Close ad

فازت بجائزة «ابن بطوطة» فى أدب الرحلة المعاصرة.. منصورة عز الدين: الفن يحتاج إلى الحرية والخيال

3-1-2021 | 10:24
فازت بجائزة «ابن بطوطة فى أدب الرحلة المعاصرة منصورة عز الدين الفن يحتاج إلى الحرية والخيالالروائية منصورة عز الدين
صبرى الموجى
الأهرام اليومي نقلاً عن

استطاعت الروائية منصورة عز الدين، فى أعمالها الإبداعية أن تُعبرعن ذاتها الثائرة، شغفتْ بالكتابة منذ نعومة أظفارها، ومزجت فيما تكتب بين الواقع والخيال، العقل الذى يبلغ ذروة الكمال، والجنون الكاشف عن روح متمردة، عن جدتها ووالدتها تعلمت الحكى بأسلوب مشوق، أكسب أعمالها ثقلا مكنها من حصد الجوائز، تمتلك موروثا شعبيا استقته من كتاب «ألف ليلة وليلة» والتراث الصوفي، وظفته فى التعبير عن واقعنا المعيش.

موضوعات مقترحة

كان لنا معها هذا الحوار.

فى ظل ما يُعانيه العالم أجمع من عزلة وحبس بسبب فيروس كورونا يأتى فوزك بجائزة ابن «بطوطة» عن «خطوات فى شنجهاي»، فهل كانت تلك الرحلة حقيقية أم مُتخيلة؟

الرحلة حقيقية، وللدقة هما رحلتان الأولى كانت إلى شنغهاى فى خريف 2018، حيث قضيت شهرى سبتمبر وأكتوبر فى إقامة أدبية بالمدينة بدعوة من اتحاد كتاب شنغهاى والمركز الثقافى الصينى بالقاهرة، وذلك ضمن برنامج شنغهاى الدولى للكتابة، والرحلة الثانية كانت فى نوفمبر 2019 إلى مدينتى بكين وجوهاى بدعوة من مركز مو يان الدولى للكتابة الإبداعية، وهذه الرحلة كانت لأيام، لكنها ذات تأثير كبير لأنها أرتنى وجوهًا أخرى للصين، ولمست من خلالها أن هذا البلد أقرب إلى قارة هائلة تتنوع فيها الجغرافيا والمُناخات والقوميات. فكتابى عن أكثر من مدينة صينية، لكن شنغهاى هى مركز هذه المدن والمرآة التى تنعكس عليها صور غيرها من أماكن وفضاءات.

بمن تأثرتِ من كتاب أدب الرحلات ؟

أحبُ قراءة أعمال الرحالة والجغرافيين القدامي، ومن المعاصرين أنجذب أكثر لمن يكتبون رحلاتهم ورؤيتهم للأماكن بمزاج الروائيين، لأن هذا هو أسلوبى فى كتابة أدب الرحلات؛ إذ أفضِّل أن أرى الأماكن التى أزورها بعين الروائية، باحثةً فيها عن مصادر الإلهام، وعن الخفى والمتوارى فى تاريخها وسرديتها الخاصة، أنظر إلى كل مدينة جديدة أخطو فيها كرواية أو قصة تنتظر منى قراءتها أولًا، ثم إعادة ابتكارها أو كتابة روايتى الخاصة جدًا والشخصية عنها.

صدر لكِ فى العام المنقضى توا روايتك الخامسة «بساتين البصرة»، وكتبتِها خلال وجودك فى شنغهاي، هل هناك صلة ما بينها وبين «خطوات فى شنغهاي»؟

نعم، «بساتين البصرة» كُتِبَت هناك، ويوجد فى كِتاب «خطوات فى شنغهاي» إشارات إلى بعض تفاصيل كتابتى لها، وبرنامجى اليومى فى الكتابة، لقد كانت هذه المدينة سخية معى ومُلهمة لى جدًا فى ما يخص الكتابة؛ أنجزت فيها كتابات كثيرة لأننى كنت مُتفرغة تمامًا للكتابة؛ كنت بعيدة عن مواقع السوشيال ميديا وكل عوامل التشتيت الأخري، وباستثناء الجولات فى المدينة وبعض الندوات والفعاليات التى نظمها لنا اتحاد كتاب شنغهاي، لم أكن مشغولة سوى بالانتهاء من «بساتين البصرة» وبتدوين يومياتى ومشاهداتى فى المدينة.

هل تُعد رواية «وراء الفردوس» من أدب السيرة الذاتية، أم أنها عمل إبداعى مُتخيل؟

لا ، «وراء الفردوس» ليست سيرة ذاتية، بل عمل إبداعى مُتخيل، وإن كانت أجواؤها مُستلهمة من ريف الدلتا حيث وُلِدت وعشت حتى الثامنة عشرة، قبل الانتقال إلى القاهرة للدراسة ثم العمل فى الصحافة، كل شخصيات العمل مُتخيلة، ولا أساس لها فى الواقع، لكن فى الرواية الروح المألوفة للقرية المصرية خاصة فى عقد الثمانينيات.

تشتبك روايتك «جبل الزمرد»، التى نالت جائزة أفضل رواية عربية من معرض الشارقة الدولى للكتاب عام 2014، مع «ألف ليلة وليلة»، ما السبب ؟ ولماذا رغبتِ فى الاقتراب إبداعيًا من هذا العمل الكبير؟

أنا من محبى «ألف ليلة وليلة»، وأرى أنها أحد أهم الأعمال الإبداعية فى التراث الإنسانى كله، وليس فى التراث العربى فقط، أحب فيها هذا التمازج الثقافى الفريد بين أكثر من حضارة شرقية، وانفتاحها على الآخرين، كما يُعجبنى تركيبها وتعدد طبقات الحكى وأساليبه فيها، باختصار، أراها عملًا مُلهمًا جدًا، وكثير من حواديتنا الشعبية نابع منه ويصب فيه، وكل هذا حمسنى للاقتراب منها واللعب معها فى نص يخصنى ومكتوب بشروطى وانطلاقًا من رؤيتى الفنية.

يبدو إنتاجك القصصى والروائى وفيرا فى فترة زمنية وجيزة .. ما السر و هل لك منهج ما؟

الكتابة محور حياتي، أفكر ككاتبة طوال الوقت؛ كل ما يقابلنى من مواقف وأحداث ومشاهدات أنظر إليه كمصدر للإلهام؛ أكتب كل يوم تقريبًا وأتجنب كل ما يعوقنى عن التركيز فى عوالمى الكتابية.

فى «أخيلة الظل» و« متاهة مريم»، يلمح القارئ زخما من الخيال والعوالم الخفية .. هل يمكن أن نعد ذلك بُعدا عن الواقعية؟

عندى يتسع مفهوم الواقع ليشمل الأحلام والهواجس وحتى الهلاوس؛ تلك الأشياء هى جزء منا ومن وعينا بالعالم. لست مع حصر الواقع فى الأشياء التى نراها بأعيننا ونلمسها بأيدينا فقط، ثم إن الفن يحتاج إلى الحرية وعدم التقيد بمفاهيم ومحددات نهائية، الخيال الجامح بالنسبة لى أساسى فى الفن والإبداع، وتراثنا الدينى والثقافى حافلٌ بهذا النوع من الخيال.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: