Close ad

فاينانشيال تايمز: موجة العنف المتصاعدة ضد أمريكا تنذر بانحصار دورها كقوى عظمى

14-9-2012 | 13:05
أ ش أ
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الجمعة أن حادث مقتل دبلوماسيين أمريكيين في ليبيا، وموجة العنف التي تستهدف مقار السفارات الأمريكية في دول منطقة الشرق الأوسط ردا على إنتاج فيلم أمريكي يسىء للنبي محمد، إنما يعيد رسم الخارطة السياسية العالمية. حيث ينحصر دور الولايات المتحدة تدريجيا كقوى عظمى لتصبح قوى "انتقائية".

وأوضحت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني- أن المؤرخيين قد يقرأون في الحقبة الراهنة "نذير تحول مهم يطرأ على دور الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم في المستقبل"، وانتقدت في هذا الصدد ما وصفته "بخلو" حملات مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية سواء كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما -مرشح الحزب الديمقراطي- أو المرشح ميت رومني -مرشح الحزب الجمهوري-من ملامح واضحة ومحددة لسياسات واشنطن الخارجية.

وأردفت الصحيفة تقول إنه سواء كان الفائز أوباما أو رومني، قد يظل الأمريكيون يرون بلادهم "أكثر الدول نفوذا وتأثيرا داخل الكتلة العالمية"، غافلين حقيقة أن طموح واشنطن العالمي بات يضيق ويتضاءل شيئا فشيئا.

وأضافت الصحيفة أن اكتفاء واشنطن بالقيادة من خلف الستار إبان الثورة الليبية، التي أطاحت بنظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي، وعزوفها الآن عن اعتماد الخيار العسكري لحل الأزمة السورية وحرصها الشديد على الانسحاب من أفغانستان حسب الموعد النهائي "جميعها معالم ومؤشرات يستدل من خلالها حجم النفوذ والهيمنة الأمريكية في المستقبل".

ورأت الصحيفة البريطانية أن صورة الولايات المتحدة "الضامن الدائم للمصالح العالمية المشتركة يتم استبدالها بتقييمات أكثر حدة للمصالح القومية، مشيرة إلى أن الخبرات "المؤسفة"، التي عاصرها الأمريكيون خلال فترات الحرب على العراق وأفغانستان، أفقدت الناخبين حماستهم حيال "المغامرات الخارجية".

ولفتت الصحيفة فى الختام إلى أن ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تواجه ضغوطا حادة حول كيفية تخطي حالات العجز المرتفعة والديون المتراكمة، كما أنه في حال اضطرار الأسطول الأمريكي إرسال سفن لإعادة بسط النفوذ الأمريكي داخل القارة الآسيوية، سيترك الجيش بعدد أقل من القوات كي ينشرها سواء في أوروبا أو منطقة الشرق الأوسط.
كلمات البحث
الأكثر قراءة