لا يزال مسلسل الإهمال الطبي مستمرًا فى حصد أرواح البسطاء داخل المستشفيات الحكومية، حيث لفظت سيدة أنفاسها الأخيرة أمام أعين أطباء قسم النساء والتوليد بمستشفى شبرا العام، بعد أن ظلت تنزف لأكثر من ساعتين، ومازال زوجها وأطفالها الصغار أمام المستشفى ينتظرون خروج جثة أمهم ليلقوا عليها نظرة الوداع.
موضوعات مقترحة
بدأت أحداث تلك المأساة في الساعات الأولى من فجر أمس الإثنين، عندما شعرت شيماء فتح (33 سنة) بآلام الولادة داخل منزلها بمنطقة الساحل بالقاهرة فحملها زوجها السائق البسيط إلي أقرب مستشفى حكومي، فهو لا يمتلك ما ينفقه بالمستشفيات الخاصة، حيث توجه بها إلى مستشفى شبرا العام وترك أطفاله الثلاثة لدى أقاربه، وظل ينتظر خروج زوجته إلا أن انتظاره طال، وفجأة شعر بحالة من القلق داخل غرفة العمليات فأصر على الدخول ليجد زوجته غارقة في بحر من الدماء بعد أن ظلت تنزف لأكثر من ساعتين، وتوسل إلى الأطباء أن ينقذوها إلا أن الطبيب أخبره أنها تحتاج إلى نقل دم، لأنها نزفت كمية كبيرة من الدماء.
وتوجه أحد الأطباء إلى بنك الدم وترك المريضة تنزف حتى فارقت الحياة، ثم خرج الطبيب ليخبر الزوج أن زوجته قد توفيت لتمور الأرض تحت قدميه وتسود الدنيا أمام عينيه، ففجأة ضاع كل شيء وتحطمت أسرته وتيتم أطفاله وأخرهم طفلته التي لم تمر ساعات على ولادتها.
ومازال الزوج وأقاربه حتى هذه اللحظات ينتظرون خروج جثمان الأم وبدلا من أن يحتفلوا بمولودتهم يستعدون لدفنها إلا أن ذلك أصبح صعبًا أيضًا في انتظار إنتهاء المستشفي من الإجراءات.
وأمر اللواء عبد العزيز خضر مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة لتولى التحقيق.