يأتى شهر رمضان المبارك هذا العام مختلفا فى جميع عاداته وتقاليده عن الأعوام السابقة والتى اعتادها المصريون، فالوباء يزداد شراسة وأعداد المصابين فى زيادة والدولة تزيد من إجراءاتها الاحترازية من حظر للتجول وحجر منزلى.. ويأتى رمضان على الأسرة وعليها أن تواجه كل هذه التحديات وكثير من الشائعات.
موضوعات مقترحة
فى البداية د.هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة تقول: فى وقت الآزمات تنتشر الشائعات والأخبار الكاذبة حيث يكون الجمهور مهيأ لتصديق أى أخبار سلبية لإحساسه بالخوف وتوقعه لما هو سيئ من الأحداث وبالتالى تكون الأزمة بيئة خصبة لتداولها وللأسف أحيانا بعض وسائل الإعلام تساعد على سرعة انتشارها إذا اعتمدت على مايتم تداوله من أخبار ومعلومات غير موثقة عبر وسائل التواصل الاجتماعى والتى أثبتت الدراسات أن أكثر من 80% من الجمهور المستخدم لهذه الوسائل قد تعرض للأخبار الكاذبة سواء بقصد أو بدون قصد لنشر حالة الفزع والبلبلة فى المجتمع مؤكدة نجاح الإعلام فى المرحلة الاخيرة فى التصدى للشائعات حول وباء «كورونا» بسرعة تكذيبها ونشر الحقائق من مصادرها الموثقة والاعتماد على الخبراء فى تحليل الأحداث وتفسيرها وأيضا توعية المواطن بالإجراءات الوقائية اللازمة والحقائق بحيث لا يصدق وينشر أى أخبار دون أن يكون مصدرها معلوما.
د.أمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر وعضوة مجلس النواب ترى أن شهر رمضان فرصة عظيمة لتجنب الموبقات والتوقف عن نشر الشائعات حيث تشف وترق فيها النفس وتلقيها يكون جاهزا لخير الكلام إن أعظم كنترول أقدمه للصائم قوله صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل مايسمع» فليتنا نبتعد عن صفصفة الكلام لأنها مهلكة للحسنات ولهيبة الإنسان، وفرصتنا هى التوجه إلى الله بالصيام والدعاء فى دفع البلاء والعشم فى الله، بجانب الابتعاد عن العادات الاجتماعية الاستهلاكية فى العزومات والزيارات على موائد الرحمن، والاستفادة منها فى العبادة وفى محاسبة النفس، وكل إنسان يمكن أن يضع لنفسه جدولا صغيرا كل يوم يسجل أعماله إلى أن يصل فى آخر الشهر الفضيل ونفسه راضية مطمئنة.
د.هالة يسرى أستاذة علم الاجتماع والخبير التنموية تقول: يمكننا الدخول فى شهر رمضان بوعى جماعى وإيجابيات جديدة ومختلفة عن السنوات السابقة وأن نتقرب إلى الله ونفهم ديننا ونطبق طقوسه الدينية والاجتماعية بشكل صحيح، والتفقه فى الدين وفى قراءة وتدبر وتدارس معانى القرآن الكريم مع أفراد الأسرة مما يساهم فى تقريب المسافات، مع أهمية أن تبدأ الأسرة فى ترشيد الاستهلاك بشكل عام فى الطعام والثروة القومية، وفى الوقت نفسه لا تنسى الفقراء والبيوت المصرية التى تحتاج الدعم لما تعانى منه من نقص الدخل خاصةً فى تلك الأزمة، لهذا أشجع المبادرات الفردية والمجتمعية فى الريف والحضر لإيجاد روح التراحم بين أفراد الوطن الواحد - كما يمكننا التصدق بنشر المعلومات الصحيحة، وأخيرا علينا الالتزام بالإجراءات الاحترازية التى فرضتها الدولة وخليك بالبيت حتى نعبر بالمجتمع من أخطر أزمة ووباء يهدد المجتمع الدولى.
ويؤكد د.محمد الشوادفى عميد كلية تجارة جامعة الزقازيق السابق أن الأحداث التى تدور من حولنا بسبب انتشار الوباء تفرض علينا تغييرا فى السلوكيات والتى تعتمد على محورين أولا أن يكون تقربنا الى الله فى مواجهة جائحة «كورونا» بداية من تطبيق برنامج التباعد الاجتماعى والالتزام بالنظافة العامة وإقامة الصلوات بالبيت، وتكثيف توجيه الدعم للفقراء نظرا لغياب موائد الرحمن، وتحويل تكاليف الطعام الى أموال للمحتاجين، ولا يجب أبدا أن نتوقف عن العمل والإنتاج لأنه يمثل الخطر الأكبر على الاقتصاد والدولة فعلينا الاستفادة من استخدام جميع الأدوات التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعى والعمل عن بعد، وهو ما يمكن أن تستغله المرأة للقيام بدورها فى دعم المجتمع من خلال العمل، ويجب أن يتحول التباعد الاجتماعى إلى تقارب وجدانى بالدعم النفسى بين الزملاء فى العمل وتجنب الشائعات خاصة التى تتعلق بالأحوال الاقتصادية أو الصحية والتى تزيد من حالة الإحباط فى المجتمع، كما أن المحنة فرضت علينا ضرورة المساهمة فى دعم العاملين الذين أضيروا من توقف عجلة الإنتاج من خلال تكوين جمعيات للتكافل الاجتماعى لمساعدة المتضررين وتشجيع الاستثمار وتكوين شركات مساهمة بين العائلات أو الأفراد وثانيا من المتوقع هذا العام تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع الإنتاج وارتفاع نسب التضخم والبطالة وهذا يتطلب توعية المرأة بترشيد الإنفاق وتحديد الأولويات.
نقلاً عن صحيفة الأهرام.