كانت مشاركة مصر في قمة البريكس دلالة واضحة على ثقة قيادتنا السياسية بلا حدود في قدراتنا كشعب يعرف قدره ومكانته بين شعوب العالم، والتي تعبر عنها تحركات الرئيس السيسي كترجمة واقعية للثقة المتبادلة بينه وبين شعبه، وظهور هذه الحقيقة بينه وبين زعماء دول العالم؛ مما جعلهم يقتنعون بأن مصر دولة واعدة تسير للأمام بخطى علمية واسعة مدروسة، وهذا ما جعل قادة دول البريكس يدعون الرئيس السيسي لحضور قمتهم، ويعبرون في لقاءاتهم عن تقديرهم وإشادتهم بما تحقق في مصر من إصلاحات اقتصادية وخطوات لدفع عملية التنمية واستعادة الاستقرار والمشروعات العملاقة التي يجرى تنفيذها.
كما أن مصر تحمل كل مشاعر الود والتقدير لدول البريكس الصديقة وهي: الصين ذات الحضارة العريقة، والهند صاحبة التنوع والقيم الروحانية والفلسفة، وروسيا أكثر الشعوب ثراء في العلوم والثقافة والفنون، وجنوب إفريقيا التي كافح شعبها من أجل العدالة والإنسانية والمساواة وحملت لواء مكافحة العنصرية في قارتنا الإفريقية، والبرازيل التي راعت مفاهيم حماية البيئة والتنوع الأيكولوجي وأهدت العالم عقيدة التنمية المستدامة.
مرتكزات رؤية مصر حتى 2030 أمام زعماء الدول الخمس
عبر الرئيس السيسي عن تلك المرتكزات أمام زعما ء الدول الخمس، وهى تطبيق برنامج اقتصادي طموح للنمو الاقتصادي المستدام من خلال إصلاحات اقتصادية جذرية تمت صياغتها وجار تنفيذها وفق الأهداف الوطنية الخالصة، وتوفيرًا لفرص العمل والاعتماد على الشباب مع إيجاد آلية للتواصل والحوار بين دول البريكس والدول النامية؛ حيث أصبح العمل الجماعي المشترك ضرورة لا مناص عنها؛ لمواجهة تحديات التنمية والحياة الكريمة للشعوب.
مصر والصين
أهم ما تم التوصل إليه حول العلاقات المصرية - الصينية تمويل البنك الآسيوي لإنشاء محطة كهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بقيمة 210 ملايين دولار، وسعي مصر لأن تكون الصين من أهم 10 شركاء لها، وتنفيذ مشروع القطار الكهربائي الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة والمناطق الصناعية التي ستقام في نطاقها، بالإضافة إلى مشروع القمر الصناعي المصري (مصر سات2) لخدمة المشروعات البحثية والاستشعار عن بعد؛ حيث إن الصين من الدول الرائدة في مجال الفضاء مع محاولة إعادة التوازن للميزان التجاري بين البلدين، إذ بلغت صادرات الصين إلى مصر 11 مليار دولار عام 2016؛ بينما بلغت صادرات مصر إلى الصين نحو نصف مليار دولار.
مصر وروسيا الاتحادية
عقد الرئيس السيسي اجتماعًا مع الرئيس الروسي بوتن على هامش اجتماعات قمة البريكس، أكد خلالها الرئيس الروسي حضوره احتفال وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وتمت مناقشة استئناف الرحلات الجوية مع مصر مع الانتهاء من حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل في المستقبل القريب، بالإضافة إلى قضايا مكافحة الإرهاب وإزالة بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
مصر والهند
اجتمع الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء الهندي؛ حيث اتفقا على دفع وتعزيز التعاون مع مصر على الأصعدة المختلفة؛ خاصة في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية؛ حيث يبلغ حجم الاستثمارات الهندية في مصر نحو 3 مليا رات دولار أمريكي، بالإضافة إلى أهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك وإجراء التشاور للتنسيق بين مواقف البلدين إزاء الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتنسيق التعاون في مجالات التدريب وتأهيل العمالة وفي مجالات التكنولوجيا وبناء القدرات.
مصر وجنوب إفريقيا
ومن أهم ما توصل إليه اجتماع الرئيس السيسي مع رئيس جنوب إفريقيا، حرص البلدين على تعميق وتوثيق علاقات التعاون بينهما، ودعوة مصر للمشاركة في قمة البريكس في العام المقبل، ودعم واستكمال مشروع طريق القاهرة كيب تاون، وأهمية استئناف عمل اللجنة المشتركة بما يسهم في تطوير التعاون في المجالات المختلفة والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، واستمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين في إطار الاتحاد الإفريقي ومختلف المحافل الدولية، وتوجيه الدعوة للرئيس الجنوب إفريقي للمشاركة في المؤتمر الدولي للشباب، ومنتدى إفريقيا 2017 المقرر عقده في شرم الشيخ في نوفمبر2017.
مصر والبرازيل
إدخال اتفاقية "ميركوسور" مع البرازيل حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان البرازيلي عليها؛ حيث إنها ستفتح لمصر سوقًا تصديرية كبيرة.
إن من أهم نتائج حضور مصر لقمة البريكس هو عودة مصر إلى مكانتها عالميًا، وتوسيع فرص الاستثمار المصري مع دول البريكس، وفتح ملف التوسعات الصينية في مصر، والترويج للمشروعات الاستثمارية لمحور قناة السويس في إطار النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها مصر في الفترة الحالية.