Close ad

الفن الراقي باق

26-11-2018 | 12:54

يبقى الفن الراقي ويتفوق للأبد، مهما حاصرتنا فنون وموسيقى غريبة علينا قد يطلق عليها أغاني مهرجانات؛ فبرغم تلوث المناخ الموسيقي خلال الفترات الماضية فإن الرقي والفن المحترم سيبقى، وسيحتفظ بتواجده القوي في المجتمع.

أسعدني الحظ بحضور حفل لعازف الجيتار المصري العالمي، عماد حمدي، شهدت فيه عودة قوية بالنسبة لي لزمن الفن الجميل الراقي، وهو ما شعرته من ردود أفعال كل الحاضرين، فالعازف المصري العالمي عماد حمدي، عشق آلة الجيتار، فأتت له بالعاشقين من جمهوره، صغارًا وكبارًا.. خاصة على مستوى الطلبة الدارسين لآلة الجيتار والتي يعلم أصولها لهم في دار الأوبرا العريقة.

استطاع الدكتور عماد حمدي، أن يحبب طلابه وفريقه في الفن الراقي، وأضاف لهم الكثير منذ بدأوا دراسة الجيتار على يديه، فهو ليس مدرسًا أو أستاذا يعلمهم الفنون فقط، ولكنه يحرص على أن يكون النموذج الإنساني الجميل والشقيق الأكبر، والأستاذ الحنون الذي لا يبخل بوقته على أي منهم‫.

أرى في عماد حمدي نموذجًا نادرًا للفنان الذي لا يكتفي بنجاحه محليًا وعالميًا، ولا يتوقف عنده، بل يسعى لاكتشاف جيل جديد من الموهوبين عشاق الفن الراقي، ويساندهم ويساعدهم للتفوق والتميز دائمًا، وليس على مستوى الفن فقط، بل في مناح اجتماعية عديدة بكل طرق الود والحب الذي يربطه بطلابه بالأوبرا.

لم يكن غريبًا أن يكون أول أوركسترا للجيتار بقيادة عماد حمدي، وهو الوحيد من نوعه في مصر والشرق الأوسط، الذي يتكون من 40 عازفًا من البنات والأولاد في مراحل عمرية مختلفة يتم تعليمهم وتدريبهم بأكاديمية الجيتار بالأوبرا تحت إشرافه.

يبدو عماد حمدي، وهو يعزف على آلة الجيتار، حبه الشديد بل عشقه لهذه الآلة التي درسها وتعلم أصولها في الأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى، فخرجت معزوفاته للجيتار من دار الأوبرا المصرية إلى العالم، فكان هو المرشح الوحيد من مصر للمشاركة في مسابقة أفضل عازف جيتار في العالم بجورجيا.

ولأن الإخلاص في العمل هو السبب الأول في النجاح، كان عماد حمدي أول مصري يعزف مع الأوركسترا السيمفوني منذ ١٩٨٨، وإلى الآن، وذلك منذ عزف مع الأوركسترا السيمفوني تحت قيادة العديد من كبار قادة الأوركسترا، أهمهم يوسف السيسي وطه ناجي والسويسري توماس هيرتزوج والألماني أرنست شيللا، وآخرهم المصري طارق مهران.

أعتقد أنه لو كان لدينا نماذج من الفنان عماد حمدي بأخلاقياته وعشقه لفنه ولوطنه وأولاد بلده، فكنا سنصل للعالمية بسهولة ويسر، ويعرفنا الآخر بصورة أفضل وأقرب إلي الحقيقة، واستطاع الفنان عماد حمدي أن يشق طريقه بثقته في قدراته وموهبته وطموحه للمستقبل منذ بدأ مشواره الفني، وهو ما يقوم بتعليمه الآن لطلابه مع تعليمهم الفن الراقي والذوق الرفيع.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة