Close ad

تعرف على حيثيات فوز رواية "الساعة بعد الصفر" بجائزة خيري شلبي في دورتها الأولى

9-9-2020 | 22:06
تعرف على حيثيات فوز رواية الساعة بعد الصفر بجائزة خيري شلبي في دورتها الأولىاعلان الفائز بجائزة خيري شلبي
أميرة دكروري

فازت رانيا اللبودي، بجائزة خيري شلبي للعمل الأول، عن روايتها "الساعة بعد الصفر".

موضوعات مقترحة

وأعلن الدكتور حاتم حافظ  حيثيات الجائزة، نيابة عن لجنة التحكيم التي تعذرت عن الحضور لظروف طارئة. 

وجاءت الحيثيات كالآتي: "من اللحظة الأولى تقدم رواية "الساعة بعد الصفر" عنصرين شديدي "الجرأة" فيما يخص رواية أولى. العنصر الأول هو أن بطل الرواية "سليم" هو نفسه ساردها، ما يعني أن الكاتبة قررت أن تكتب بالضمير الأول (ضمير المتكلم) على لسان رجل، وهي جرأة محمودة. العنصر الثاني  هو أن الكاتبة تخوض غمار الرواية التاريخية، أو دعنا نقول التأريخية، طامحةً لاستقراء مرحلة حساسة هي السنوات الثلاث الأخيرة في مصر الملكية، قبيل قيام ثورة يوليو 1952. بين عامي 1950 و1952 يتحقق الزمن الروائي، حيث يسرد "سليم" (كرمز للمقاومة الشعبية للاحتلال الإنجليزي) قصته الشخصية في تقاطعها مع مرحلة حرجة من التاريخ المصري، أذنت بلحظة تحوّل كبرى هي ثورة يوليو.

وأضافت لجنة التحكيم:"عبر الضمير الأول، تترى المحكية. ومن الجيد أيضاً أن ثمة التفات للتفاصيل رغم إغراء سيولة الحكي، فهناك وقفات لإفساح الطريق أمام الصوت الداخلي للأفكار، وثمة رغبة فنية في تعميق اللحظات والمشاعر العابرة، فعندما يسيل الدم في لحظة ينهض نوع من التأمل المبدع للفكرة، ومحاولة التقاط غرابتها وتقليب وجوهها. أيضاً تم تغذية الشخصية بتفاصيل سلوكية مدهشة كصفعه لنفسه، وتأمُّله لهذا السلوك وظلاله، وهذه التفاصيل أحياناً ما يكون دورها في رسم الشخصية الروائية أعمق من تفاصيل أخرى قد تبدو أكثر أهمية لكنها جاهزة ومتوقعة ومطروقة.

واستكملت: أكثر من شائبة شابت العمل في تقديري. لعل أولها استجابة اللغة في أحيان كثيرة لفائض بلاغي يبدو شاعرياً في الظاهر لكنه لا يخلق عبارة شعرية حقيقية قدر ما يكدس جملاً إنشائية تثقل السرد، من قبيل أن يُفتتح فصل بعبارة مثل "الظلام يتهادى وسط بقية من قطرات النهار تحبو في الطريق، أعمدة الإنارة تغزل ضفائرها تأهباً لعتمة الليل". هذا النمط "البلاغي" المنتشر في النص لا يقدم لغة شعرية كما طمحت الكاتبة، بل زخرف يثقل عباراتٍ إخبارية تواصلية لا تحتمل أصلاً هذه الأثقال.

 

مشيرة إلى أن:"العنصر الثاني يخص انزلاق المنحى التأملي في عديد المواضع إلى منطقة الحكمة والوعظ وإطلاق الأحكام، من قبيل "اليوم فقط أدركت أن ثمة فرق شاسع بين تمرد العاجز وتمرد القادر، الأول يورثك معارك تكون فيها الخاسر الأوحد، أما الثاني يعقبه ثورة، وشتان بين النهايتين، هذا النمط من العبارات بل والمقاطع الكاملة في بعض الأحيان، والذي يترى أيضاً في مواضع عديدة على لسان السارد، يُدخل العمل كله إلى خانة الخطابة، خاصةً وأن الأفكار المباشرة في هذه الحالة تبدو هابطةً من وعي المؤلفة نفسه وليس وعي الشخصية. فضلاً عن ذلك فهي تأتي أيضاً كفائض، لأن ما تقوله واضح وجلي ومبثوث في سياق السرد. وأحياناً ما يُقتل نبض الحوار بالتوجه ذاته، فشخصية مثل "طارق" مثلاً، الصحفي الانتهازي، لم تكن بحاجة لكل هذه الأحكام المباشرة عليها من قبيل: "طارق ابن الظلم وأحد مخلفاته، امتلأ قلبه بالحقد وغوته السلطة، فقايض الشرطة أن يقتلك مقابل منصب كبير في أحد الجرائد". وربما هذا ما أضعف الحوار الروائي أيضاً في عدد من المواضع، فيما كان الحوار في أقوى حالاته في تلك المواضع التي اكتفى فيها بنقل أصوات الشخصيات وأفكارها الهامسة كاشفاً عن أعماقها الحقيقية.

وقالت لجنة التحكيم، إنه :"لا شيء يبرر التأريخ بالشهور السريانية المستخدمة في بلاد الشام مثل (أيلول، كانون ثاني، إلخ) في رواية مصرية تدور في مصر وأبطالها مصريون. عانت الرواية في نصفها الثاني تحديداً من تعالي اللغة المباشرة الزاعقة وقدر من الترهل أخل بالإيقاع العام الذي بدأ مشدوداً".

وقدم الحفل الشاعر شعبان يوسف ساردا جزءا من سيرة الأديب الراحل خيري شلبي لافتا لأهم المحطات المهنية في حياته ودوره في إثراء الأدب العربي. بينما سلم الجائزة الكاتب الصحفي زين خيري شلبي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة