Close ad

المحكمة الفيسبوكية العليا

15-5-2020 | 15:18

مما لاشك فيه أن التجديد أحد أهم إرهاصات الحياة، وذات ليلة قام 9 طلاب فى جامعة هارفارد الأمريكية بإنشاء لعبة تسمى «فيس ماتش» بحيث يتم وضع صورة لكل طالب وعلى الطلاب الآخرين أن يصوتوا للأكثر جاذبية وتطلب هذا اختراق الحاسوب الخاص بالجامعة وما إن علمت الإدارة إلا أوقفت الموقع وحققت مع صاحبه المدعو «مارك زوكربرج» دون ردع أو عقوبة.

ثم تطور الموقع الى أن انطلق 24 مايو 2004 وأصبح الموقع الاجتماعى الأكثر شعبية واستخداما على الشبكة العنكبوتية بعد أن قارب عدد المستخدمين إلى 3 مليار شخص على مستوى العالم، ولكن مؤسسيه لم يتوقفوا عند هذا الحد بل قرروا فى 2007 إطلاق ما يسمى بالمنصة والتى تتيح تبادل مقاطع الفيديو وإمكانية مشاركة الأماكن والأغانى والإعلانات، ثم تطورت عام 2010 لتشمل مجموعة من الواجهات وأدوات البرمجة التى تمكن المطورين من الاندماج فى الرسم البيانى الاجتماعى المفتوح للعلاقات الشخصية وكذلك الألعاب.

ورغم الكثير من الاستخدامات السيئة التى خلفها الفيس بوك ورغم التباعد الاجتماعى الذى حوله الى افتراضى، وهو ما اعترف به مؤسسه مارك حين قال: ولكن هناك أمرًا واحدًا مؤكدًا، وهو أننى ارتكبت حماقة عندما أقدمت على انشاء ذلك الموقع، على كل حال إن أى شخص آخر كان سيقوم بذلك فى نهاية الأمر.

إلا أنه لا يمكننا أن نتغافل أهميته فى التواصل المفروض علينا أيام الحظر الكورونى، وسهل التواصل بين كل دول العالم أيضا، فضلا عن كونه أصبح منصة للأخبار بالصوت والصورة مما صعب مهمة التضليل والتعتيم، لهذا هرعت بعض الدول الديكتاتورية لحظر الموقع تماما مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية.

ومنذ عدة أيام اجتاحت موجة من الغضب العارم مواقع التواصل لاختيار الناشطة اليمنية توكل كرمان ضمن 20 شخصية فى محكمة الفيس بوك العليا والمنوط إليهم إلغاء قرارات الرئيس التنفيذى مارك بشأن إزالة أجزاء من المحتوى المقدم على انستجرام وفيس بوك!

ويرجع الإشراف على المحتوى الى مجلس الإشراف العالمى على موقع التواصل الإجتماعى ويعد أول هيئة لإدارة محتوى الإنترنت من نوعها وتصل حجم الانفاقات عليه 130 مليون دولار، أى أنه غالبا «سبوبة» للست توكل وأمثالها، ولا أعرف لماذا انزعج الناس لكونها تنتمى للجماعة الإرهابية «الإخوان»! والحقيقة أن مجلس الحكماء هذا اشبه بـ«حكماء صهيون» بالإضافة الى أن الإرهاب صناعة أمريكية فى المقام الأول ثم شاركتها بعض الحكومات الأخرى..

فما الداعى للاتعاض، ونحن نعلم أن جميع الطرق تؤدى الى كرمان، التى ادعت البطولات ونادت بالحريات وتركت بلدها اليمن تحتضر وتتمزق دون أن تقدم لها شيئا، وكان الأحرى بوطنيتها أن تعتصرها على أرضها وليس فى الدول التى تدفع أكثر.

ولكن الذى يثير حنقتنا حقا هو تحول العالم الافتراضى الى منصة تحكم العالم ومجلس لا نملك فيه مقعدا، فإذا كان هذا هو الواقع المطروح فعلى مارك أن يقيم انتخابات أو تصويتا عالميا اكتمالا للديمقراطية المزعومة والحريات المشمومة لأن زمن النشطاء أدبر وولى.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: