Close ad

طوق النجاة

3-2-2021 | 19:20
طوق النجاةصورة أرشيفية
خالد حسن النقيب
الأهرام المسائي نقلاً عن

ولدت لأسرة متوسطة الحال ولكن لم يكن للمادة أثر على حياتنا فقد كان والدى منعزلا مع نفسه تاركا زمام كل الأمور لأمى التى كانت تعاملنى وشقيقى معاملة سيئة لا أدرى لها سببا وانعكس ذلك على أخى الذى ساءت أخلاقياته وبات متمردا على كل شيء وانتهى به الأمر فريسة سهلة لإدمان المخدرات وسرعان ما سقط أسيرا خلف أسوار السجن ذليلا مقهورا.

موضوعات مقترحة

أما أنا فقد كان سيناريو عذابى مختلفا فما أن غادرت طفولتى المعذبة وبت فى طوق الشباب حتى سعت أمى للخلاص منى مع أول طارق على بابنا يريد الزواج مني.

وبسذاجة سنى وبراءته ظننت أن طوق نجاة جاءني. وافقت على الزواج وأنا بعد طفلة لم أتجاوز الثامنة عشرة.. خطوت أولى خطواتى مع زوجى تسبقنى أحلامى فى غد أسعد
وطمعا فى حنان رجل يعوضنى فقدانى حنان والدى ويتمى رغم أنه على قيد الحياة.

كانت بدايتى معه تبدو سعيدة شيئا ما وعرفت طعم الفرحة لأول مرة فى حياتى وظننت أنى غادرت شقائى بلا رجعة ولكن سرعان ما تبددت فرحتى وتبخرت السعادة فقد ارتوى زوجى منى وشبع.. امتلأت رجولته منى وأخذ يبحث عمن تستثير رجولته غيري.

ومضت بى الأيام ما بين شقاء وصبر حتى رزقنى الله بابنى الذى تحولت حياتى معه من شقاء إلى سعادة.. كان لى الأمل والرجاء فى الحياة بعد أن زهدتها وحاولت التخلص منها لو لا خوفى من الله عز وجل ومن أن أموت كافرة بانتحاري.

تمثلت كل أحلامى فى ابنى وبت أحلم له وأعيش من أجله وقررت أن أصبر على معاملة زوجى الشرسة وخيانته لى ولكنه كان يتمادى ويستزيد من قسوته يوما بعد يوم حتى انتابتنى حالة عصبية من كثرة آلامى النفسية والبدنية وزادت الشقة بيننا ولم يكن أمامى طريق للخلاص من هذا العذاب الذى لا ينقطع إلا أن أهرب منه.

وطرقت باب أبى ذليلة مكسورة ولم تكن أمى تريد أن أعيش معهم لولا أن والدى تصدى لها لأول مرة وأدخلنى البيت رغما عنها لينقذنى وابنى من التشرد إلا أنها تريد أن تعيدنى إليه رغما عنى ولست أدرى ماذا أفعل هل أعود ذليلة منكسرة ؟

ش ـ م ـ القاهرة
شيء من الحب يكفى لأن يحافظ الإنسان على كرامته واستقرارة وعندما تتولد الكراهية فى بيت تصبح كالسوس تنخر بالشر فتقضى على كل شيء وتفقد الحياة نضارتها وبهجتها وأنت سيدتى لقيتى من سوس الكراهية وشرها ما جعل حياتك بائسة حزينة بلا ذنب اقترفتيه غير أنك ولدت لأسرة متنافرة.

أب ضعيف ترك زمامه لامرأة متجبرة فضاعت حياته وحياة أسرته.

لكن لا عليك سيدتى فما قد شاء الله كان ويكفى أنك كنت من الصابرين على حالك مع أبويك ومع زوجك القاسى المتجبر.

و يبقى الأمل فى الصغير عليك ان تقومى على تربيته التربية الصالحة القويمة.

امنحيه السعادة التى افتقدتيها.. أحيطيه بالأمان الذى لم تجديه فى كنف أسرتك حتى لو كان على حساب عودتك منكسرة لزوجك لعله يهتدى يوما.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: