قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية إن الخوف دفع آلافا من السوريين في لبنان إلى التصويت لصالح بشار الأسد بسفارتهم ببيروت في الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي.
وأوضحت المجلة- على موقعها الإلكتروني الثلاثاء- أن هذا الخوف له ما يبرره، إذ يخشى هؤلاء النازحون من تتبع السلطات السورية لهم وإنكار حقهم في العودة، وكيف لا يخافون وقد رأوا تعنت سلطات دولتهم في تجديد جوازات سفر الكثيرين منهم في وقت باتوا يشعرون فيه أن وجودهم لم يعد مرغوبا فيه بلبنان.
ونوهت المجلة في هذا الصدد عن اتخاذ السلطات اللبنانية مؤخرًا عددًا من الخطوات زادت من قلق هؤلاء اللاجئين البالغ تعدادهم بحسب سجلات المفوضية العليا لشئون اللاجئين 1.1 مليون، من بين هذه الخطوات قرار يقضي بتجريد أي سوري يعود إلى بلاده بعد الأول من يونيو الجاري من صفته كلاجئ, وبالتالي يُحرم من العودة إلى لبنان، وقد تم اعتماد هذا القرار أمس الاثنين.
ورصدت المجلة اقتراحًا آخر كان وزير الشئون الاجتماعية اللبناني تقدم به في الرابع من الشهر الجاري يقضي بعدم السماح بدخول الأراضي اللبنانية لغير السوريين القادمين من مدن قريبة من الحدود اللبنانية.
ومن جانبها أعربت منظمات حقوقية عن قلقها إزاء المقترحات اللبنانية وارتفاع النبرة العدائية مع السوريين في لبنان.
واستدركت "الإيكونوميست" بالقول "لكن لبنان في مأزق واضح الملامح، فقد بات السوريون يمثلون أكثر من ربع تعداد السكان البالغ 4 مليون نسمة، بالإضافة إلى ما تعانيه البنية التحتية اللبنانية من تهرؤ بالأساس".
وأشارت المجلة البريطانية في هذا الصدد إلى انخراط جماعة "حزب الله" اللبنانية في الحرب السورية في خندق الأسد ضد المعارضة، ولفتت كذلك إلى أن هذه الحرب السورية كلفت لبنان نحو 7.5 مليار دولار أمريكي بحسب إحصائيات البنك الدولي.
ونوهت المجلة عن سبب آخر يكمن وراء تخوف اللبنانيين من اللاجئين السوريين، وهو أنهم لا يزالون يتذكرون جيدا كيف أسهم اللاجئون الفلسطينيون في نشوب الحرب الأهلية التي دمرت البلاد على مدار 15 عاما من منتصف سبعينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي.. واليوم يخشى اللبنانيون من نشوب صدامات بين مؤيدي ومعارضي الأسد من اللاجئين السوريين ببلادهم.
واختتمت "الإيكونوميست" بالقول، إن السوريين في لبنان باتوا بلا خيارات وقد تقطعت بهم السبل في بلد لم يعد يرحب بوجودهم وانسدت في وجوههم كافة الوجهات والحدود.