Close ad

دراسة إسرائيلية: أصابع القذافي الأفريقية تتصدى للعقوبات الدولية

28-2-2011 | 16:08
معتز أحمد
في واحدة من الدراسات السياسية الإسرائيلية الهامة أصدر المعهد المتعدد الأنشطة في مدينة هرتسيليا دراسة بعنوان "الأصابع الأفريقية". وهي الدراسة التي تلقي الضوء على الأسباب التي تمنع المجتمع الدولي حتى الآن من اتخاذ أي قرار حاسم ضد الزعيم الليبي معمر القذافي المتهم بارتكاب الكثير من المذابح الانسانية ضد شعبه.
أوضحت الدراسة التي صدرت أخيرا أن هناك حالة من الصمت الدولي المريب والمثير للتساؤلات حيال الأنشطة العسكرية التي يقوم بها القذافي بداية من تهديده بتحويل ليبيا إلى جمرة من اللهب تجري فيها بحور الدماء، وحتى الكشف عن استقدامه للعشرات من المرتزقة الأفارقة واعترافه الصريح بهذه الجريمة دون أي خجل أو توتر.
أكدت الدراسة التي حملت إسم الأصابع الأفريقية وعرضتها صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن السبب الأساسي الذي يمنع المجتمع الدولي وبالتحديد الولايات المتحدة والدول الأروربية من فرض عقوبات على ليبيا هو علاقات القذافي المتميزة مع الدول الأفريقية ونجاحه في إقامة شبكة قوية من العلاقات مع كثير من القبائل في القارة السمراء بالصورة التي جعلته يتحكم في كثير من الأنشطة، سواء التجارية أو الاقتصادية أو حتى العسكرية، التي تقوم بها واشنطن أو الدول الأوروبية في هذه القارة.
تعرض الدراسة أسماء العديد من القبائل التي باتت تدين بالولاء للقذافي. وهي القبائل التي نصبته ملكا عليها وتشرف الكثير منها على العديد من المصالح والأنشطة، سواء التجارية أو الاقتصادية الأمريكية .
تقول الدراسة " تشرف الكثير من القبائل الأفريقية على عمل الكثير من حقول البترول والمناجم الموجودة في القارة الإفريقية. الأمر الذي دفع بالولايات المتحدة إلى التعامل بحذر وهدوء مع القذافي الذي أصبحت له كلمة صارمة على هذه القبائل خاصة مع نجاحه في بلورة لغة سياسية هامة للتخاطب معها ومنحه الكثير من المميزات الاقتصادية والأموال لها والأهم من هذا أستضافته للكثير من أعضائها في ليبيا ومنحه الكثير من أبنائها العديد من المنح والدورات الدراسية المجانية في ليبيا ، بالإضافة إلى حل العديد من الأزمات التي تتعرض لها سواء أن كانت مشاكل قبلية أو حتى حكومية مع الحكومات أو القوى السياسية الإفريقية".
قالت الدراسة " نجح معمر القذافي في بناء هيكل قوي من العلاقات الأفريقية التي باتت تهدد كبرى دول العالم التي ترتبط بعلاقات مع أفريقيا، حتى أنه نجح في أن يكون المسيطر الأبرز على الكثير من الملفات الخاصة بهذه العلاقات بفضل الإمكانيات السياسية والقبلية التي نجح في تأسيسها".
أوضحت أيضا أن الأمم المتحدة تدخلت من قبل في صربيا وقامت بتوجيه ضربات لها واستطاعت القبض على زعماء وأباطرة الحرب في هذه الدولة بالتحديد. بالإضافة إلى تدخل الولايات المتحدة في الكثير من الدول الأمريكية الجنوبية واستطاعتها التصدي للكثير من الانتهاكات التي تعرضت لها شعوب هذه الدول ، إلا أن أصابع القذافي الافريقية وسيطرته على الكثير من الملفات الهامة المتعلقة بعمل الدول الغربية أو الولايات المتحدة في القارة السمراء جعل العالم مترددا تماما في التعامل بقوة مع قائد الثورة الليبية حتى مع اقتناعه بأن بقاء هذا القائد في السلطة سيكون لفترة محدودة، إلا أن الدراسة أكدت أن القذافي ليس فقط قائدا للثورة الليبية ولكنه في النهاية ملك ملوك القبائل الافريقية. وهذا هو المنصب الأهم الذي يقلق الولايات المتحدة أو الدول الغربية التي تتوجس من إنقلاب القبائل الافريقية على واشنطن أو المجتمع الدولي حالة الموافقة على ضرب ليبيا وتخليص شعبها من القائد المتعنت معمر القذافي.
الغريب أن الدراسة تشير إلى أن قوة القذافي القبلية في أفريقيا أقوى بكثير من من قوته القبلية في ليبيا ، الأمر الذي يثير قلق دول العالم ويدفعها إلى حماية القذافي كشخص خاصة وأن بعض من القبائل التي تدين بالولاء الكامل له هي من القبائل التي تسيطر وتشرف على حقول البترول التي تنقب عنها الشركات الامريكية في الغرب الافريقي. بالإضافة إلى أن بعض من هذه القبائل تشرف على مناجم النحاس التي تستخرج منها العديد من الشركات الأوروبية النحاس أو غيره من المعادن النفيسة المتميزة الأخرى التي تحتاجها وتنقلها إلى أوروبا من أجل الدخول في الكثير من الصناعات الهامة ، سواء صناعة المجوهرات من جهة أو صناعات السيارات والمعدات الثقيلة من جهة أخرى.
انتهت الدراسة إلى التأكيد على أن الوضع السياسي الدولي المرتبط بليبيا بات معقدا للغاية. ومن الممكن أن يستمر هذا التعقيد مع تمسك القذافي بالسلطة. الأمر الذي سينعكس بصورة سلبية على استقرار ليبيا وضمان الأمن لمواطنيها في النهاية، إلا أنه وفي النهاية سيضمن الاستقرار للمصالح الغربية في أفريقيا طالما بات القذافي موجودا واستمر تردد العالم في التعامل معه بحسم من أجل التصدي لديكتاتوريته وعنفه الذي فاق الحد.
كلمات البحث