Close ad

"وزير السحت".. والظمأ للمال الحرام

13-8-2018 | 00:16

بقدر ما يسعدني متابعة أخبار سقوط المُرتشين والفاسدين وعشرات القضايا التي تضبطها الرقابة الإدارية، ويتم الإعلان عنها أولًا بأول، والجدية والشفافية التي تعمل بها الرقابة الإدارية في متابعة وملاحقة الفاسدين والمرتشين ونصرتها للمظلومين، وأيضًا رعايتها للموهوبين في كل المجالات من الشباب بنين وبنات، وأشد على أيدي رجال الرقابة الإدارية، وأرفع لهم القبعة تقديرًا واحترامًا.. بقدر ما يدهشني ويٌلح على ذهني سؤال لا أجد له إجابة..

ألا وهو: لماذا لا يتعظ ولا يخاف كل مٌرتش وفاسد من تداعي أقرانهم وسقوطهم بين يدي العدالة بعد أن تضبطهم الرقابة الإدارية، ويبقى السؤال بعد كل قضية يتم الإعلان عنها؛ سواء سقوط محافظ المنوفية السابق، أو رئيس حي الهرم مؤخرًا.. ألا يتعظون..؟ هما ما بيحرموش وما بياخدوش العبرة من زملائهم الفسدة المرتشين؟ ومتى سيتعظون ويأخذون العبرة؟

من المؤكد أنهم تابعوا معنا أخبار القبض على رئيس حي الهرم داخل مكتبه متلبسًا بالرشوة، وقبله كان وزير الزراعة الأسبق تم القبض عليه في موكبه وفي وسط ميدان التحرير، وعقب خروجه من البرلمان.. ومع ذلك يستمرون في طلب الرشاوى والهدايا من أجل إنهاء مصالح بالزور والبهتان والتدليس وسرقة المال العام..

هل هو الظمأ للمال الحرام.. وبرغم أن أغلب القضايا أصحابها من ميسوري الحال ولديهم ما يكفيهم وزيادة، وبرغم ذلك يطلبون المال الحرام بشراهة منقطعة النظير..

ويبقى السؤال بدون إجابة.. ولكن ستبقى عين الرقابة الإدارية ساهرة ورجالها يقظين لأي مرتش أو فاسد مهما كان منصبه لضبطه وتسليمه ومحاكمته.. وأعجبتني كلمات النيابة في محاكمة محافظ المنوفية المرتشي الشهير بـ"محافظ السُحت"، حيث وصفه المستشار ضياء عابد ممثل نيابة أمن الدولة بأنه صاحب نفس ظمآنة إلى المال الحرام، وأن الشيطان يقود خطاه، مطالبًا بتوقيع أقصى عقوبة عليه خلال مرافعته أمام محكمة جنايات الجيزة السبت الماضي في قضية الرشوة.

وسألت المحكمة في بداية الجلسة المتهم هشام عبدالباسط: "يا هشام لسه مُصر على أقوالك، فقال نعم، ورد المتهمان أو الراشيان بأنهما مصران أيضًا على اعترافهما بتقديم الرشوة للمتهم الأول هشام..

فيما بدأ ممثل النيابة العامة مرافعته قائلا: "المتهم الأول هشام صاحب اليد السٌفلى والنفس الظمآنة إلى المال الحرام يقود خطاه الشيطان، والمتهم لم يعبأ بعظيم الأمانة الحامل لسلطة الوزراء في محافظته لتحسين خدماتها، ولم يستوقفه الواقفون أمام بابه للحصول على حقوقهم، وضاعت في ذمته الأمانات، وانتهكت الحريات وتآمر على الأنفس والأموال وعلى حياة البلاد والعباد"، ووصف ممثل النيابة محافظ المنوفية بـ "وزير السٌحت" موضحا (بدأ يحكي مسيرته عبر الشاشات وهو بالكاد أنهى دراسته بكلية الآداب وكانت مسيرته في حقيقتها وضيعة)..

وأكمل: "المتهم هشام عبد الباسط مضى كالذئب يبحث عن فريسته، ملأ نفسه الطامعة ليبغى على كل موظفي المحافظة كما بغى قارون على قوم موسى" وفي نهاية مرافعته طالب ممثل النيابة بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم محافظ المنوفية السابق قائلا: أذيقوه لعنة المال الحرام، لا تأخذكم به شفقة، إنه يأكل المال الحرام، وخزينة محافظة المنوفية قد نفدت بسبب ما أخذه هذا المتهم من رشوة، ونحن نضع مستقبل وطننا بين أيديكم، أصدروا حكم المؤبد عليه ومصادرة أمواله ولو كان الأمر بأيدينا لطالبنا بإعدامه..

وأضاف ممثل النيابة "المتهمون أكلوا أموال الناس بالباطل وحجبوا عنهم عدل الله وضيعوا الأمانة، ويوم 7 أبريل من عام 2015 لم يكن يوما عاديا في حياة المتهم هشام عبد الباسط، حينما حلف اليمين محافظا للمنوفية لكنه حلف يميناً آخر داخل نفسه.. وهو أن يجمع بين السلطة والمال واصفا المحافظ بـ "وزير السٌحت"..

بصراحة ممثل النيابة أشفى غليلي وغليل كل مواطن مصري مطحون.. وطبعا لا ننسى آخر رؤساء الأحياء المُرتشين وهو رئيس حي الهرم اللي سقط في مكتبه متلبسا بالرشوة على أيدي رجال الرقابة الإدارية أدامهم الله عينا ساهرة لضبط كل المُرتشن.. حيث جدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة حبس اللواء إبراهيم عبدالعاطي رئيس حي الهرم المرتشي و3 مسئولين بشركات مقاولات في قضية الرشوة التي تم الإعلان عنها مؤخرا لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق..

وهنا برضه أوجه سؤالي للسيد رئيس الحي المٌرتشي هو أنت ماشفتش من كام يوم رئيس مصلحة الجمارك اللي قبضوا عليه في مكتبه برضه، طيب ماخفتش إن الدور هاييجي عليك برضه.. طيب ماشفتش ولا سمعتش عن وزير الزراعة الأسبق اللي تم القبض عليه وسط موكبه عقب خروجه من البرلمان وفي عز الضهر.. بصراحة تبقى مٌرتشي وأهبل.. اللي هيغلط ويفسد هيتحاسب حتى لو كان مين في البلد... واللي لسه ماجاش عليه الدور.. مسيرة ييجي... والله المستعان.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة