أوشك الأسبوع الثاني منذ الإعلان عن بدء تطوير قنوات التليفزيون الرسمي، ولم يلمس المرء شيئا يذكر مما يمكن أن يطلق عليه "تطوير"، لا شكلا ولا مضمونا، كل ما في الأمر أنهم غيروا اسم القناة الأولى إلى قناة مصر الأولى..
أما المضمون فقد صار أسوأ مما كان عليه من قبل، وأستطيع أن أقول أن هذه القناة الناطقة باسم مصر تحولت إلي نسخة مشوهة من أي قناة فضائية تحاول جذب المشاهد ببرامج سطحية وإعلانات مكررة ومملة، حتى بين نشرات الأخبار.
وبالطبع فإن التطوير لازم ولا غنى عنه، ولكنه يحتاج إلى عقول واعية، وخبرات هائلة، ومسئولين قادرين على اتخاذ القرار الصائب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أما ما نراه الآن فهو مجرد محاولة لن تنجح إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه.
إن التليفزيون الحكومي أو ما يطلق عليه "ماسبيرو" لن يتحقق له التطوير المنشود في ظل فكر لا يعي الدور المطلوب من الإعلام في دعم ومساندة الدولة في حربها ضد الإرهاب والانطلاق نحو التنمية الشاملة.
وأحسب أن الخطوة الأولى هي إعادة هيكلة هذا القطاع وعدم الجمع بين عضوية الهيئات الإعلامية والمسئولية التنفيذية، فلقد بلغ سوء الإدارة مداه، ولن تجدي معه الحلول المسكنة على طريقة تطوير القناة الأولى التي لم تعد اسما على مسمى.