Close ad

الكنافة البلدى «الأصلية» تتحدى الزمن فى بنى سويف

5-5-2021 | 13:30
الكنافة البلدى «الأصلية تتحدى الزمن فى بنى سويف الكنافة البلدي
بنى سويف ــ محمد سيد
الأهرام المسائي نقلاً عن

ما إن تطأ قدماك أبواب سوق جامع القاضى الذى يعد أقدم أسواق بنى سويف حتى تشتم رائحة التاريخ والليالى الرمضانية مع انتشار الحرف المصرية التراثية، التى تفوح منها الأصالة التى تميز مصر عن غيرها من دول العالم سواء فى الشهر الكريم أو فى أى وقت آخر.

موضوعات مقترحة

على بعُد أمتار قليلة داخل السوق يقع محل أقدم صناع الحرف الرمضانية وأعرقها وهى الكنافة البلدى «الأصلية» كما يطلق عليها أبناء المحافظة.. أمام «الفرن» يقف «رفعت محمد حسين» شاب يافع فى العقد الرابع من العمر، استقبلنا شامخا مبتسما فرحا بما يصنعه لما يعلمه عن أهمية مهنته فى رسم ملامح الحياة التراثية المصرية خاصة فى شهر رمضان ، التقته «الأهرام المسائى» لتتعرف منه عن «سر الصنعة»، فرد قائلًا: «ورثت المهنة عن أجدادى، وعلمنى أبى قبل وفاته «الصنعة» بكل أسرارها وأوصانى بالتمسك بها، مؤكدًا أنها مهنة مصرية خالصة ولا يجب أن نتركها تندثر، لذا فأنا حريص على إعداد «الفرشة» الخاصة بالفرن والصينية والعجان قبل الشهر الكريم بأيام، مشيرًا إلى أنه يعمل حدادًا وهى مهنة مربحة، ولكنه يتركها فى الشهر الكريم تنفيذا لوصية والده ولحبه للحرفة وطلب أهالى بنى سويف منه بالاستمرار لما يقدمه من عجائن «تحلو للمتذوقين».

وأشار رفعت إلى أن زوجته تعتبر ذراعه اليمنى فى المحل.. وقال: «رغم عدم معرفتها بالمهنة إلا أنها أحبتها واحترفت معى صناعة «القطايف» .. مؤكدا أن السر يكمن فى 3 أشياء أولها ضبط العجينة واختيار أفضل أنواع الدقيق، ثانيا البلاطة النحاس التى تمكنك من ضبط الحرارة اللازمة للعجين، وتلك الصينية ورثتها عن أجدادى وهى تراثية وعرض على لبيعها آلاف الجنيهات ولم أفرط فيها وبمجرد انتهاء الموسم أقوم بحفظها فى مكان آمن».

وأوضح أنه استفاد من خبرته التى اكتسبها من عمله فى مهنة الحدادة وقام بصناعة شاسيه متحرك يتم تركيبه كل عام فى الفرش المخصص لبيع الكنافة البلدى، وكذلك صناعة «عجانة» و«شعلة» فرن، مشيرًا إلى أن الكنافة البلدى لها رمية معينة على البلاطة بـ «الكوز» الألمنيوم فهى لو اختلت من يد الصنايعى تفقد جمالها ونسقها ورفع الخيوط الخاصة بها وهو ما يجعل من يتذوق البلدى المعمول باحترافية لا ينساه.

وتقول الحاجة أم رفعت إن زوجها أوصاها وأولادها قبل وفاته بعدم التوقف عن صناعة الكنافة البلدى، مشيرة إلى أن «رفعت» بدوره بدأ يعلم نجله «محمد» الصنعة منذ نعومة أظفاره، وأضافت الأم أنها تشعر بوجود زوجها وأبيها الذى كان صنايعى كنافة أيضا فى الشهر الكريم ، مؤكدة أنها تسعد عندما يتزاحم الأهالى على كنافة ابنها، وتابعت: «أحيانا تذرف الدموع من عينى لأن حياتى لا أشعر بها إلا فى هذا الشهر الكريم».

والتقطت أطراف الحديث زوجة رفعت قائلة: « تزوجت من رفعت منذ 10 سنوات وبدأت أحب المهنة وأحترفها مع زوجى وتخصصت فى صناعة القطايف والتى تختلف عجينتها عن عجينة الكنافة من حيث ثقل العجينة ووضع كربونات وخميرة عليها؛ حيث يتم وضع العجين على بلاطة من الرصاص لتخرج القطايف ناعمة وبها مسام التهوية فى وسط كل قطعة، مشيرة إلى أن الحرفية تكمن فى أن تخرج كل قطعة خفيفة هشة.

ويقول أحمد إمبابى صاحب مطعم ـ إن الكنافة البلدى لها مكانتها عند الجميع خاصة فى الأحياء الشعبية لأننا نعرف قيمتها ومكوناتها واعتدنا على طعمها، وللأسف لا يتم عمل الكنافة البلدى الأصلية سوى فى شهر رمضان لأن لها معدات خاصة ومكسبها قليل وأصحاب المهنة مشغولون فى مهن ووظائف أخرى، لكن يجب إحياء تلك المهنة والتشجيع على استمرارها.

«رفعت»: نحيى التراث تنفيذًا لوصية والدى .. الأم: لا أشعر بالشهر الفضيل إلا أمام «النصبة»

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: