Close ad

ساعات قليلة بين التهنئة بالعيد وتلقي العزاء في ضحايا الإرهاب

10-4-2017 | 20:40
ساعات قليلة بين التهنئة بالعيد وتلقي العزاء في ضحايا الإرهابحادث الكنيسه المرقسيه بالاسكندريه
أحمد الفص

فى الوقت الذى يستشعر فيه المواطنون بالشارع المصري استعادة حالة الاطمئنان والسكينة، بعد أشهر قليلة من وقوع الحادث الإرهابى داخل الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، استغل الإرهاب الغاشم تجمع الإخوة الأقباط لاحتفالهم بأحد السعف، أمس، بجميع كنائس المحروسة، ليبدل فرحتهم بالبكاء والصراخ، ويلغي استقبالهم للتهاني والمعايدات ومشاركته الأشقاء بالاحتفال، لينهي المشهد بتلقي جميع المصريين واجب العزاء بالحزن الشديد على شهداء الوطن ضحايا الأحداث.


عاودت يد الخسة والإرهاب الكاره، وأوجعت المصريين، فبعد حادثة تسلل الانتحاري "أبودجانة" لداخل الكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية بالعباسية في ديسمبر الماضي، مرتديًا حزاما ناسفًا بأحد قاعاتها، ليسقط ضحيته 25 قتيلًا، وأكثر من 40 مصابًا، نصحوا أمس على حادثين لا يقلوا رهبة وترويعًا عن سابقهما بشهور معدودة بكنيسة العباسية؛ حيث فجر انتحاريان - بحسب وصف تحقيقات النيابة الأولية - نفسهما وسط جمع من الأبرياء، ليخلفا وراءهما المزيد من الحزن وإراقة دماء المصريين، فالأول فجر نفسه في كنيسة مار جرجس، التى تعد من أقدم الكنائس مدينة طنطا، وأعقبه الآخر بساعات قليلة ليفجر نفسه خارج بوابات الكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية، بعد أن فشل في التسلل داخلها فى الوقت الذى كان يؤدي البابا تواضروس بابا الإسكندرية صلوات الاحتفال بأحد السعف، دون أن يصيبه مكروه.


حادثتان فى يوم واحد، راح ضحيتها 45 نفسًا من المصريين مسلمين ومسحيين؛ حيث وصلت حالات الوفاة في تفجير كنيسة مار جرجس بشارع النحاس بطنطا لـ28 مواطنًا، بينهم طفل، والمستشار صموئيل جورج، رئيس محكمة شبين الكوم، وأصيب نحو 70؛ فيما أسفر انفجار الكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية عن وفاة 17 مواطنًا و48 مصابًا، بينهم 7 من أفراد الشرطة.


رفعت وزارة الصحة والسكان حالة الطوارئ لاستقبال أى مصابين فى التفجيرات بجميع المستشفيات، وأصدرت التعليمات لجميع مديريات الصحة، بأن تكون على أتم الاستعداد لاستقبال أى مصابين إذا لزم الأمر، واستدعت خطورة حالتهم لنقلهم للمستشقيات المتخصصة بها.

وفى الوقت الذي شهد فيه محيط الكنيستين ازدحامًا شديدًا، وسادت حالة من الحزن والترقب، تسيطر علي جميع المتواجدين من المسلمين والأقباط وتمنياتهم، ما بين الاطمئنان على ذويهم، أو التعرف عليهم، تسيطر على وجوههم تعبيرات الحزن والغضب، يهمون بالمساعدة على قدر المستطاع، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن تفجيري طنطا والإسكندرية.

واتخدت وزارة الداخلية خطوات سريعة من جانبها للوقوف على تداعيات الأحداث التى أفجعت مصر كلها؛ حيث أمر اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، قوات الأمن بسرعة ضبط الجناة، ورفع حالة الاستنفار الأمني بكافة الكنائس، وتشديد تواجدها الأمنى فى جميع المحافظات بمحيط الكنائس، وزيادة تحركاتها لتأمين الشوارع والميادين العامة ليل نهار، كما أصدر قرارا بتعيين اللواء طارق حسونة، مديرًا لأمن الغربية، خلفًا للواء حسام خليفة.

كما أعلنت الدولة المصرية الحداد لمدة ثلاثة أيام، ونشر القوات المسلحة وحداتها لتأمين الكنائس والمنشآت الحيوية، والدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بها بشكل فوري، لمعاونة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بمحافظات الجمهورية، كما أعلن رئيس الجمهوية فرض حالة الطوارئ 3 أشهر، وتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر.

فيما شهد اليوم تشييع أهالي وأسر الأحداث لجثامينهم، كل حسب شعائره، وسادت حالة الحزن والبكاء على مئات الحاضرين المتوافدين لحضور مراسم الوداع الأخير للضحايا، فيما ودع بعض الأهالى ذويهم بالشموع والزغاريد، ووسط استنفار أمني، وبمشاركة العديد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالدولة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: