"متقلقوش أنا سيبلكم العدية زي كل سنة".. كانت تلك الكلمات الأخيرة التي نطق بها الشهيد النقيب محمد شتا في عيده الأخير وسط أسرته وخلال اتصال هاتفي جمعه بشقيقه المقيم بأستراليا؛ أحد الأبطال ممن راحوا فداء للوطن على يد الغدر والخسة في أحداث "أقتحام قسم شرطة كرداسة" بالعام 2013.
موضوعات مقترحة
الشهيد النقيب محمد شتا
خلال حديث "بوابة الأهرام" مع والد الشهيد النقيب محمد شتا، عن آخر أيامه التي قضاها صحبة أسرته مجتمعين بمناسبة عيد الفطر، والذي كان في العام 2013 قبل عملية الاستشهاد بأيام قليلة؛ أكد أنه كان دائمًا ينتظر تلك الأيام المباركة، ليجتمع بمناسبتها مع شقيقه وباقي الأسرة، مشيرًا إلى أنه على غير عادة كل عيد أخذ "محمد" أيام إجازته أول أيام العيد، حيث كانت إجازته المعتادة تبدأ من ثالث أيام العيد.
الشهيد النقيب محمد شتا
وقال والد الشهيد خلال حديثه: "ابني استشهد يوم 7 شوال بعد انتهاء أيام العيد، ولكن الفترة اللي قبلها كانت طبيعته وما يقوم به ملحوظ، حيث أصر قبل الاستشهاد بأقل من شهرين الذهاب بصحبته أنا ووالدته لأداء العمرة، حيث إنه قبل عام أتيحت لي ولوالته الذهاب للعمرة أول مرة، وفي تلك المرة طلب منى الذهاب معه لزيارة منطقة البقيع، وعند سؤاله عن السبب قال إن أحد أمناء الشرطة معه في القسم طلب منه الذهاب على منطقة البقيع وقراءة سورة الفاتحة على روح أمه، حيث كانت في زياره قبل وقت سابق وتوفيت ودفنت بالبقيع".
الشهيد النقيب محمد شتا
وأضاف والد الشهيد قائلًا: "وفي أول أيام العيد الأخير الذي قضاه معنا، تلقينا اتصالًا هاتفيًا من شقيقه الأكبر المقيم بأستراليا، وقام الشهيد بمحادثة شقيقه وزوجته وأولاده المقيمين معه بالخارج، وداعب أولاد شقيقه قائلًا (متقلقوش أنا سايبلكم العدية زي كل سنة وشايلهالكم)؛ كذلك الأمر كان شغوفًا على رؤية المولود المنتظر لشقيقه الأوسط قائلًا لزوجة شقيقه (يلا بقى أنتي كمان شدي حيلك عاوز أدي للبنت الصغيرة دي العدية بتاعتها)".
النقيب هشام شتا بدأ عمله في قسم 6 أكتوبر، وانتقل للعمل بعد ذلك إلى مركز أبوالنمرس قبل أن ينتقل إلى مركز كرداسة، كان محبوبًا من الجميع و هادئ الطباع، دخل كلية الشرطة دون محسوبية رغبة منه في خدمة و حماية الوطن، ولم يشارك فى أحداث 25 يناير، لأنه كان حديث التخرج وقتها و قام بزيارة بيت الله أكثر من مرة آخرها قبل شهر ونصف من مقتله و نشأ في أسرة مكونة من ثلاث أشقاء شقيقه الأكبر هو مهندس اتصالات ومقيم في أستراليا وشقيقه الآخر هو كيميائى يعمل بشركة أغذية و مقيم فى مصر .
الشهيد النقيب محمد شتا
لولا الأقدار كان النقيب هشام شتا معاون المباحث استلم عمله في قسم الدقي يوم 14 أغسطس بعد أن نقل من قسم كرداسة في حركة التنقلات التى تمت قبل الأحداث، ولكن القدر جعل الموظف الإداري يتأخر يوما عن إنهاء الأوراق ليكون ذلك التاريخ هو يوم استشهاده، وكان هو الونيس والرفيق لوالديه وسندهما في الدنيا في سنين الكبر ولكن أصر على دخول كلية الشرطة رغم رفض أهله.