تجربة جديدة يقدمها الموسيقار حسن الشافعي، في أغنيته الجديدة "مفيش مستحيل"، وهو "الديو" الذى جمع بين اللبنانية نيكول سابا، والفنان الشعبي عبد الباسط حمودة، وتم طرحه منذ أيام على موقع اليوتيوب.
وبالرغم من الأحداث السياسية التى تشهدها البلاد في الوقت الحالى، فإن الأغنية التى لم تمكث على اليوتيوب سوى أربعة أيام اقتربت أن تصل من النصف مليون مشاهدة واستماع، وجاءت التعليقات في مجملها، تشيد بالأغنية.
"مفيش مستحيل" تجربة ولون غنائي جديد على كافة المستويات، سواء في تقديم ومزج الموال بين اللون الشعبي والاستايل المودرن في الموسيقى المقدمة، أو في فكرة الجرأة التى أقدم عليها صاحب فكرة العمل حسن الشافعي في كونه يفكر في تقديم "ديو" يجمع بين المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة، ونيكول سابا، رغم اختلاف طبقات الصوت لكل منهما، واللون الغنائي الذى يقدمه لجمهوره.
فعبد الباسط من نجوم الطرب الشعبي، خصوصًا أنه الوحيد الذى مازال محافظاً على تقديم شكل الموال الشعبي في أغانيه، ونيكول سابا تعتبر مطربة لكثير من بنات جيلها أو الأصغر أو الأكبر، فهى نموذج للمطربة التى عرفت بتقديمها أغانى جريئة معبرة عن حالات الفتيات العاطفية، ولعل اختيار تركيبة الدمج بين الاثنين تعد ذكاء من حسن الشافعي الذى لم يخش أن يقدم ديو يجمع فيه بين لونين مختلفين من الغناء.
والأهم من ذلك أن حسن الشافعي اختار في أغنيته "مفيش مستحيل" نموذج نيكول وعبد الباسط حمودة، واللذين يعد كل منهما نجماً في مجاله ولونه الغنائي مما سيحقق جذباً جماهيرياً أكثر إضافة إلى أنه لم يفكر مثلاً في أن يقدم الديو بين اثنين من نجوم الطرب الشعبي أو اثنين من نفس لون الغناء المودرن الذي تقدمه نيكول سابا، مما كان سيفسد شكل الأغنية أو على الأقل سيجعلها ديو تقليديا مثل غيره من الكثير والكثير الذى تم تقديمه سابقاً.
تقول كلمات الأغنية: "أنا طير جريح وضعيف ياااااااه.. أنا شايل هموم الكون فوق ذراعاتى
وفضلت من طيبتي.. أنا أنا بضحك على خيبتي". وتقوم نيكول بالرد على عبد الباسط: "انسى اللى فات روح.. وبات بص يوم قدام، طول ما في براح للطموح، نوصل للأحلام".
وتبدأ الأغنية بموال شعبي لعبد الباسط، يشكو فيه من همومه وأوجاعه، لتدخل بعد ذلك نيكول بالرد عليه في كل كوبليه، وتؤكد له أنه ليس هناك مستحيل ولكن الأهم الإيمان بالحلم مهما كان الطريق طويلا.
ولا شك في أن تقديم عبد الباسط للموال الشعبي في الأغنية، ممزوجاً بالآهات التى كان يقولها بين الكوبليه والآخر على الموسيقى الحديثة قد أعطت مذاقاً مختلفاً لنوعية الأغانى التى يقدمها، فصحيح أنه يغنى اللون الشعبي لكنه لم يكن ممزوجاً من قبل بطريقة الغناء المودرن أو العادية كما يطلق عليها الكثيرون، ونفس الأمر بالنسبة لنيكول سابا التى عندما سبق لها تقديم أغنية شعبية كانت من خلال أحداث فيلم "قصة الحى الشعبي" والتى قدمت فيه أغنية "التوتو ناي"، وكانت أغنية شعبية، ورغم أنها هنا في أغنية "مفيش مستحيل" لم تغن غناءً شعبياً لكنها نجحت في توظيف اللون الغنائي الخاص بها على طريقة عبد الباسط الشعبية.
قد تكون تجربة أغنية "مفيش مستحيل" نوعاً من التمرد على تقديم شكل الديو الغنائي التقليدي، والذى قد تم التحايل عليه في بعض الأغانى البسيطة التى قدمها كبار النجوم أمثال "يوم ورا يوم" لسميرة سعيد والشاب مامي، و"قلبي متعلق بيكي" لعمرو دياب والشاب خالد، لكنه بالتأكيد من الممكن أن يفتح الأفق أمام المبدعين لتقديم أفكار "ديو" مختلفة ومتجددة.