Close ad

قصة «حامل» دفعها الضحك على عبدالمنعم مدبولي للولادة المفاجئة

28-12-2020 | 22:57
قصة «حامل دفعها الضحك على عبدالمنعم مدبولي للولادة المفاجئةعبد المنعم مدبولي مع نجيب محفوظ
مصطفى طاهر

مع كل براعته في الدراما، إلا أن الدراما المتدفقة في حكاية الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي وسيرته الشخصية تبدو أكثر صخبا، منذ أولى لحظاته في دنيانا في مثل هذا اليوم 28 ديسمبر، من عام 1921م.

موضوعات مقترحة

قبل 99 عاما، وفي مشهد اعتيادي لأسرة مصرية بسيطة من حي باب الشعرية في وسط القاهرة، علت أصوات صرخات الطفل المولود، الذي يرى النور للمرة الأولى، كأنها مؤشرًا للمفاجأة الكبرى والنجومية الكبيرة التي سيحصدها صاحبها «مدبولي» الطفل الذي جعلت منه الأيام التالية لذلك الصباح كبيرًا بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، بعد أن صنع ملحمة وقاد رحلة فنية خالدة تجاوزت النصف قرن.

رحلة «مدبولي» المليئة بالكفاح، لم تكن سهلة على الإطلاق، وكانت بدايتها الحزن، عندما زار اليتم مبكرًا الطفل الصغير، بعد أن فقد والده، وعمره لم يتجاوز الستة أشهر فقط، لتتولي والدته مسئولية رعايته وأخويه، وينشأ في ظروف صعبة يخيم عليها شبح الفقر، فلم يكن هناك مهرب من تلك الأحزان إلا داخل شوادر حي باب الشعرية، التي كانت تقدم عروضا مسرحية لثلاثة فرق، كانت بداية صعود مدبولي إلى القمة والفرحة وسط المحبين، بعيدا عن أحزان البداية.

يتيماً من أسرة فقيرة جدًا كانت البداية، لكن الظروف المادية الصعبة لم تستطع أن تحاصر موهبته التمثيلية، بعد أن ظهرت مبكرًا منذ المرحلة الابتدائية، فلم يمنعه فقره من ترشيحه لقيادة الفرقة المسرحية بالمدرسة، وهي الخطوة التي وضعت حجر الأساس في رحلة مسرحية عظيمة، جعلت «مدبولي» أحد الأركان الخالدة في تاريخ المسرح المصري، انطلق «مدبولي» من مدرسته الابتدائية ليؤسس مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، ساهمت في خروج عدة فرق مسرحية، مثل المسرح الحر عام 1952م، والمسرح الكوميدي عام 1963م، والفنانين المتحدين 1966م، و المدبوليزم 1975م.

حياة «مدبولي» مع الفن والنجومية، ظهرت بشائرها مع البرنامج الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك»، ومن نجاحات الإذاعة، انضم «مدبولي» لمسرح التليفزيون ليؤسس مع رواد جيله فؤاد المهندس وأمين الهنيدي مدرسة كوميدية استمدت تراثها من الجيل السابق المؤسس للرواد، نجيب الريحاني وعلي الكسار.

عدة مسرحيات قام «مدبولي» بإخراجها أو التمثيل فيها، ومعها مجموعة تجارب لصناعة الفرق المسرحية التي قام بتكوينها قبل فرقته الشهيرة «المدبوليزم»، والتي يرجع اسمها إلى ذلك اللقب الذي أطلقه جمهور «مدبولي» على أسلوبه وأفكاره في الإخراج والتمثيل والتأليف منذ بداية الستينات، والمعتمد على التلقائية التي يتفاعل معها الجمهور سريعا، والأداء بشكل طبيعي؛ سواء في الكلمات أو الحركة، بتلك العناصر عرف الجمهور «مدرسة المدبوليزم الخاصة»، التي ارتبطت باسم الطفل الصغير الفقير، الذي أصبح غنيا بمحبة الناس.

مع فؤاد المهندس شكل «مدبولي» الثنائي الأجمل في تاريخ المسرح المصري، لم يفترق الصديقان، وصنعا سويا صفحات مجيدة في تاريخ المسرح، ومع تجربتهما في فرقة "الفنانين المتحدين، استقبلا الفنانة شويكار في أول مرة تأتي فيها إلي المسرح، وشهدت خشبة المسرح العديد من المواقف الكوميدية التي تعرض لها "مدبولي" في رحلته مع فؤاد المهندس وشويكار، منها مرة فؤجي مدبولي بصراخ وسط ضحكات الجمهور، أثناء تقديمهم لأحد عروضهم المسرحية، ليكتشفوا امرأة حاملا وسط الجمهور، دفعتها كثرة الضحك إلى طلق الولادة بغتة، ما اضطر مدبولي وفؤاد المهندس إلى وقف العرض فورا، ليدخلاها إحدى غرف المسرح، ويحضر لها الطبيب، لتنجب في النهاية طفلها وتصر على تسمية المولود الجديد "مدبولي".

شاشة السينما كان لها نصيب من إبداعات «مدبولي» إذ قدم أعمالَا خالدة وصلت إلى 60 فيلما تنوعت ما بين الكوميديا والتراجيديا، كما قدم «مدبولي» حوالي 30 مسلسلَا تليفزيونيَا، وعددًا من السهرات التليفزيونية والمسلسلات الإذاعية، كما دفعه حبه الشديد للأطفال إلي تقديم أغانٍ خاصة لهم حققت نجاحات كبيرة، أشهرها «توت توت» و«الشاطر عمرو» و«الشمس البرتقالي» و«كاكي كاكي».


عبد المنعم مدبولي عبد المنعم مدبولي

عبد المنعم مدبولي مع علاء ولي الدينعبد المنعم مدبولي مع علاء ولي الدين
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة