عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماع مشترك من أجل التحضير لإعداد دراسة إقليمية حول عمل الأطفال في الدول العربية، وذلك بالتعاون بين كل من إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية.
أكدت المستشار أول إيناس مكاوي مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، مؤكدة بأن إعداد هذه الدراسة يأتي استجابة لتوصيات لجنة الطفولة العربية، وإدراكا من الجامعة والشركاء بمدى صعوبة الوقت الراهن خاصة مع التداعيات السياسية والتحولات الاجتماعية وأثر ذلك على عمل الأطفال، حيث تؤكد كل المؤشرات إنه وفي ظل حالات النزوح واللجوء وعدم انفاذ القوانين والقرارات الدولية إلى ازدياد معدلات عمل الأطفال عربيا.
كما تحدث المهندس محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث وتنمية المعرفة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية نيابة عن د.حسن البيلاوي الأمين العام، مشددا على أهمية الدراسة وحرص المجلس على التعاون في إعدادها استكمالا لجهوده السابقة، وإدراكا لخطورة هذه القضية وتأثيراتها السلبية، خاصة وإنها تتشابك مع قضايا واشكاليات أخرى تمثل في النهاية انتهاكا صارخا لحقوق الطفل العربي.
وأشاد لارس جوهنسن مدير البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية فقد اشاد بهذه الشراكة في قضية هامة، خاصة وأن قضية عمل الأطفال تعاني نقصا وتفاوتا في المعلومات، وأن الأمر يمثل تحديا كبيرا خاصة بعد أن أصبحت تلك القضية عابرة للحدود، وتحتاج من الجميع تعزيز الجهود من أجل إيجاد حلول لها.
وقد أكدت الدكتورة حياة عسيران الخبيرة بمنظمة العمل الدولية والمنسق الرئيسي للدراسة بأن منظمة العمل الدولية تقدر عدد الأطفال المنخرطين في العمل بحوالي 13.4 مليون طفل ( نحو 15 % من مجمل عدد الأطفال في المنطقة العربية)، وأن الحجم الحقيقي لعمل الأطفال من الأرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، حيث إن الأغلبية الكاسحة من عمل الأطفال موجودة في القطاع غير الرسمي والذي يصعب قياسه، بالإضافة إلى أن العديد من التقديرات عن عمل الأطفال في الدول العربية قد سبقت الثورات العربية والاضطرابات السياسية والعنف المسلح والنزوح السكاني الضخم لاسيما تلك المرتبطة بأزمة اللاجئين السوريين.
كما نوهت إلى أن التداعيات الأشد إثارة للقلق والأكثر خطورة تتجسد فى استغلال الأطفال للقيام بأسوأ أشكال عمل الأطفال مثل مجالات الزراعة والمؤسسات الصغيرة والبناء، وكذلك أعمال العنف المسلح والعديد من أنواع العمل القسرى أْو الجبري، مما يعد أمرا كارثيا إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من والقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال.
وقد اتفق الحضور خلال الاجتماع على سرعة إجراء الدراسة والبدء في وضع الإطار المفاهيمي والمنهجي والجدول الزمني وتوزيع الادوار والمسئوليات، بحيث يكون الهدف من الدراسة أن تكون خارطة طريق تحدد الفجوات والثغرات وتوفر معلومات حديثة وموثوقة المصدر حول القضية واستخلاص النتائج من أجل رسم المسار لوضع الإستراتيجيات اللازمة التي تضمن أفضل الأساليب لمعالجة الوضع.
شارك في الاجتماع من جامعة الدول العربية كل من المستشار أول إيناس مكاوي مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة والأستاذة ماجي مينا، ووفد من المجلس العربي للطفولة والتنمية ضم كل من م.محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث وتنمية المعرفة، وإيمان بهى الدين مديرة إدارة إعلام الطفولة، ومروة هاشم منسق إعلامي، وأحمد عبد العليم باحث، وإيمان عباس مساعد فني، إلى جانب وفد من منظمة العمل الدولية ومكتب الاستشارات والبحوث بلبنان.