وهي سلسلة مقالات متتالية سنسرد تفاصيلها في ثلاث مقالات تحكي قصة النظام السياسي في مصر، اعتمادًا على تصورٍ هندسي يسهل عملية المعرفة والفهم لدى القراء.
وكُنا قد تطرقنا في المقال السابق حول مفهوم النظام السياسي اعتمادًا على طرح نظريتي الاتجاه نحو التنظيم أو نحو الفكر والأيديولوجية؛ ومررنا بتفنيد مكونات المثلث السياسي المصري بداية من القاعدة والتي تتمثل في المواطنين من كافة المجتمعات والمحافظات ذوي الطبقة الفقيرة أو ما نسميهم بالمواطنين أصحاب صفة العامة؛ والذي لا تتجاوز طموحاتهم سوى توفير المكان الملائم للمعيشة أو الحصول على قوت اليوم أو لربما وظيفة حتى وإن لم تكن مستدامة.
ويمثل هذا القطاع فئة كبيرة من المجتمع المصري؛ والذين أطلق عليهم بعض النخبة "حزب الكنبة" ولهم في الحقيقة رصيد كبير لدى الدولة في تحملهم لأعباء الإصلاح الاقتصادي، ويُعوّل عليهم الرئيس بشكل مُستمر، ويحاول بكافة السُبل توفير الحياة الكريمة لهم ولذويهم؛ من خلال مشروع القضاء على العشوائيات في كل محافظات مصر ومشروع التأمين العلاجي ومشروع القضاء على فيروس سي وغيرها من المبادرات الرئاسية.
الوسّط: وتضم الطبقة المتوسطة من المجتمع المصري تلتحم في بعض صفاتها مع الطبقة العادية العامة، وتتشبث في قمتها بجماعات المصالح التي تستخدم الطبقة العامة من المجتمع في ترويج موادها ومنتجاتها، وتستهلك الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني؛ للحصول على الخدمات بدافع تلاحمها مع الطبقة الفقيرة والمتوسطة؛ ولعل تلاشي الطبقة المتوسطة في الآونة الأخيرة هو الفجوة التي بدأت في التقلص منذ حوالي 4 سنوات تقريبًا، وكانت القطاع الأهم الذي يستطيع أن يوصل الخدمات إلى الطبقات الدنيا ويستفيد من حالة الحراك الحادثة في الطبقات العليا.
أعلى الوسط: نجد جماعات المصالح مع الأحزاب والحركات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والائتلافات وغيرها، والتي تُعد ذلك الميزان الذي إن اعتدل تواصلت أضلاع المثلث وإن مالت انقطعت أضلاع المثلث السياسي، فحصولهم على الخدمات من نفوذ الأجزاب وعلاقتهم بالحكومة؛ سيدفعهم لإيصالها للطبقة الفقيرة والمتوسطة؛ حتى تدور عجلة مصالحهم، ولا عيب في أن تكون هذه الدورة بهذا الشكل بقدر ما تنتعش الطبقات الدنيا.
كاتب المقال: عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين