شهدت كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، مناقشة رسالة ماجيستير بعنوان: "تحليل مؤشرات التغير المناخي على حوض البحر المتوسط" للطالبة مريم محمود عثمان، في كلية العلوم جامعة الإسكندرية، تحت إشراف الدكتور هشام العسكري أستاذ مساعد الفيزياء البيئية بقسم علوم البيئة بالاشتراك مع كل من الدكتور علاء الدين رمضان مصطفى، القائم بأعمال عميد كلية العلوم وأستاذ الجيوكيمياء البيئية بالقسم ذاته.
تستقصي الدراسة بعض المؤشرات المناخية في دول حوض البحر المتوسط العشرين، وذلك بغرض محاولة استنباط معلومات أكثر وضوحًا وتفصيلًا حول آليات ومظاهر تغير المناخ على المستوى الإقليمي، وذلك من شأنه أن يساعد على تحسين إجراءات تلطيف الأثر البيئي وكذلك تعزيز إمكانيات التنبؤ.
وتتمثل هذه المؤشرات في درجات الحرارة والأمطار بصفة شهرية من 33 مدينة منطقة الدراسة، وتركيزات ثاني أكسيد الكربون المكافئة السنوية كمؤشر على انبعاثات الغازات الدفيئة من العشرين الدولة، ومؤشر التذبذب الجنوبي المتوافر بصفة شهرية وسنوية.
وقال الدكتور هشام العسكري، إنه قد تم تنقيح جمع البيانات الموجودة في البحث وإجراء معالجة أولية عليها لإعدادها للتحليل بواسطة تقنية التجزئة الاعتبارية EMD باستخدام كود برنامج ماتلاب، وتسمى مخرجات هذه التقنية دالة النمط IMF، وهي تتكون من مكونات عالية التردد ومكونات منخفضة التردد ومنحنى عام.
وتابع:" ثم يتم إدخال جميع هذه المؤشرات في تحليل معامل الارتباط بين كل مكون لمؤشر ما مع مكونات المؤشر الآخر، ويتم اختبار معامل الارتباط على عدة تباعدات موجبة وسالبة، بغرض دراسة الأثر المحتمل المطبق من مؤشر على الآخر وبالعكس وتحديد الفترة الزمنية التي يتم عندها هذا الأثر.
وأضاف أن نتائج عملية التجزئة تظهر القدرة الهائلة لتقنية EMD في التحليل مقارنة بالتقنيات الأخرى المستخدمة للغرض نفسه، مثل تقنية تحويل فوريي السريع FFT، وتقنية تحليل المويجات، فعند تحليل درجات الحرارة الشهرية من كل محطة من المحطات المختارة في الدراسة بتقنية EMD، نتج مكونات يتميز كل منها بوجود دورات، في المتوسط دورة كل 12 شهرًا، و22 شهرًا، و37 شهرًا، و48.1 شهرًا و83 شهرًا، و120-130 شهرًا، و237 شهرًا. توافق هذه الفترات دورة كل عام، ودورة كل عامين، وكل 3 أعوام، وكل 4 أعوام وكل 7 أعوام، وكل 10-11 عامًا وكل 20 عامًا.
وتابع: "ويتوافق وجود هذه الدورات مع دورات تم الكشف عنها سابقًا في دراسات عدة باستخدام إما تقنية FFT أو تحليل المويجات، وتقنيات تحليل أخرى. لكن كل من هذه التقنيات كان ليكشف وجود دورة واحدة أو اثنين على الأكثر أثناء تحليل المتسلسلة الزمنية، ومن هنا الميزة الكبرى في التقنية التي نتبناها في هذه الدراسة".
وأشار إلى أنه بمقارنة هذه الدورات بدورات متعارف عليها في النظام المناخي، نجد الدورة السنوية المعروفة للمناخ، ونجد أحداث ظاهرة النينيو، ونجد نشاط البقعة الشمسية، والأثر الناجم عن نشاط الإنسان المتمثل في منحنى عام بطول 20 عامًا.
واستطرد: "كما أبرز تحليل تركيزات ثاني أكسيد الكربون المكافيء، المتاحة بصفة سنوية، وجودة دورة طويلة بواقع 23 عامًا".
يشار إلى أن الدكتور هشام العسكري قدم إلى مصر من الولايات المتحدة للمشاركة في فاعليات المؤتمر الوطني لعلماء وخبراء مصر في الخارج "مصر تستطيع".
.