوون عنق الحقيقة بالحديث عن وعد إلهى، لا يجادلهم العالم، فى تفاهة ذلك، بل تتركز حجج الرفض على الخشية من اشتعال الأوضاع بالأراضى الفلسطينية، وكأن الأمر لو مر بهدوء، فإن ذلك يعنى أن القرار لا غبار عليه. العالم يريد هدوءا فى منطقة لا تتوقف حرائقها عن الاشتعال. وللأسف، بعض العرب يعولون على الخلافات داخل إسرائيل لوقف القرار أو تأجيله مع أن الاختلافات حول مدى المواءمة السياسية للضم فى اللحظة الراهنة، وليس حول القرار ذاته. وفى ظل التهييج الشعبى الذى يقوده نيتانياهو، يستحيل على أى سياسى رفض الضم علانية.

قبل عقود، كان الشعار الفلسطينى، دولة من النهر للبحر. الآن، سرقت إسرائيل الشعار وحولته إلى واقع. ولأنها تريد أن يبصم العالم عليه، فلا بأس ببعض حيل وتلاعبات لن تغير من الأمر شيئا.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
بين السياسي والبيروقراطي!

السياسى يستشرف ردود الفعل، يتفاوض ويجس النبض ويساوم ويعدل ثم يخرج بالقرار للعلن. ربما يكون أقل من طموحه لكنه يضع نصب عينيه أن السياسة فن الممكن لا المستحيل.

رسائل الهجوم الأمريكي!

عندما أمر ترامب فى أبريل 2018 بشن هجمات عسكرية على سوريا بعد اتهام النظام السورى باستخدام أسلحة كيماوية فى «دوما»، سارع بايدن ونائبته الحالية كامالا هاريس

أريد عناقا!

في العالم الذي رسمه الروائي البريطاني جورج أورويل بروايته الأشهر «1984»، ينسحق الفرد أمام حكومة خيالية تتحكم في كل حركاته وهمساته. تحسب عليه أنفاسه وأحلامه.

أولياء الأمور والسوبر ماركت!

حتى نهاية الثمانينيات، ظلت الحياة هادئة، إن لم تكن رتيبة، فيما يتعلق بالعملية التعليمية. تدخل الوزارة نادر، والتغييرات طفيفة. اهتمام أولياء الأمور كان

نيتانياهو وعالم اللا معقول!

تابعت الضجة التى أثيرت حول ما ذكره الفنان المصرى الكبير محمد منير فى مكالمته الهاتفية مع لميس الحديدى فى برنامجها المتميز، كلمة أخيرة، حول ماعرض عليه من

زورونا كل سنة مرة!

لست وحدك. تنتخب من يمثلك بالبرلمان أو جهة العمل أو بنقابتك، فإذا به بعد النجاح يقوم بعملية فرار طويلة ولا يعاود الظهور إلا مع استحقاق انتخابي جديد. تبحث

كيف تدمر حزبًا؟!

لأسباب عديدة، تسكن الانقسامات أحزاب اليسار أكثر من اليمين. الانضباط الحزبي حديدي داخل اليمين، بينما التماسك والالتزام ضعيفان لدى اليسار الذي تشله الخلافات

فلاسفة التوك شو!

ليست هذه هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يمتشق فيها مذيع سيفًا خشبيًا يوجه به طعنات من الإهانات والسخرية والإساءات لفئة من الشعب، هو نفسه فعلها

تركة على حميدة؟!

كيف سيتذكر الجيل الجديد مبدعينا وفنانينا والمشاهير الذين يختارهم الله إلى جواره؟. وماذا سيبقى منهم؟ للأسف، ليست هناك إمكانية أو قدرة من جانب كتابنا وباحثينا

فى مدح الإعلام العام!

أحد أسباب توقف الحروب وسيادة السلم في فترات زمنية معينة أن البشر لم يكونوا يتقاسمون المنافع والخيرات فقط؛ بل الحقائق المشتركة أيضًا. الآن، لم تعد هناك

كلمني شكرًا!

«بيبى.. أنا لا أوافق على أى شىء تقوله، لكنى أحبك». هكذا كتب بايدن ذات مرة عن علاقته مع نيتانياهو. مر نحو شهر على توليه الرئاسة ولم يرفع سماعة التليفون

احذف واعتذر!

هاتان الكلمتان رسالة وجهتها صحيفة الجارديان إلى كاتب عمود بعد نشره تغريدة سخر فيها من السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، واعتبرتها الصحيفة كاذبة بل معادية للسامية، لينتهي الأمر بوقف التعامل معه.