مجلس النواب من 100 سنة.. "بوابة الأهرام" تنشر مجموعة من الصور النادرة للصرح العريق

تنشر "بوابة الأهرام" صور قديمة لتجديد البرلمان المصري عشرينيات القرن الماضي، وهي الصور التي نشرتها الصحف والمجلات المصرية قبل مائة عام بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث تم نشر صور قاعة مجلس النواب وصورة الرواق ومنبر رئيس البرلمان.

يقول الدكتور إبراهيم عبده في كتابه "تاريخ الوقائع المصرية"، إن الوقائع كانت مكلفة بنشر مضابط مجلسي البرلمان، نظرًا للائحة الداخلية للبرلمان التي تنص على نشر المضابط في الوقائع، حتى قيام الحرب العالمية الثانية سبتمبر 1939م وهي الحرب التي أدت لأزمة في الورق الذي كان يتم استيراده من الخارج، مما جعل صحيفة الوقائع الحكومية تفكر في كيفية الخروج من الأزمة وكيفية نشر مضابط البرلمان في الصحيفة الحكومية.

صدر مرسوم الخديو إسماعيل بشأن إنشاء المجلس في نوفمبر 1866م وفي عام 1878 تم إنشاء أول مجلس وزراء، وأعيد تشكيل البرلمان، وفي سبتمبر 1881م دعا الثوار العرابيين إلى تأسيس مجلس النواب وإجراء انتخابات وفقًا للائحة 1866م، وتم افتتاح البرلمان بمسمى مجلس النواب المصري وقد كان نواة للديمقراطية التي قضى عليها الاحتلال البريطاني الذي أحدث نكسة حقيقية للحياة البرلمانية المصرية، بحسب ما ذكر المؤرخون، وتم إعادة المجلس بعد توقف دام سنوات بسبب الاحتلال البريطاني لمصر من عام 1882م.

أثناء الحرب العالمية الأولى وفي عام 1914م تم حل المجلس وأعلنت الأحكام العرفية في مصر وشارك مليون مصري من الفلاحين في الحرب على جبهات أوروبا، وبعد انتهائها بسنوات نشرت مجلة اللطائف المصورة عام 1923م صورة التمثال البرونز للملك فؤاد الذي سيتم وضعه فى البرلمان، وفي أكتوبر عام 1923 م نشرت صورة صالة أصحاب الدولة ومعالى الوزراء، كما نشرت صورة صالة الملك فؤاد وهي مفروشة بالريش الفاخر والأثاث الثمين، وجميع كراسيها موشاة بماء الذهب، وقد قامت محلات الماوردي بفرش الصالة، وتكلفت حسب ما قالت المجلة آنذاك 15 ألف جنيه.

حوت الصور أيضًا والتي تنشرها "بوابة الأهرام"، قاعة مجلس النواب ومجالس الأعضاء والصحافيين المتابعين للجلسات ومعهم الرواق العالي، كما حوت الصور إعلانات الفائزين من الأعضاء الذين قدموا إعلانات مدفوعة الأجر للصحف والتهنئة بفوزهم، وثقة أبناء دوائراهم الانتخابية بمنحهم أصواتهم في الانتخابات، كما أبرز الصور الاحتفاء بالدستور الجديد الذي أرسي قانون تشكيل الحياة النيابية من مجلسين الشيوخ والنواب.

ويضيف عبده في كتابه أن الوقائع استمرت في نشر مضابط مجلس النواب حتى إن أحد أعدادها بلغ 442 صفحة في 25 إبريل عام 1940م، إلا أن الوقائع بسبب أزمة الورق جراء نشوب الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) وبسبب التكلفة المادية العالية، قررت فصل ملاحق المضابط عن الصحيفة وذلك لكي تتماشى مع اللائحة الداخلية للبرلمان في نشر المضابط غير أنها جعلته في قسم بعنوان "الوقائع المصرية –القسم البرلماني".

تم عمل اشتراك فى ملحق الوقائع بنفس قيمة اشتراك الوقائع، وتم توفير مبلغ يقدر بنحو 3 آلاف جنيه في السنة، وقد صدر أول عدد من ملحق الوقائع المصرية – القسم البرلمانى يوم الخميس الموافق 2 يناير 1941م، وقد كان خط الملحق لا يختلف عن خط وطبيعة الوقائع، إلا أنه تم وضع الملحق بالخط الفارسي تمييزًا عن الوقائع التى كانت تكتب بالخط الثلث.

القسم البرلماني في الوقائع كان يصدر يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع وهما نفس صدور الوقائع، ويوضح عبده أن القسم البرلماني أصبح مميزًا فى الوقائع منذ عصر إنشائها في عهد محمد على باشا، كما اهتمت الوقائع آنذاك بتدوين وثائق المطبعة الأميرية.