Close ad

خوف اليابانى وتهور المصرى فى قيادة السيارات !

18-6-2020 | 15:16

يخشى اليابانيون بشدة فى أثناء قياتهم للسيارات من احتمال وقوع حادث، ويقودون بحرص وحذر شديدين مطبقين قواعد المرور بصرامة شديدة على عكس اغلب قادة السيارات فى مصر الذين يقودون بجرأة بل فى اغلب الاحيان بتهور يؤدى لحوادث كارثية ولايلقون بالا لقواعد المرور.

وقد لفت نظرى هذا الحذر اليابانى بشدة ورحت اتابع واحاول فهم مبرراته على مدى السنوات التى عشتها فى اليابان، ويمكن رصد بعض تلك الأسباب كالتالى :

أولا: ان اليابانى شخص منضبط وملتزم جدا ونادرا ما يخرج احدهم عن قواعد المنظومة الاجتماعية والسلوكية التى يلتزم بها الجميع، ففى اشارة المشاة، على سبيل المثال، عندما تكون اشارة المشاة حمراء وليس هناك من سيارات تمر لا يمكن لليابانى vان يعبر الا اذا كانت الاشارة خضراء بصرف النظر عن مرور سيارات من عدمه! طبعا احيانا كنت الاحظ ان احدهم. « يتجرأ » ويعبر وهو ما يثير نظرات استياء وامتعاض واضحة من الاغلبية المنتظرة فى الاشارة.

ثانيا : ان وقوع حادث يعد امرا كارثيا لليابانى لان التعويضات فادحة بصورة لايمكن تخيلها وقد تصل الى الملايين، ولذلك لايمكن لاى يابانى أو اجنبى ان يقود سيارة بدون تأمين، واذكر انه فى احدى المرات دفع صديق لى ما قيمته نحو 22 الف دولار فى حادث قد نراه نحن تافها الى حد ما! فماذا فعل الصديق ؟

فى الشوارع الضيقة فى اليابان لاتوجد اشارات مرور، ولكن مرايات عاكسة ضخمة لابد لكل قائد سيارة ان يتوقف قبل المرور من التقاطع وينظر فى المرآة ليعرف ما اذا كانت هناك سيارة قادمة فى الاتجاة الآخر ام لا . وفى كل التقاطعات فى اليابان سواء كانت اشارة أو مرآة، مكتوب على ارض الرصيف وبخط كبير للغاية كلمة «توقف» اى لابد ان تقف السيارة. ولان الصديق كان «جديدا» على القيادة فانه لم ينظر فى المرآة ولم يتوقف فى التقاطع وحدث ان كان شاب يابانى قادم بسيارته فى الاتجاة الآخر، واضطر اليابانى الذى فوجئ بهذا «الجاى جين» أو الاجنبى امامه ان يدوس على «الفرامل» بشدة واصطدمت رأس صديقته فى «طابلوه» السيارة وذهبت الى المستشفى بشبه ارتجاج فى المخ ولو انه كان قد اصطدم بسيارة اليابانى لكان المبلغ مضاعفا!

طبعا هناك اسباب اخرى كثيرة لحذر اليابانيين فى القيادة مثل الاجراءات المشددة للرخصة وخوف اليابانيين عموما من ارتكاب خطأ وغيرها مما لا يتسع هنا المجال لسرده!.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
براءة الصين من دم كورونا!

بعد أربعة أسابيع من العمل البحثي، قضاها فريق من 13 من علماء منظمة الصحة العالمية يقودهم العالم الدنماركي بيتر بن مبارك في مدينة ووهان الصينية التي يزعم

الفجوة بين المثقف والسلطة!

هل كان من الممكن أن يلعب الكتاب والصحفيون المثقفون دورًا أكثر أهمية في تقدم مصر الصناعي والاقتصادي خلال فترات الستينيات والسبعينيات من القرن الـ 20، وهي

الأكثر قراءة