Close ad

حكاية عم «مجاهد».. أشهر بائع فول في المنوفية

17-4-2021 | 12:22
حكاية عم «مجاهد أشهر بائع فول في المنوفيةأشهر بائع فول
المنوفية ـــــ أحمد السيسى
الأهرام المسائي نقلاً عن

للكفاح قصص وصور مشرفة عديدة، تحمل فى طياتها تفاصيل ثرية نتعلم منها دروسا، مثل قصة عم «مجاهد» البالغ من العمر 52 عاما ابن الصعيد، حيث ولد فى قرية «مهدية» بالمنيا قبل أن تبدأ رحلته كبائع فول منذ أن وفد إلى محافظة المنوفية طلبا للرزق والسعى لكسب قوت يومه ويذيع صيته، ولم يمنعه طول المسافات من السفر من بلدته حتى استقر به المقام بالمنوفية.

موضوعات مقترحة

يبدأ عم «مجاهد خلف» يومه بين البسطاء ومحدودى الدخل، يستمع إلى مشاكلهم وهمومهم التى لا تختلف كثيراً عن مشكلاته فيبدأ يومه قبل الناس فى الأيام العادية فهو يستيقظ لصلاة الفجر ثم يأخذ عربته الخشبية الصغيرة التى تحمل «قدرة الفول» ويجرها حماره.. وفى شهر رمضان يخرج لبيع الفول فى الساعات الأخيرة من النهار قبل الإفطار، ويستكمل عمله بعد الإفطار الذى يزداد تألقا خلال الشهر الكريم، فالصغير والكبير يعرفه ويحبه.

«الأهرام المسائي» التقت عم «مجاهد» ليروى لنا حكايته منذ أن ترك صعيد مصر متجها إلى المنوفية.

يقول عم «مجاهد» لقد عملت بالمهن المختلفة فى بلدتى مثل الزراعة وتجارة الأغنام، وعملت باليومية من أجل تربية أولادى حتى رزقنى الله بخمسة أبناء وهم فى مراحل التعليم المختلفة وتوجهت إلى محافظة المنوفية فوجدت راحة نفسية مع أهلها الذين استقبلونى بكل ترحاب وساعدونى فى العمل ولم أكن أعمل بمهنة الفول.. ثم ساعدنى شخص فى هذه المهنة فاشتريت عربة صغيرة وحمارا ليجرها واستعنت بالله حتى وجدت السعادة فى تلك المهنة.

فى كل يوم يسمع الأهالى جرس عم مجاهد وكأنه ينبههم ويوقظهم وحماره يجر عربته الصغيرة المكتوب عليها « يا ناس يا عسل.. فول المعلم وصل »، تليه عبارات عم مجاهد وهو يقول «الفول أبو زبده» وهو ضاحك مبتسم يلقى عليهم التحية والجميع يعرفونه ويحبونه وإذا غاب عنهم يوما يسألون عنه، ويؤكد أنه سيظل بهذا الحمار والعربة ولا يغيرهما أبدا. وأوضح أنه يجهز الفول قبل نومه، ويستيقظ فى الفجر، ويطهو الفول مرة أخري، ويتنقل بالعربة فى الصباح الباكر منذ الساعة السادسة وحتى العاشرة صباحا كل يوم، فى غير رمضان ثم يعود ويتناول فطوره فى منزله.

وأشار إلى أن ابنه الأكبر يساعده فى العمل لكنه يحلم بتعليم أبنائه جميعا، ويواصل مجاهد حديثه أنه يعمل بهذه المهنة منذ 16 عاما منذ انتقاله إلى محافظة المنوفية، فهو يجوب شوارع القرى والمراكز بحماره، موضحا أن الناس اعتادوا عليه بهذا الشكل ولا يرغب فى شراء أى وسيلة أخرى بدلا من الحمار كالتروسيكل أو غيره، ولا يرغب فى فتح مطعم لأنه يحب عمله ويحبه الناس على هذا الوضع.. يؤكد عم مجاهد أن سر النجاح والبركة فى الرزق هو حب الناس والإخلاص فى العمل وعدم الغش فى الفول.

وقال: أقوم بشراء الفول السليم الغالى والخالى من العيوب وأقوم بتنظيفه وغسله ثم نقعه فى الماء لأننى أطعم الناس حتى يبارك الله فى أولادى ورزقى، وأنه يعطى الفقير والمحتاج بزيادة وأحيانا بدون مال فأجد فى ذلك زيادة فى الرزق ومحبة الناس لى.. ويوجه عم مجاهد رسالة للشباب أن مصر بلد الأمن والأمان مليئة بالخير والمحبة، والرزق موجود بها، ويجب على الشاب أن يسعى ويعمل فى أى عمل يكسب به قوت يومه بدلا من أن يمد يده لغيره ولا يتكبر فالنجاح لا يأتى من الجلوس على المقاهى إنما يأتى بالعزيمة والإصرار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة