Close ad
3-4-2019 | 19:33

"أمر ما في أحزان يومنا، ذكرى أفراح أمسنا".. جبران خليل جبران.

ترى هل الذكريات ميزة أم عيب.. فبقدر ما هي ممتعة قد يكون غيابها أحيانًا مريحًا، وليست دائمًا ذكرى السعادة شيئًا سعيدًا، وذكرى الألم شيئًا مؤلمًا.. إذن ما هي فائدة الذكريات!

مرور الذكريات السعيدة وعدم عودتها مرة أخرى قد يكون أمرًا محزنًا بقدر ما تكون الذكريات الأليمة مزعجة وكئيبة.

نعم بعض الذكريات الجميلة تعيد إلى وجوهنا الابتسامة، وربما ضحكة من القلب، خاصة إذا كانت أماكنها وقبل منها أشخاصها مازالوا موجودين دون أن تتخلل العلاقات سقوط أقنعة أو غدر أو انكشاف نوايا سيئة، وغالبًا تلك الذكريات تعود إلى سنوات الدراسة وبدايات العمل، حيث سنوات العمر الجميلة شكلًا وموضوعًا فالسن له بهجة والعقل يكون متحفزًا ومتحمسًا للمستقبل، فاتحًا ذراعيه لغد مملوء بالجايات التي يعرف غالبًا أنها مازالت في ذلك الوقت أكثر من الرايحات.

لكن ذلك لا ينفي أبدًا أن بعض الذكريات الحلوة تترك مرارة وغصة في الحلق، كفقدان عزيز لم يعد يربطنا به إلا ذكريات غاية في الجمال، أو غياب الصحة التي كانت تسمح بممارسات لم تعد هناك أي طاقة للمزاولة أبسطها.

نفس الشيء قد تحمله ذكريات المواقف السيئة، بل حتى المؤلمة فمجرد انتهائها وكونها مجرد ذكرى لهو من دواعي الراحة والسعادة.

المواقف الشخصية التي نعيشها على مر السنين ما هي إلا بنيان كل شخص منا؛ سواء كانت سعيدة أو أليمة؛ لذا من الصعب اختصارها في ذكرى، أيًا كان تقييمنا لها فهي صاحبة الفضل على كل منا فيما وصل إليه ولا يمكن محوها مهما سعينا للتصحيح، كل ما يمكننا أن نفعله هو محاولة ناجحة أو فاشلة في تخيل أنها ذكرى سعيدة، فقط ليس لأنها دائمًا كذلك؛ ولكن لأن لها دائمًا فضلًا علينا؛ سواء بخطوة تقدمناها أو درس تعلمناه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: