Close ad

«طبيبة الغلابة» أجرت 10 آلاف عملية جراحية وكانت تتبرع بالدم لمرضاها.. «مشالي» جديد يظهر في كازاخستان | صور

11-6-2021 | 21:10
«طبيبة الغلابة أجرت  آلاف عملية جراحية وكانت تتبرع بالدم لمرضاها «مشالي جديد يظهر في كازاخستان | صورالطبيبة والجراحة الكازاخية زينايدا رازدورسكيا
محمود سعد دياب

يبدو أن الراحل العظيم الدكتور محمد مشالي ليس وحده من يحمل لقب "طبيب الغلابة"، فهناك في كازاخستان طبيبة وجراحة كازاخية تدعى زينايدا رازدورسكيا، تقوم بالدور نفسه وتخدم الغلابة والفقراء لكن من مستشفى حكومي بإقليم بافلودار الصغير شمالي البلاد على مدار أكثر من خمسين عامًا دون أن تذهب للعاصمة "نور سلطان" أو مستشفى كبير بأي مدينة أخرى.

موضوعات مقترحة

قبل عام تقريبًا رحل عن عالمنا الدكتور محمد مشالي، الذي ظل يخدم الغلابة برسوم بسيطة لا تتخطى عشرة جنيهات للفقراء وغير القادرين المترددين على عيادته بمدينة طنطا في محافظة الغربية، رحل بعدما تخطى عمره السبعين عامًا خصص معظمه في هذا الهدف النبيل الذي كان وصية والده الحاج عبد الغفار مشالي بعلاج الفقراء دون مقابل، في حين تواصل زينايدا رازدورسكيا عملها وقد تخطت الثمانين من عمرها، في مستشفى إرتيش المحلية بإقليم بافلودار بكازاخستان منذ أكثر من 50 عامًا.



الطبيبة والجراحة الكازاخية زينايدا رازدورسكيا


ووفقًا لموقع "كازإنفورم" الرسمي في كازاخستان، فقد تخرجت زينايدا من أحد المعاهد الطبية الحكومية بكازاخستان عام 1969 وهى طبيبة جراح ومتخصصة فى أمراض النساء والتوليد، والأنف والأذن والحنجرة وجراحة الأطفال.

وفى أحد الحوارات الصحفية، تقول الجراحة الكازاخية صاحبة الثمانين عاما: "أرى أننى لست مجرد طبيبة فحسب، بل إننى جراحة خبيرة وقادرة على إجراء عمليات التوليد وعمليات الأنف والأذن والحنجرة. ولكن أكثر ما يقلقني هى عمليات التوليد لأننا نتحدث هنا عن حياة شخصين وليس شخصا واحدا".

وتحكى زينايدا عن أكثر اللحظات الحرجة التى عاشتها على مدار 50 عاما من العمل المتفاني فى إنقاذ حياة العديد من المرضى. فبفضل خبرتها الكبيرة فى علم التشريح، نجحت زينايدا فى إنقاذ حياة امرأة كانت تعاني من تمزق فى الرحم وأجرت لها عملية معقدة لربط الشريان الحرقفي الداخلي. كما تمكنت الجراحة الكبيرة من إنقاذ حياة شاب أصيب برصاصة فى المخ ونجحت فى إزالتها.



الطبيبة والجراحة الكازاخية زينايدا رازدورسكيا



وعنها تقول وزارة الصحة الكازاخية، إن زينايدا قامت بإجراء أكثر من 10 آلاف عملية جراحية على مدار 50 عاما. ونتيجة لخدماتها الجليلة حصلت على العديد من الميداليات والأوسمة. وخلال الاحتفال بيوم العامل الطبي فى كازاخستان عام 2019، حصلت على جائزة "المشرط الذهبي بإقليم بافلودار". كما تحظي زينايدا باحترام كبير داخل مدينة إرتيش وخارجها. وعلى مدار سنوات عملها، قامت بالتبرع بأكثر من 50 لترا من دمها لمرضاها بعد قيامها بإجراء العملية لهم مباشرة.

قبل أكثر من عقدين، وصلت زينايدا رازدورسكايا لسن التقاعد عن العمل من مستشفى إرتيش الإقليمي في منطقة بافلودار، لكنها أصرت على مواصلة مهمتها الطبية المقدسة، وفقًا لموقع "خبر 24" الرسمي أيضًا.

ورغم كونها طاعنة في السن، إلا أنها كانت تنهي مهامها الطبية بنجاح منقطع النظير، حيث من المعروف أن العمليات الجراحية أكثر العمليات تعقيدًا، ويبرر الموقع ذلك بكونها مخضرمة مليئة بالطاقة والقدرة على التعلم باستمرار، كما تجري فحوصات بالموجات فوق الصوتية وفحوصات أخرى بنفسها.



الطبيبة والجراحة الكازاخية زينايدا رازدورسكيا مع جائزة المشرط الذهبي



تتذكر زينايدا رازدورسكيا كيف تحولت من فتاة ريفية عادية إلى جراحًا مشهورًا تعتبر مصدر إلهام لكثيرين، حيث تقول إنها بدأت السلم من أسفله، حيث التحقت أولًا بدورات التمريض، لكي يكتشف أحد المدرسين فيها فجأة موهبة الطبيب، وكتب طلب إلى المعهد، لكي تذهب بناء على طلبه لدراسة الطب. وقبل 50 عامًا بالضبط، جاءت زينيدا رازدورسكايا للعمل في هذا المستشفى الريفي العادي، لكي يذهل اختيارها الكثيرين بوصفها كانت ممرضة في الأساس، لكنها أبهرتهم بأدائها على مدار نصف قرن، وأجرت أكثر من 10 آلاف عملية، بما في ذلك العديد من العمليات الفريدة والصعبة، والتي أجرتها في ظروف قاسية دون مساعدة أحد.

تقول إنه ذات مرة، عندما ضربت أقوى عواصف ثلجية المنطقة، غطت الثلوج جميع الطرق، وبقيت القرية بدون كهرباء، ولكنها عافرت حتى وصلت المستشفى تلبية لنداء طارئ، حيث أجرت عملية جراحية لطفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر كان في رحلة صيد مع والديه. ووسط ظروف متواضعة بالمستشفى المحلي، قامت بخياطة ذراعه وسحبت الرصاصة العالقة فيه، ونجحت العمليتين. وتضيف أن ثمة عملية أخرى كانت "خياطة في القلب"، وتقول: "أتذكر هذا جيدًا، عندما كان علي أن أمسك قلبي بيدي، وعندما توقف قلب المريض عن الخفقان، كان لا بد من قطعه حتى ينبض مرة أخرى. وتمكنت من إجراء العملية، ووضعت 4 غرز على قلبه، وبقي على قيد الحياة".

غالبًا ما تلبي زينايدا رازدورسكيا نداء الواجب، فلم تلبث أن عادت للمنزل في الرابعة صباح ذات يوم حتى اتصل بها زملائها لكي تعود مرة أخرى من منزلها بحي أكتوجاي المجاور لمكان المستشفى، لإجراء عملية طارئة وإنقاذ المرأة كادت أن تموت وطفلها أثناء ولادته، وكانت هناك حالات بعيدة لمساعدة سكان القرى الروسية الحدودية شمالي إقليم بافلودار، حتى إن المرضى الذين تجري لهم عمليات تدخل جراحي كانت تزورهم بمنازلهم لمتابعة حالتهم مجانًا، كان هؤلاء البسطاء يستقبلونها بمشروب الشاي المفضل لدى سكان المنطقة، ويغنون لها أغاني شعبية تكون كلمة "المخضرم" هي الغالبة فيها.

الجراحة زينايدا رازدورسكيا، لا تتردد في التبرع بدمها للمرضى إذا استدعت الحاجة ذلك أثناء العمليات، لكي تضرب المثل في التفاني بالعمل لزملائها الأطباء الشباب أعضاء قسم الجراحة الذي تترأسه، كما لا تبخل بخبراتها وتنقلها لهؤلاء الأطباء.

وعن سر الصحة التي تتمتع بها في هذا السن الطاعن، تقول زينايدا رازدورسكيا، إن الرياضة والمشي هما ضمانًا للصحة وطول العمر، ولذلك هي تعتزم الاستمرار في إنقاذ الأرواح في المستقبل حتى يكتب الله لها نهاية الأجل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة