Close ad

"مو صلاح".. و"نجيب محفوظ"

16-6-2019 | 01:02

تابعنا جميعا بسعادة بالغة تفاصيل رحلة النجم الجميل العالمي محمد صلاح إلى مصر لقضاء إجازة العيد، وسط أهله في قرية نجريج بسيون غربية.. وبرغم أنه عانى من تزاحم المعجبين به من الشباب أو من الصحفيين، وعدم قدرته على الخروج لصلاة العيد وتعبيره عن ضيقه من ذلك على صفحته عبر تويتر..

وبعد ذلك عندما انتشرت صوره عبر العالم أجمع وهو في منتجع بالغردقة، ولقطاته وهو جالس فوق إحدى المراكب الخاصة، وهو أيضًا يصطاد ويحمل السمكة - على أغلفة المجلات العالمية.. والتي تعتبر أفضل دعاية لمصر سياحيًا، وأيضًا على مستوى الاستقرار والأمن، وهو ما يشجع الآلاف من السياح للقدوم لمصر، ولذلك يجب على الدولة ووزارة السياحة أن تستفيد وأن تبذل مجهودا للترويج للسياحة في مصر بما حققه صلاح بمفرده وبدون هيئات ولا موظفين بالمئات ولا آلاف الدولارات التي يتم إنفاقها بدون جدوى سوى أنها تذهب لجيوب كتيبة المستشارين، وكان الله بالسر عليم.. شكرًا "مو صلاح".

وأيضا نظل فيما حققه النجم محمد صلاح لنفسه ولبلاده؛ وها هو الكاتب الدمث الخلوق المحب لمصر بكل أوجها الأستاذ سمير عطاالله، يكتب في زاويته الشهيرة عن النجم صلاح ويقول: رأيتني لاعب كرة قدم في المنتخب؛ برغم حداثة سني وضآلة حجمي، ولكن سرعان ما جذبت الأنظار لمهارتي في المحاورة، وإصابة الهدف، فراح المشاهدون يحرضون أبطالهم على كسري للتخلص مني، ووجدتني محاصرا، وإذا بالكرة تأخذني وتصعد بي حتى ذهلت جميع الأعين وهي تتابعني، ومازالت الكرة تصعد بي حتى توارت بين السحب..

هذا هو الحلم رقم 271 من أحلام فترة النقاهة التي كانت آخر ما كتب نجيب محفوظ في سيرته الذاتية المليئة عطرًا ومحبة وبساطة وهناءً وفرحًا وأحلامًا.. ببساطة شديدة ربط كاتبنا الجميل بين نجمين من مصر حققا شهرة عالمية كل في مجاله.. النجم صلاح بما حققه من نجاح لناديه ليفربول ومعجبيه ومحبيه، وما حققه من شهرة فاقت كل الحدود وأصبح أيقونة مصرية عالمية..

وبين أديبنا الجليل صاحب نوبل الراحل نجيب محفوظ، وما حققه من نجاح وشهرة فاقت الحدود أيضًا بحصوله على نوبل ووصوله للعالمية.. كلاهما قاطرة قوة ناعمة لمصر.. يبقى للأسف الشديد أن تنشط هيئة تنشيط السياحة، وأن تقوم بواجبها وتسعى لنجومنا وتقوم بالواجب المنوط لها - ولا تقوم به للأسف الشديد..

يقول الأستاذ سمير عطاالله أيضًا: نجيب محفوظ مثل منحوتة طبق الأصل، صحيح أنه كان يكتب عن نفسه في سنواته الأخيرة، ولكنه كان كمن يقدّم أيضًا لهذه الظاهرة الإنسانية الرياضية الجميلة التي تشغل عالم الكرة، وتسر جماهيرها، وتفرح شباب مصر وهم يرون هذا «الضئيل الحجم الحديث السّن» يتنقّل بالكرة من هدف إلى آخر حتى صعدت به نحو السّحب.

نجوم العالم اليوم هم الذين يحقّقون النصر في المعارك من دون ضربة كفّ واحدة، وتهتف لهم الناس بقلوبها من دون أن تملأ الأجواء بالرصاص وأصوات الرشاشات، والجمهور البريطاني الذي يخاف من كيس متفجرات في الباص، أو من انتحاري سفيه في الـ«أندر جراوند»، يرى نفسه يصفّق بابتهاج لهذا المصري الباسم، تلك هي «القوة الناعمة» التي يمثّلها محمد صلاح، الريفي البسيط، على شاشات العالم وفي صحفه.

طوال عقود، تحدث عالم الفنون في كل مكان عن صوت أم كلثوم وظاهرتها، مع أنهم لم يكونوا يعرفون لغتها أو حتى يسمعون أغانيها، إلا أنها سحرت الناس على طريقتها، وصارت جزءًا من تاريخ مصر المكتوب والمروي، مثلها مثل زعماء السياسة، وسحرت الآثار، هكذا فعل أيضًا الساحر نجيب محفوظ الذي كان حديث السّن وضئيل الحجم عندما حلم بأن يكون ذات يوم شيئًا من محمد صلاح..

انتهى كلام الأستاذ عطا الله.. الله عليك يا أستاذنا، وأرجو أن يقرأ أو يسمع أولو الأمر والمسئولون عن السياحة في مصر هذا الكلام ولعلهم يسمعون.. والله المستعان.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: