Close ad

صاحب مقولة "ليست السعادة بالمال".. كذاب!

14-6-2021 | 14:56
صاحب مقولة  ليست السعادة بالمال  كذابصورة تعبيريه
سحر البحر
الشباب نقلاً عن

هل يمكن أن تشتري السعادة بالمال؟ وهل تزيد السعادة بزيادة الأموال التي تملكها؟ ربما الإجابة المثالية أن المال ليس كل شيء، وهذا صحيح، لكن المال دائماً أحد مسببات السعادة.. ومؤخراً تحول إلي السبب الأول ؛ وبه تتمكن من شراء ما يحلو لك، وتتخلص من ديونك التي ترهقك نفسياً وفكرياً، وتسافر لقضاء عطلتك في أي مكان في العالم، بالتأكيد هناك الكثير من الفقراء سعداء، والكثير من الأغنياء لم يجدوا السعادة التي ينشدونها، فالمسألة نسبية.. لكن هناك قاعدة عامة توصلت لها دراسة حديثة سنعرضها في السطور القادمة بدون تعليق.

موضوعات مقترحة

ذكرت الدراسة الاكبر والأكثر شمولا والأطول في المدة في العالم حتى الآن "أن الأشخاص ذوي الدخل المرتفع هم الأكثر فخرا وثقة وأقل خوفا"، مقارنة بذوي الدخل المنخفض.

وقام باحثون في الولايات المتحدة وسنغافورة بتحليل بيانات الدخل ونتائج الاستبيان الأخرى لحوالي مليوني شخص في 162 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيرلندا وأستراليا وألمانيا وفرنسا واليابان ولجأت الدراسة إلى عمليات مسح اجتماعي وتتبعت التغيرات في المجتمعات المختلفة. وجرى الاستطلاع بين عامي 1972 و2018.

ووجد الباحثون أن الدخل المرتفع يجعل الناس يتمتعون "بمشاعر احترام الذات" والمشاعر الأخرى الأكثر إيجابية مثل الثقة والفخر والتصميم. ويقول الباحثون ان الدخل المرتفع يعزز من مشاعر احترام الذات، وبالتالي، فإن امتلاك المزيد من المال يجعل الناس يشعرون بمزيد من الفخر والرضا والثقة والسعادة ويصبحون أقل حزنا وخوفا وخجلا وتوترا. وكان للدخل المنخفض تأثير معاكس، وتتعلق المشاعر السلبية بالطريقة التي ينظرون بها لأنفسهم، مثل العار.

وأكدت الدراسة أن سعادة الإنسان تتعزز بمكانته الاجتماعية ووضعه الاقتصادي والاجتماعي وجودة التعليم.

ويقول الباحث في علم النفس في جامعة ولاية سان دييجو الأمريكية، جان توينج وأحد أبرز الباحثين المشاركين في الدراسة، إن نظرية ارتباط السعادة بمعدل دخل الفرد تعززت وبشكل كبير عند الأفراد في السنوات الأخيرة، وقام الاستبيان على تحديد مدى السعادة، التي يشعر بها المشاركون في الاستبيان، على مر السنين، بحسب مستوى دخله وقسم الباحثون المشاركين في الدراسة إلى مجموعات حسب الدخل، ثم حللوا كيف أجابوا على المئات من الأسئلة على مر السنين، وأشارت الدراسة الى أن المشاركين الذين حافظوا على مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة كانوا أكثر شعورا بالرضا عن حياتهم.

وعلى سبيل المثال بالنسبة للمجتمع الأمريكي، يرى توينج أن معدلات السعادة حافظت على استقرارها عند الحد الأدنى، عند مستوى دخل سنوي في المتوسط قدره90.000 دولار .كما استمرت معدلات السعادة بالارتفاع، بشكل طردي، مع تزايد مستوى الدخل.

وكانت النتائج متشابهة في كل من البلدان ذات الدخل المرتفع، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبلدان النامية مثل أنغولا وكمبوديا وبوركينا فاسو.

وقال توينج: "لا ينبغي التقليل من تأثير الدخل على صحتنا العاطفية.. امتلاك المزيد من المال يمكن أن يلهم الثقة والتصميم بينما الكسب الأقل يرتبط بالكآبة والقلق الحزن والتوتر".

 وتضمنت التحليلات أيضا فئة من المشاعر التي يشعر بها الناس تجاه الآخرين، مثل الحب أو الغضب أو التعاطف وعلى عكس مشاعر احترام الذات، لم تجد الدراسات صلة ثابتة بين مستوى الدخل وكيف يشعر الناس تجاه الآخرين، ويضيف تونيج: "إن امتلاك المزيد من المال لا يجعل المرء بالضرورة أكثر تعاطفا وامتنانا، وقد لا تساهم الثروة الأكبر في بناء مجتمع أكثر رعاية وتسامحا".

وهناك دراسات أخرى عديدة اثبتت أنه بالفعل هناك علاقة بين السعادة والمال.. فالشخص ميسور الحال الذي لا يشغل باله فيما إذا كان سيتمكن من توفير وجبة عشاء لأبنائه سيكون غالباً أسعد من المعدوم الذي يرى أبناءه جوعى ولا يملك المال الكافي لشراء ما يسد جوعهم. او الذي لا يفكر في طريقة سداد فواتير المياه والكهرباء والغاز والنت وغيرها او مصاريف المدارس والجامعات او غيرها من الالتزامات الضرورية.

ولكن هذه الدراسات وصلت لنتيجة أخرى هامة أيضاً: إن علاقة السعادة بالمال تنتهي عند وصول الشخص لمرحلة الاكتفاء بالحاجات الأساسية، بمعنى أنه عندما يستطيع الشخص توفير الاحتياجات الضرورية، كالمسكن والمأكل والملبس غيره من ضروريات الحياة، فإن العلاقة بين السعادة والمال تنقطع. فأظهرت الدراسات أن من يتجاوز دخله السنوي من 60 الى 90 ألف دولار ليس بالضرورة سيكون أقل سعادة، فبعد تحقيق نمط المعيشة المتوسط؛ ينتهي دور المال، وتدخل عوامل أخرى كثيرة، كالعلاقات الاجتماعية المتميزة، والأسرة المتماسكة، والعطاء الخيري، والشعور بالرضا النفسي، وغيرها من الأمور.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: