Close ad

7 أعوام على صموده أمام الإرهاب: « مسرح المنصورة القومى».. فى انتظار حلم «الأوبرا»

23-12-2020 | 11:00
  أعوام على صموده أمام الإرهاب « مسرح المنصورة القومى فى انتظار حلم «الأوبرا  مسرح المنصورة فى انتظار تحويله إلى دار للأوبرا
المنصورة - إبراهيم العشماوى
الأهرام اليومي نقلاً عن

فى مثل هذا اليوم قبل سبعة أعوام، وتحديدا فى 23 ديسمبر 2013، زلزلت مدينة المنصورة جريمة إرهابية استهدفت مقر مديرية أمن الدقهلية، وخلفت 16 شهيدا وعشرات المصابين. ولكن الاعتداء بلغ بآثاره المناطق التاريخية والأثرية المجاورة، وأبرزها مسرح المنصورة القومى، وجامع الصالح نجم الدين أيوب الذى تأسس عام 640 هجرية، و«قهوة أندريا» العريقة، و«دار بن لقمان» التى شهدت أسر ملك فرنسا.   

موضوعات مقترحة

تعود قيمة مسرح المنصورة القومى إلى تاريخه العريق، فهو أحد ملحقات قصر أمينة هانم إلهامى، نجلة إبراهيم إلهامى باشا بن عباس حلمى الأول، التى تزوجت الخديو توفيق وأنجبت منه الخديو عباس حلمى الثانى. ويقول على هاشم، باحث أثرى بالمنصورة، إن المبنى تأسس عام 1869ميلادية، كأحد الملحقات الخديوية بجانب الاستراحة الخديوية، ثم أنشئ فيه المسرح الذى افتتح عام 1889ويسع 650 مقعدا. وقد كلفت أمينة هانم إلهامى المهندس الإيطالى ماريللى بإعادة تصميم المبنى عام 1902 ليضم سرايا بلدية المنصورة، وتياترو كان قائما بالفعل، وكازينو، وصالة بلياردو، وحجرات لإقامة أعضاء المجلس البلدى .

ويضيف هاشم أن تلك كانت بداية العصر الذهبى لمسرح المنصورة، الذى شهد عرض أعمال فنية معروفة لرموز المسرح المصرى ، فوقف عليه الشيخ سلامة حجازى، والنجوم على الكسار وجورج أبيض. كما عرض العملاق يوسف وهبى مسرحية عليه لمدة موسم كامل. وأحيت فيه كوكب الشرق أم كلثوم حفلات فى الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات. وكان المسرح قد شهد عملية تجديد ليعاد افتتاحه بحلة جديدة فى السابع من مايو عام 1964، وذلك فى سياق الاحتفال بعيد الدقهلية القومى.

ويلتقط الدكتور مهند فودة، مدرس الهندسة المعمارية بجامعة المنصورة ومؤسس حملة «أنقذوا المنصورة»، خيط الحديث، موضحا كيف صمد «مسرح المنصورة» أمام الاعتداء الإرهابى، ليخوض جولات أخرى من الدفاع عن بقائه. فيقول: « إثر الاعتداء عام 2013، صدر قرار رقم 101 لسنة 2013 عن رئيس حى غرب المنصورة بإزالة المبنى باعتباره متداعيا ويشكل خطورة على محيطه، ولكن وزير الثقافة وقتها، الدكتور محمد صابر عرب، أصدر قرارا فى 25 ديسمبر بتشكيل لجنة من خبراء جامعة المنصورة لدراسة حالة المسرح، لوضع تقرير فنى حول حالة المبنى، مؤكدا ضرورة ترميمه عوضا عن خيار إزالته، وقد وافقته لجنة الخبراء فى هذا التوجه».
ويستكمل فودة شهادته المفصلة: «وبالفعل تم إسناد الأمر لشركة المقاولون العرب. وفى أبريل 2014 تم قبول المنحة المقدمة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ــ رحمه الله ــ بمبلغ ثلاثة ملايين ريال عمانى، لترميم مبنى المسرح، وتم تحويل المبلغ على حساب صندوق التنمية الثقافية. ولكن عملية الترميم لم تستمر على الوتيرة المرجوة، وشهدت توقفات، ما دفع بمطالبة المقاولون العرب بقيمة أعمدة الصلب والسقالات طوال فترة صلب المبني».

وزادت الأمور تأزما، وفقا إلى فودة، إثر زيارة للمسرح فى 23 أغسطس 2015 قام بها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء وقتها، ليعلن بعدها ضرورة هدمه لاستحالة ترميمه. وقد فجرت هذه التصريحات نشاطا واسعا من جانب حملتى «أنقذوا المنصورة»، و«إنقاذ مسرح المنصورة القومي». وبالفعل تحقق التراجع عن فكرة الهدم، فى استجابة لضغوط الحملة الشعبية. وجاءت لاحقا مرحلة قرار وزير الثقافة السابق حلمى النمنم عام 2016 بتشكيل لجنة للإشراف على الترميم من جهاز التنسيق الحضارى التابع لوزارة الثقافة المصرية، ولجنة هندسية من وزارة الآثار، ونقابة المهندسين .

ويؤكدعبدالرحمن العقاد، أحد شباب حملة «أنقذوا المنصورة»، أن محافظة الدقهلية قامت بنقل تبعية المبنى بالكامل لوزارة الثقافة، التى نقلت تبعيته بدورها إلى دار الأوبرا المصرية، مما أوجد أملا حقيقيا بأن يصبح للمنصورة دار أوبرا. وتزيد قوة هذا الأمل، بالإلمام القوى من جانب وزيرة الثقافة الحالية ، الدكتورة إيناس عبدالدايم، بتفاصيل هذا الملف.

ويرى العقاد أنه على الرغم من القيمة التراثية والتاريخية لهذا المبنى، إلا أنه عانى ويلات الإهمال وسوء الاستغلال باستئجار أجزاء من المبنى، مما حال دون إعادة ترميمه وخروجه بحلة جديدة تليق به. وذلك رغم تعدد الجهات الراغبة فى دعم «مسرح المنصورة» كما فى حالة المنحة اليابانية الموجهة إليه.

ولكن يبدو أن هناك فرصة أكبر فى المستقبل القريب لتحقيق حلم «أوبرا المنصورة». فيقول المهندس عادل أنور، مدير شركة المقاولون العرب بالدقهلية: «إن عملية ترميم وتطوير المبنى قائمة ، وهناك تفاهمات تجرى مع وزارة الثقافة للبدء فورا بعد حسم بعض الأمور بشأن التصميم ومسائل أخرى».

من جانبه، أوضح المهندس ياسر البهواشى، مدير المشروعات بدار الأوبرا، أن «مسرح المنصورة القومي» تحفة معمارية فذة، نال من عودته إلى الحياة بالشكل اللائق بعض الخلافات المالية مع الشركة المنفذة، فضلا عن أن عملية إصلاح الأضرار بمقر مديرية الأمن المجاورة للمسرح، أدت إلى تعطيل العمل فى المسرح لاعتبارات أمنية.

وأضاف البهواشى: «ولكن كل هذه العقبات قد تم تجاوزها، وتعقد اجتماعات مكثفة بشأن مستقبل «مسرح المنصورة» وتحويله إلى دار أوبرا، وذلك بدعم مباشر من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم». وأشار إلى أنه سيتم الاستعانة بالمنحة العمانية التى مازالت تنتظر استكمال أعمال الترميم والتطوير لما سيصبح دارا للأوبرا فى المنصورة .

اقرأ أيضًا: