قال عمار القربي، رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، إن مقارنة الرئيس السوري بشارالأسد بالرئيس الراحل أنور السادات فيها ظلم كبير للسادات، في رد فعل على تعليق للكاتب كارستن ويلاند في كتابه عن سوريا والأوضاع في المنطقة.
وقال القربي: إن الرئيس السادات لم يصبح رئيسًا إلا بعد أن تخلص من كل مناوئيه بالفعل في تلك المرحلة، أما في سوريا فالشخصيات البارزة في عهد الرئيس حافظ الأسد، هي التي ساعدت الابن على الوصول للسلطة.
وكان ويلاند أشار إلى وجه شبه بين طريقة وصول الرئيس بشار الأسد إلى الحكم، والرئيس أنور السادات، لكن القربي اعتبر المقارنة غير منطقية، لأن الرئيس السادات كان له استقلال بسياسته وشخصيته، فيما اعتبر بشار الأسد امتدادًا لإرث أبيه السياسي، وقال: "أعتقد أنه من الخطأ أصلاً التحدث عن مرحلتين، الجميع في سوريا يعتبر أن الرئيس حافظ الأسد مازال يحكم من القبر".
وأشار إلى أنه ليس هناك أي انفصال بين مرحلة الأب ومرحلة الابن، كلا المرحلتين سائرة، والتغيير كان في الأشخاص فقط، إذ مازالت العقلية والمنهجية نفسها تسيطران على البلاد في كل الأمور.
وذكر القربي أن الرئيس الأسد الأب كان "مُشخصِنًا السلطة"، ويحكم بمقاليدها في يديه، ويقبض على زمام الأمور من جميع نواحيها، بينما الابن لم يتعامل بالطريقة نفسها، مبينًا أن هذا لا يعني أن الأسد ليس مسئولاً عما يجري في البلاد، وأن ماهر الأسد هو من يتحكم في الأمور الأمنية، مؤكدًا أن الرئيس الأسد ليس رجلاً هامشيًا، بل إنه هو الذي يحكم، ولا أحد يمكن أن يعارض أي قرار رئاسي.
وقال موقع "العربية نت" أن هذه التصريحات كانت في حلقة برنامج "عالم الكتب" التي ناقشت إصدار الكاتب كارستن ويلاند "سوريا.. الاقتراع أم الرصاص؟ الديمقراطية والإسلامية والعلمانية في المشرق".
ويتناول الكتاب المجتمع السوري بالتحليل، ويعرج على وضع النظام الحاكم في ضوء الأحداث الإقليمية والدولية، وكيف تغيرت صورة بشار الأسد لدى العالم من صورة السيد صاحب الأيدي النظيفة عند تسلمه منصبه، حين وضع محاربة الفساد على أجندته، لكن المقاومة المتأصلة في النظام، أثبتت أنها أقوى بكثير، لتصل بالبلد إلى الوضع الحالي.