Close ad
29-6-2020 | 14:06

غداً الثلاثاء تكتمل سبع سنوات على الحدث العبقرى الذى أعاد مصر لأهلها، بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، قادها المشير عبد الفتاح السيسي، وخلص مصر من حكم العصابة إياها.أهمية الحدث لمن عاشوه تجعل كل منهم يتذكره. أما الذين جاءوا للدنيا بعده تنتظرهم حكايات عن الشعب الثائر والجيش الأبى والبطل الذى وضع روحه على يديه ليخلص مصر من حكم العصابة الباغية التى لا تستحق أن ألوث ورقى بتدوين اسمها. آلاف المقالات حاولت تدوين ما جرى فى أيام الخلاص والحرية والعثور على الذات. كتب كثيرة حاول مؤلفوها تدوين ما حدث وما وقع وما جري. فكتب التاريخ بقدر حرص مؤلفيها على تحرى الدقة ومراعاة الموضوعية لما يدونونه. إلا أنهم لا يتوقفون أمام التفاصيل اليومية التى عاصرناها لحظة وقوعها فى بر مصر المحروسة.

كتاب عشرة أيام أعادت مصر إلى شعبها، وهذا هو العنوان الرئيسي. أما عنوانه الفرعي: 24 يونيو 3 يوليو 2013، مؤلفه الدكتور حسن عبد ربه المصري. نعم اسمه المصري. رغم الغربة التى فرضت عليه. وجعلته يقضى سنوات من عمره بلندن. مترجماً وباحثاً ودارساً وكاتباً. والكتاب ضخم يقع فى أربعمائة صفحة من القطع الكبير. ويحاول صاحبه أن يقدم حكاية الحكاية لكل ما جرى فى بلادنا فى تلك الأيام المجيدة. ويتوقف أمام البطل الذى فجر المعجزة الفريق أول ثم المشير ثم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

هذا المجلد الضخم من المستحيل تلخيصه. وأقترح على الصديقة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة وعلى الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إصدار طبعة شعبية من هذا الكتاب المهم حتى يكون متاحاً لكل مصرى وبأرخص الأسعار. أُلِحُ على نشره ضمن مشروع مكتبة الأسرة.

الفصل الأول من الكتاب عنوانه: براكين الغضب التى صنعت نهر الحمم الثائر. والبركان الأول: عن حادث اختطاف جنود الأمن المركزى فجر الخميس 16 مايو 2013، وأخطر ما فى هذا الحدث سقطة من كانوا يقولون عنه رئيس الجمهورية عندما طالب الأجهزة الأمنية بالحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين. وتساءل البسطاء: كيف يساوى من هو مفترض فيه رأس الدولة بين الإرهابيين وحماة الوطن؟. والقصة طويلة تجعل قبائل سيناء تتصدر المشهد. وهى أيام عشناها جميعاً ببداياتها وخواتيمها. واحدة من القصص التى أوصلتنا إلى فجر الثلاثين من يونيو 2013. فى يوم 22 يونيو أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع فى أثناء حضوره حفل تخرج دورات جديدة بكلية القادة والأركان أن انحياز رجال القوات المسلحة للشعب المصرى بجميع فئاته وطوائفه انحيازاً تاماً. ولا يقبلون إلا ما يحقق مصالح الشعب ويصون مقدراته. البركان الثاني: قانون السلطة القضائية. وهى الأزمة التى بدأت فى التصاعد قبل نهاية شهر مايو، وتدور حول محاولات للاقتراب من القوانين. وقد اعتبرت القوى الوطنية ذلك تحدياً لإرادة الهيئة القضائية. وأن الإجراء باطل واتشحوا بالسواد رفضاً لما يراد بهم. البركان الثالث: حملة تمرد، التى انطلقت فى محافظات مصر لجمع توقيعات من المواطنين على استمارات تطالب بسحب الثقة ممَن اغتصب الرئاسة، وتدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. عموماً فإن تمرد تستحق كتابة أخرى مستقبلاً. البركان الرابع: أزمة عزل النائب العام، المستشار عبد المجيد محمود. تولى منصبه 2006، وقد أدت قضية تداعيات إبعاده عن منصبه دون وجه حق إلى خروج مظاهرات وتبنى العديد من المنظمات المدنية مطالب عودته. فالمنصب الذى يشغله له حصانة قانونية ضد العزل أو الإقالة. البركان الخامس: أزمة الطاقة وتمثلت فى انقطاع التيار الكهربائى مع ندرة أو شُح المعروض من البنزين والسولار فى الأسواق. مما أدى لتنامى الغضب الشعبي. البركان السادس: تدخلات سفيرة أمريكا بالقاهرة آن باترسون فى الشأن المصري. التى قابلت خيرت الشاطر، مساء 20 يونيو بمقر إدارة شركاته بمدينة نصر. متجاوزة التقاليد الدبلوماسية عندما قابلت شخصيات خارج الإطار الرسمى للدولة. وبدت كأنها تتصرف كما كان يتصرف المندوب السامى البريطاني: اللورد كرومر. البركان السابع: تجمعات الجماعة الإرهابية. والتى بدأت فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر. وكانوا مجموعات تم نقلهم من محافظات الدلتا والصعيد. معظمهم أتوا بحشد ودعم من الجماعة إياها. وهو التجمع الذى شهد كثيرا من الأحداث الدموية ابتداء من تجمعاتهم وانتهاء بعمليات فضه التى قام بها الشعب المصرى ممثلاً فى قواته المسلحة. البركان الثامن: أزمة تعيين وزير الثقافة واختيار المحافظين الجدد. اختارت الجماعة وزير ثقافة من أبنائها. رفضه المثقفون المصريون جميعاً. بل احتلوا مقر الوزارة فى شارع شجر الدر بالزمالك. ومنعوه تماماً من ممارسة عمله من هذا المكان. بل حتى من مجرد التمكن من دخوله. وقد تحركت مواكب المثقفين من الوزارة ومصر على مشارف الثلاثين من يونيو إلى ميدان التحرير ومنه إلى ميدان الاتحادية. فالاعتصام الذى بدأ لرفض الوزير الإخواني، وصل إلى رفض لصوص السلطة بأجمعهم. أما عملية أخونة المحافظين وموظفى الإدارة فى مصر، فقد كانت مهزلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة. فقد تم ترشيح بعض قيادات الجماعة والمنظمات المتحالفة معها لكثير من المناصب فى المحافظات المختلفة. من الإسكندرية حتى أسوان. البركان التاسع: اقتحام سجن وادى النطرون وتهريب السجناء خلال أحداث يناير 2011. وقد وصفت النيابة الاقتحام بأنه خيانة للوطن وغدر بالشعب وخسة فى الغاية من فئة لا يعرفون فى أعماقهم طريق الحق. البركان العاشر: جريمة قتل أربعة مواطنين بتهمة انتمائهم إلى المذهب الشيعي. وقد قُتلوا بالعصى الغليظة والأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المواد الحارقة. ورغم محاولتهم المشاركة فى الاستنكار الشعبى العام للحادث. فإنه ثبت أنهم من قاموا به. وقع الحادث بقرية زاوية أبو مسلم بمحافظة الجيزة عندما قاموا بمهاجمة منزل حسن شحاتة بحجة إقامة حسينية شيعية. وأربعة زائرين مما أدى لتدمير المبنى وإحراق الضيوف وسحلهم بشوارع القرية. والجرائم الأخرى أكثر من الإحصاء.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
قريتنا بين الأصالة والمعاصرة

إن كنت من أهل الريف مثلى سابقا. ستدرك أهمية بل خطورة مشروع الرئيس عبدالفتاح السيسي، باني مصر الحديثة لتطوير القرية المصرية. وأخذها من أحضان العصور الوسطى

أدهم

فس طفولتي شغلتني كثيراً حكاية أدهم الشرقاوي. انتمى لقرية قريبة من قريتي. تتبعان مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة. ومن شدة انشغالي بالموال وحرصي على الاستماع

والد مصري

في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، جرى تحويل روايتي: «الحرب في بر مصر» إلى فيلم: «المواطن مصري» كان المرحوم المخرج صلاح أبوسيف قد اختار عنوان الفيلم

المئوية الثانية لديستويفيسكي

قررت هيئة اليونسكو اعتبار عامنا المئوية الثانية لفيدور ديستويفيسكي 11 نوفمبر 1821 – 9 فبراير 1881 باحتفالات في العالم. وتقول اليونسكو في أسباب قرارها:

الأكثر قراءة