استنكر الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، المقترحات والدعاوى البرلمانية التى تطالب بقصر الدراسة بجامعة الأزهر على العلوم الدينية والشرعية واللغة العربية فقط، مؤكدًا أنه من الخطأ أن يقتصر دور الأزهر على تدريس تلك المواد؛ لأنه كان القبلة الأولى والأساس لأي علم ظهر مستقبلًا فى عصرنا الحديث بفضل علمائه الأجلاء الذين ملأوا الدنيا بعلومه الدينية والدنياوية.
وقال الهدهد، خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي الأول لجامعة الأزهر والذى عقد، اليوم الأحد، تحت رعاية المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تحت عنوان: "الطاقة.. حق ومسئولية"، وذلك فى قاعة مؤتمرات الجامعة بمدينة نصر بالقاهرة، برئاسة الدكتور أحمد حسني، رئيس جامعة الأزهر، أن الأزهر الشريف الذى يُحارب ويُهاجم الآن هو وعلماءه هو من أسس مدرسة الطب بأبي زعبل، والفنية العسكرية التى تخرج منها مئات المهندسين الأكفاء، ومدرسة الألسن بقيادة العالم الجليل رفاعة الطهطاوي التي قاد طلابها حركة الترجمة والتنوير فى العالم فيما بعد.
وأكد الهدهد، أن الأزهر الشريف هو صاحب فكرة بناء "السد العالي" الذي تم تشييده عام 1960 في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث أول من أقترحها عالم أزهري يسمى محمد بن يونس المصري، على الحاكم العثماني آنذاك لبناء سدٍ في نفس موقع "السد العالي" الحالي، بعد أن شكي له الحاكم من الفضيانات التي تتعرض لها مصر، وتغمر حقولها وقراها بالمياه.
وأضاف الهدهد، أن الدور العلمي للأزهر الذى يتم إنكاره؛ ويحاول البعض طمسه متأصل ومشهود منذ عهد محمد علي باشا، ومشرق وساطع كنور الشمش، فحينما أراد إرسال بعثات علمية للخارج لتسع دول كانت صديقة لمصر كانوا جميعهم أزهريين أي من الأزهر الشريف لقيمته العلمية والدينية، مؤكدًا أن الأزهر سيظل قبلة العلوم الثقافية والعربية وشامخًا بطلابه وعلمائه مهما حدث.