Close ad

خبير آثار يستنكر دعوات "داعش" لهدم تراث الفراعنة

4-7-2015 | 15:42
خبير آثار يستنكر دعوات داعش لهدم تراث الفراعنةداعش
أ ش أ
استنكر الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار دعوات "داعش" لهدم الآثار الفرعونية في مصر ومنها الأهرامات وأبو الهول، باعتبارها أوثانًا وأن تدميرها واجب ديني وفقا لما صرح به أبو بكر البغدادي .

وأكد ريحان - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن الآثار هي الدليل الملموس على حضارات الشعوب وحمايتها مسئولية جماعية ومن هذا المنطلق تعامل معها المسلمون وحافظوا عليها وتأثروا بعمارتها وأثروا فيها مما ساهم في ازدهار الحضارة الإسلامية القائمة على احترام الفكر والحضارة الإنسانية.

وأشار إلى أن القرآن الكريم قد دعا إلى السير في الأرض لزيارة هذه الآثار للعظة والاعتبار ، كما ذكرت كلمة آثار نصاُ في الآية 82 سورة غافر " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا ".

وقال إن الآثار بأنواعها ذكرت في القرآن الكريم ومنها الآثار الحربية من حصون وقلاع ، حيث ذكرت البروج المشيدة ، وكذلك نحت أصحاب الحجر ثمود وهم قوم صالح، للجبال بيوتا آمنين أي حصون ، وبيوتا فارهين أي قصورا فخمة ومساكنهم مشهورة بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مر على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك .

وأضاف أن العمارة المدنية السكنية وكيف تتوارثها الحضارات تم ذكرها في الآية 45 سورة إبراهيم " وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ " ، كما ذكرت الآثار الدينية في الآية 40 سورة الحج "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ " ، والصوامع هي قلايا الرهبان المنفردة أو التي داخل الأديرة ، والبيع هي الكنائس ، والصلوات جمع صلوتا وهى معابد اليهود.

وتابع ريحان أن القرآن الكريم ذكر الآثار القائمة والآثار المندثرة في الآية 100 سورة هود " ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ " ، والآثار القائمة تشهد بما بلغ أهلها من القوة والعمران ، كما أن هناك آثارا مندثرة وردت قصصها فى القرآن الكريم وآثار كانت قائمة نعرف أخبارها من كتابات المؤرخين ، كما ذكرت القرى التي دمرت وآثارها الباقية في الآية 45 سورة الحج " فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ " ، وتلك الأية ذكرت القرية والبئر والقصر وهى تعبر عن حضارة متكاملة وارتباط الإنسان بمصادر المياه فإذا دمرت حضارتهم تجف الآبار وتخرب القرية ويبقى القصر المشيد وهى الآثار ليسكنها قوم آخرون ، كما أكد القرآن الكريم أنه لا دوام لأي حضارة مهما بلغت فلا بد من زوال حضارة لتحل أخرى محلها في آية 41 سورة الرعد " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ".

وأوضح ريحان أن القرآن الكريم ذكر آثارا ارتبطت بأحداث معينة مثل بئر نبي الله يوسف وقرية مدين ومجمع البحرين وصخرة نبي الله موسى وجبل الطور والوادي المقدس طوى وشجرة العليقة المقدسة ومحراب نبي الله داود ونبي الله سليمان وكان لا يدخل عليه أحد أثناء العبادة لذلك فزع حين دخول ملكين عليه فجأة ومحراب تعبد السيدة مريم العذراء جهة الشرق حيث تلقت فيه البشارة بالسيد المسيح وغار حراء وغار ثور وهناك دراسات تحدد أماكن هذه المواقع.

وأشار ريحان إلى التحف المنقولة، التي ذكرت في القرآن الكريم، ومنها صواع الملك المصري القديم أي السقاية الخاصة به أو المكيال الخاص بالملك في آية 72 سورة يوسف " قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ " يوسف 72 ، وكذلك الحلى الخاصة بنساء مصر القديمة التى استعارها بنى إسرائيل وخرجوا ها من مصر وحولها السامري الصائغ لعجل ذهبي بسيناء في الآية 87 سورة طه
" قالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ ".
كلمات البحث
الأكثر قراءة