اعتاد على اتخاذ الليل ستارا لممارسة نشاطه الأثم فى تجارة السموم البيضاء داخل إحدى مناطق مركز كوم أمبو القريبة جدا من وسط المدينة حيث كان زبائنه من أبناء المدينة ورغم سنه الذى لم يتخط منتصف العقد الرابع من العمر إلا أنه اكتسب من الصيت والشهرة ما لم يكتسبه أحد من تجار الكيف فكان لقبه المحبب هو «نمبر وان» نظرا لتميزه عن الأخرين.
موضوعات مقترحة
فمنذ نعومة أظافره كان محترفا للشغب وافتعال المشكلات والكارثة أن أسرته لم تكن تتدخل لتقويمه بل تركوا له الحبل على الغارب ليفعل مايشاء على حسب أهوائه حتى فى المدرسة التى إلتحق بها تركها بمحض إرادة والده الذى فكر فى اختيار عمل حر له.
وبمرور الوقت وما أن أشتد عود «ن» وأصبح واحدا من أبناء الشوارع الأشقياءالذين يترقبون أقرانهم ويتحينون لهم الفرصة للتنكيل بهم تحجر قلبه حقدا وكرها على كل شاب ناجح ليصبح هذا القلب كالحجر الصوان الذى لايعرف رحمة ولاشفقة ولكن الغريب فى أمر هذا الشاب أنه وحتى دخوله مرحلة المراهقة لم يكن يعرف طريق السموم البيضاء وبدأ طريقه فى الإدمان بتدخين سيجارة محشوة بالمارجوانا ومن بعدها البانجو.
وفى ظل غياب الرقابة الأسرية فى هذه المرحلة العمرية الخطيرة كان الشاب يخرج من البيت كل صباح واهما الجميع بالعمل فى إحدى المزارع شمال المدينة بينما حقيقة الأمر على غير ذلك فالفتى «ن» لم يكن يخرج سوى للبحث عن صديق يشاركه فى سيجارة مخدرة ولما ضاق به بعض أصدقائه الأشرار نصحه أحدهم بالعمل فى هذا النشاط المحرم حتى يستطيع توفير مزاجه.
وبالفعل توسط له لدى زعيم السموم البيضاء فى شمال المدينة من أجل أن يكون ضمن صبيانه الذين يقومون بترويج المخدرات لصالحه وبعد عدة اختبارات خضع لها اجتازها ببراعة اكتسب ثقة التاجر الكبير ليصبح واحدا من أهم معاونيه.
وبمرور الوقت تمرس وتعلم فنون المهنة المحرمة وعرف دروب ودهاليز كبار التجار وفكر فى العمل لحسابه الخاص حيث بدأ يدرس الفكرة بجدية جامعا شتى المعلومات والتفاصيل عن دروبها ومخاطرها.
وفى فترة وجيزة ذاع صيت «ن» بين أوساط المدمنين خاصة أنه لم يكن مدققا أو متزمتا فى التعاملات المالية مع زبائنه فأصبح «نمبر وان» لدى المدمنين حيث أقبلوا عليه فى نطاق المدينة وهم من سائقى الميكروباص والتوك توك وسيارات الكبود.
أدار المال الحرام رأس الشاب الذى وجد نفسه فجأة من الأثرياء فارتفع سقف طموحه وبات يحلم بالمزيد والمزيد خاصة وقد وجد رضاءً غير متوقع من أسرته التى لم تكن تستفسر منه عن مصدر هذه الثروة المفاجئة وكان مايهمها فى المقام الأول هو مايغدق به عليهم من المال أى ما كان هذا المال حراما أم حلالا.
كانت توجيهات اللواء عصام عثمان مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسوان بمواصلة التصدى لتجار المواد المخدرة بكل أرجاء المحافظة والقبض عليهم وتطهير البؤر التى يتزعمونها. ومن خلال تكثيف التحريات تبين قيام عاطل يدعى «ن» بالاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا نبات البانجو حيث تم وضعه تحت الرقابة المشددة وتكليف المقدم عمرو علام رئيس مباحث مركز كوم أمبو والنقيب محمود رمضان معاون المباحث بتولى إجراء التحريات اللازمة التى أكدت أن المتهم تسلم صفقة من البانجو خارج المحافظة وعاد إلى كوم أمبو عبر الدروب الجبلية.
بتكثيف التحريات توصل فريق البحث المكلف بالمهمة إلى معلومات تفيد بوصول «ن» إلى منطقة «المربعات» فى مدينة كوم أمبو تمهيدا لترويج البانجو على عملائه.
وبناء على ذلك تم إخطار اللواء أحمد الراوى مدير المباحث الجنائية الذى وجه إلى تقنين الإجراءات وسرعة ضبطه متلبسا وبعدما تم وضع الخطوط العريضة والتفاصيل الدقيقة لخطة الضبط قامت مأمورية أمنية سرية قادها المقدم عمرو علام رئيس المباحث بالتحرك نحو الهدف وتم القبض عليه متلبسا بكمية من البانجو قبل ترويجها. تم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه وتولت التحقيق.