Close ad

أم كلثوم والموساد

19-11-2017 | 00:00

تشويه الرموز المصرية عمل إسرائيلي دائم وممنهج، فأشرف مروان، صهر عبدالناصر مدير مكتب السادات، جاسوس مزدوج، أبلغهم بموعد حرب أكتوبر، كما في كتاب "الملاك" الذي ترجم أخيرًا للعربية، وقد يكون صناع الفيلم المنقول عن الكتاب قد أنجزوه.

وأم كلثوم لها ميول نحو المرأة، وكشف الموساد (جهاز الاستخبارات الإسرئيلي) عن محاولاته المتكررة لتدمير "كوكب الشرق" بسبب مواقفها ضد إسرائيل، وقيامها بجمع الأموال من عوائد حفلاتها لمصلحة أسر الشهداء والمصابين ودعم المجهود الحربي للدولة.

وحسني مبارك قضوا عليه سياسيًا بتصريح بن إليعازر أنه "كنز إستراتيجي" لدولة إسرائيل، واُستغلت العباراة بالميدان فى إنهاء مسيرة مبارك، ومع شائعة "الجارديان"، التي اشترتها قطر، بأن ثروة عائلته تتجاوز الـ60 مليار دولار، لم يعد لـ"مبارك" أمل في الحكم.

وقد كشف كتاب توحيد مجدي، الباحث في الشئون الإسرائيلية، وعنوانه "أم كلثوم والموساد.. أسرار عملية عيون البقر"، الصادر أخيرًا عن "دار المعارف" بالقاهرة، تفاصيل مرعبة عن استهداف الموساد "أم كلثوم"، أشدها سوءًا محاولة إغواء "أم كلثوم" بالشذوذ الجنسي داخل فيلتها في القاهرة، والغريب، وربما هي محض مصادفة، أن اسم فاطمة (الاسم الحقيقي لأم كلثوم) ذُكر في سجلات المترددين علي معبد حاييم كابوسي في حارة اليهود، وهي في سن العاشرة، وكانت زيارتها للمعبد للكشف على عيونها المصابة بالرمد، وهو المرض الذي لازمها طويلاً، وربما لذلك كانت ترتدي نظارات سوداء، خصوصًا عند مواجهة الكاميرات وأضواء الحفلات، حيث كان التردد على المعابد والأديرة من قبل المصريين البسطاء أمرًا عاديًا، لتلقي علاجات يوصي بها البعض، وعندما كنا أطفالا في شبرا نتردد على الراهبات في الراعي الصالح لنعالج مشكلات الأذن.

بعد ذلك بسنوات أصبحت "أم كلثوم" - وبسبب قربها من ضباط يوليو، خصوصًا عبدالناصر - هدفًا لجهاز الموساد الإسرائيلي.

لقد اهتم الموساد بعد سنوات قليلة من تأسيسه بـ"أم كلثوم"، ووضع، حسب كتاب مجدي توحيد، تصورًا ودراسة شاملة لمتابعتها خلال تنقلها خارج مصر، وكون فريقًا باسم "عملية عيون البقر"، تولاه دافيد قمحي، رئيس فرع عمليات الموساد في مصر الذي يعمل تحت غطاء مراسل صحفي بريطاني.

وقد تمكن "قمحي" في ربيع 1954 من الدخول سرًا إلي فيلا أم كلثوم في شارع أبو الفدا بالزمالك، وصور كلبها الذي انشغلت به المخابرات الإسرائيلية لحدود خيالية، كما صور ما أمكن من وثائق وأوراق، وزرع أجهزة تنصت حديثة، وتمكن من إجراء مقابلة صحفية مع أم كلثوم سنة 1957، ونشرها في مجلة the listener التي تصدر عن الـB. B. C في لندن، ثم زاد الاهتمام بـ"أم كلثوم" بعدما كشفت المخابرات البريطانية لأصدقائها في الموساد عن جمع "أم كلثوم" تبرعات للحكومة المصرية، وهو الدور الذي ظهر للعلن بعد عدوان 1956 وهزيمة 1967.

وجاء بالكتاب تفاصيل كثيرة عن خطط للموساد بشأن استدراج "أم كلثوم" للولايات المتحدة الأمريكية ثم خطفها إلي إسرائيل ومبادلتها بشبكة جواسيس سقطت في القاهرة عام 1954، وجرى تجنيد مجموعة من الممرضات اليونانيات العاملات في عدد من المستشفيات المصرية، ومنهن من تتعامل مباشرة مع "أم كلثوم"، وهي امرأة تمتاز بالجمال إلى حد المبالغة بهدف حقنها بمادة طبية تؤدي لتدهور حالتها الصحية، ما يستدعي سفرها إلى الولايات المتحدة.

وعقب تنفيذ أحكام بالإعدام علي أعضاء شبكة التجسس، بحث الموساد في الرد المؤلم، مثل تفجير مقر الرئاسة في القاهرة، أو قتل "أم كلثوم"، وتم رفض الفكرة الأولى، وبحث تنفيذ الثانية التي استبعدت بعد ذلك من لجنة الاغتيالات X، على أساس أن المطربة المصرية لم تحمل على يدها دماء اليهود.

بعد ذلك بدأ الموساد في تنشيط فكرته الرديئة عن إغواء "أم كلثوم"، لتدميرها باعتبارها القوة الناعمة المصرية الأكثر نفوذًا في العالم العربي، حيث توصل الموساد إلي معلومة تفيد بأن المساعدة المسيحية الفلسطينية مريم داود، التي خدمت "أم كلثوم" خلال رحلاتها الفنية في المدن الفلسطينية قبل عام 1948، شاذة جنسيًا، وأن رئيس بلدية القدس، مصطفي بك الخالدي، حذر "أم كلثوم" منها، حتى لا يؤثر ذلك على سمعتها، وهو ما رفضته "أم كلثوم" التي كانت تكره الشائعات والنيل من الأعراض بحكم تربيتها المحافظة، وأيضًا مما أصابها من شائعات طيلة حياتها، واعتبر الموساد شهادة لعاملة غرف في فندق بالقدس عن رؤية مريم تحمم "أم كلثوم" وثيقة عظيمة.

وجاء رد "أم كلثوم" بأن زارت بيت مريم في الشارع الذي يحمل اسم "أم كلثوم" حاليًا، وجلست أمامه على مقعد خشبي تسلم على المارة والجيران غير المصدقين، وأنقذت سمعة مريم التي تبدلت الشائعات حولها من رميها بالشذوذ إلى التغني باستقامتها وورعها.

وحسب الكتاب، فإن الممرضة اليونانية الجميلة تلقت دهانًا من الموساد، لمعالجة خشونة الركبة لدي "أم كلثوم"، وبدأت في تدليك ركبتها، وقامت بحركات إغواء لها، فما كان من "الست" سوى رفع الحذاء المنزلي وضربها به على وجهها، وطردها من الفيلا فورًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: