بالرغم من الدور الكبير الذى تقوم به المرأة فى المجتمع والانجازات العديدة التى تحققها يوميا بين عملها ورعايتها لأسرتها الا انها دائما ما تميل للتقليل من انجازاتها واعتبار ان ما تقوم به شيئا عاديا وتشير دراسة لجامعة هارفارد إلى أن الرجال يميلون لتعظيم انجازاتهم والتركيز عليها والاحتفاء بها فى حين تميل النساء للتقليل من شأن أنفسهن.
موضوعات مقترحة
وعندما طلب من عدد من النساء اللاتى يشغلن مناصب قيادية تقييم ادائهن المهنى على درجة من واحد الى 100 كان متوسط تقييم النساء لأنفسهن 46 فى حين كان متوسط تقييم الرجال 61 بالرغم من ان الرجال والنساء يحصلون على نفس التقييم فى جهات عملهم واشارت الدراسة الى ان النساء اقل تقبلا للمجاملات من الرجال وهن عادة ما يقللن من شأن الإشادات وكلمات الثناء التى توجه لهن على عكس الرجال.
ويرجع ذلك الى العديد من الاسباب كما توضح د.مروى المسيرى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس منها ما يطلق عليه فى علم النفس متلازمة المحتال والتى تعانى منها اكثر من 70% من النساء وهم الاشخاص الذين يقللون من انجازاتهم الشخصية ويشعرون دائما بانهم يخدعون الآخرين ويحتالون عليهم وان الآخرين لابد ان يكتشفوا الخداع يوما ما فهو كشخص لا يمتلك القدرات التى يظنها الآخرون به والاشخاص الذين يعانون من هذا الشعور لديهم اعتقاد دائم بنقص مهاراتهم وقلة الثقة فى النفس ولهذا تحتاج النساء دائما للاحتفاء بانجازاتهن سواء فى العمل او فى الاسرة وتنمية مهارات الثقة بالنفس من خلال تشجيع النفس باستمرار حتى فى الانجازات البسيطة، وتعديل نمط التفكير من خلال تعظيم الايجابيات، وعدم السعى من اجل المثالية والكمال فقط عليها القيام ببذل اقصى الجهد ثم الرضا بالنتائج، والتعامل مع الضغوطات والبدء فى التكيف معها حتى لا تكون مصدرا للتوتر، بالإضافة إلى مزاولة نشاطات إيجابية للخروج من هذه الدائرة المغلقة من التقليل من الذات.
ولا يتطلب الأمر ان تكون المرأة مديرة او رئيسة فى عملها ولكن حتى دورها كربة منزل يستحق ان تحتفى بنفسها وتقدره كما ترى مى صالح عضو جمعية المرأة الجديدة والتى تعتقد أن للرجل الشرقى دورا فى احساس المرأة بالتقصير المستمر والتقليل من شأنها وذلك من خلال دراسة قامت بها الجمعية لقياس الأدوار المنزلية بالساعات للمرأة والرجل، بما فى ذلك النظافة والغسيل وأعمال الصيانة ومجالسة الأطفال والمسنين وغيرها من الأدوار، وتوصلت الدراسة إلى أن المرأة تقضى 9 ساعات يوميا فى المتوسط فى الأعمال المنزلية أما الرجل فيقضى ساعة ونصف فقط فى المتوسط!
وهو ما يعنى أنها تقضى أكثر من وقت عمل كامل، مع ملاحظة أن الأدوار تختلف من المدن عن القرى فتزيد فى القرى لاشتراكها فى أعمال الزراعة وتربية الطيور وغيرها ، كل ذلك ونجدها تتعرض للعنف النفسى وهو أقصى من العنف الجسدي، وبدلا من أن تجد التقدير والتشجيع نجد الرجل يقابله بالاستهانة والتقليل من هذه الأدوار، والانتقاد المستمر والمقارنة بينها وبين غيرها، وكل ذلك من شأنه التقليل من ثقتها بنفسها بلا شك..
لذلك تؤكد مى أن علينا أن نبرز أهمية الأدوار المنزلية التى تقوم بها المرأة وتوعيتها بذلك لأن هذه الادوار لو قسمت لاحتاجت لاكثر من خمسة اشخاص للقيام بها وإشراك الزوج فى الأدوار المنزلية خاصة دوره الأبوى مثل رعاية الأبناء والذهاب للطبيب أو التمارين أو الدروس وغيرها من تقسيم الأدوار .
ولا ننسى أيضا السيدات التى يقمن بمشروعات صغيرة من المنزل فهن فى الحقيقة يقمن بدور هام جدا ربما لا تدخل فعليا فى الناتج القومى ولكنها توفر فرص عمل ودخل للأسرة ولذلك لابد ان تقدر المرأة نفسها أولاً وتحتفى بانجازاتها كى تجبر الآخرين على تقديرها وأولهم الرجل.