لقطات سريعة من حياة عبير، الزوجة العشرينية، مرت أمامها كحلم خاطف بينما هي تسقط من شرفة شقتها بالطابق الثاني؛ أحست للحظة أنها تحررت من سجن زوجها وتعذيبه لها باستمرار، وتخلصت أخيرًا من تدخل والدته في حياتها وتفاصيلها.
موضوعات مقترحة
ارتطم جسد عبير بالأرض سريعًا، أحست بآلام عنيفة تجتاح جسدها كله، من رأسها وحتي أخمص قدمها، لكن لحظات بسيطة وغابت تمامًا عن الوعي، لتستيقظ بعدها بعدة ساعات داخل مستشفى بولاق الدكرور.
روت عبير باستفاضة معاناتها في حياتها الزوجية، وكيف انتهى بها الحال لتسقط من شرفة منزلها. أمام المستشار على عادل، وكيل نيابة كرداسة، قالت الزوجة إن حياتها امتلأت بالمشكلات منذ مدة، ضيق الحال والأزمات المالية كانت دائمًا سببًا لشجارها مع زوجها، فهو دائمًا ما يتنصل من دفع نفقات المنزل، في حين أنها كانت تقف عاجزة أمام تلبية طلبات طفلهما الصغير.
أما ما زاد الطين بلة، فهو تدخل حماتها السافر في حياتها بكافة تفاصيلها، وكأنها تزوجت "محمود" وأمه في عقد واحد، وهو ما ازدادت معه مشكلاتها الأسرية أضعافًا، فالأم لم تكن تكتفي بالتدخل بل كانت دائمًا ما تحرض الزوج على زوجته وتطلب منه ضربها وتأديبها.
تبكي "عبير" وهي تتذكر مشاهد يومها الأخير في بيت زوجها، بدأ اليوم بمشكلة كعادتهما لكنه لم ينتهِ بـ"علقة" بسيطة أو كيل من السباب مثل باقي الأيام، بل فوجئت الزوجة المسكينة بالزواج يدخل الشقة بصحبته والدته وشقيقته، وكأنهم قرروا تشكيل فرقة لإعدامها.
لم تجد الزوجة أملًا في النجاة سوى بالصراخ، لكن الزوج وأسرته سريعًا ما تمكنوا من إسكاتها، بعدما وضعوا سكينًا على رقبة طفلها الصغير، مهددين إياها بقتله إذا ما واصلت الصراخ، فتمكنت بصعوبة من كتم صراخها أمام تلك الضربات القوية والموجعة التي تتلقاها من زوجها وأسرته.
لجأت الزوجة إلى حيلة آخرى رأت فيها خلاصها، فتوجهت نحو شرفة الشقة وصعدت على السور في خفة مهددة إياهم بالقفز في حال اقترب أحدهم منها، لكنهم لم يعيروا تهديدها انتباهًا، حاول الزوج الإمساك بزوجته، لكن اختل توازنها لتسقط على الأرض بقوة.
تدخل أهالي المنطقة على الفور لإنقاذ الزوجة، وحملوها إلى مستشفى بولاق الدكرور لتلقي العلاج، خاصة بعدما أصيبت بكسور وجروح وكدمات في أنحاء جسدها.
فيما ألقت قوات الشرطة القبض على الزوج ووالدته وشقيقته لاتهامهم بالشروع في قتل الزوجة، وتباشر النيابة التحقيق في الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها.