أمرنا الله تعالى فى كتابه الكريم بالوفاء بالعهود، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفى بعهده، ولم يعرف عنه فى حياته أنه نقض عهدًا قطعه على نفسه، قال الله تعالى فى سورة النحل : «وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا إن الله يعلم ما تفعلون»
موضوعات مقترحة
وقد جعل الله تعالى منزلة ناقض العهد مثل منزلة الحيوانات قال تعالي فى سورة الأنفال: «إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة وهم لا يتقون».
وقد كان صلى الله عليه وسلم أوفى الأوفياء بالعهود، ومن دلائل وفاء النبى صلى الله عليه وسلم أن أعداءه شهد له بأنه يفى بالعهود ولا يغدر، فحين لقى هرقل أبا سفيان، وكان أبو سفيان على عداوته لمحمد صلى الله عليه وسلم سأل هرقل أبا سفيان عن محمد صلى الله عليه وسلم عددًا من الأسئلة، كان مما سأله فيه قوله: فهل يغدر؟. قال لا.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرسولى مسيلمة الكذاب لما قالا: نقول: إنه رسول الله: «لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما»، وثبت عنه أنه قال لأبى رافع، وقد أرسلته إليه قريش، فأراد المقام عنده، وأنه لا يرجع إليهم فقال: إنى لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع إلى قومك، فإن كان فى نفسك الذى فيها الآن فارجع»، وردَّ إليهم أبا جندل للعهد الذى كان بينه وبينهم، أن يردَّ إليهم من جاءه منهم مسلمًا.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن خيار عباد الله الموفون المطيبون».