Close ad

سناء شافع وسمير الإسكندراني وشويكار.. جمعتهم صدفة الرحيل ورفعوا شعار «الاستثناء والاستغناء»

17-8-2020 | 10:51
سناء شافع وسمير الإسكندراني وشويكار جمعتهم صدفة الرحيل ورفعوا شعار «الاستثناء والاستغناءسمير وشويكار وسناء
سارة نعمة الله

صدفة غريبة جعلت من حدث الرحيل موعدًا يجتمعون فيه، مخلفين وراءهم حالة من الحزن والألم الكبير، لا يتمثل فقط في ألم الفقد ولكن بالأدق في عدم الاحتفاء بالشكل الذي يليق بهم وبتاريخهم الفني حتى أنهم باتوا في السنوات والعقود الأخيرة كأنهم لم يمروا، وتصلنا أخبارهم فقط عند مرورهم بأزمات صحية.

موضوعات مقترحة

خلال 48 ساعة فقط، فقد الوسط الفني ثلاثة من عمالقته بدأت يوم الأربعاء الماضي بوفاة الفنان والمخرج المسرحي القدير سناء شافع تلاها وفاة "ثعلب المخابرات" والفنان سمير الإسكندراني ثم جاء رحيل النجمة شويكار ليحدث وجعًا وفراغًا كبيرًا فقد كانت آخر النجمات القدامى اللاتي آثرت الفن المصري بموهبتها واحترامها لفنها.

ورغم أن صدفة الرحيل جمعت ثلاثة عمالقة معًا، إلا أنهم اجتمعوا معًا في عاملين أساسين ألا وهما: «الاستثناء، والاستغناء».

بالفعل كان الثلاثة نجوما استثنائيين في الوسط الفني، فالراحل سناء شافع كان له باع طويل في الإخراج المسرحي الذي نقل فيه تجربته ودراسته بالخارج وتحديدًا بألمانيا وهي أحد أبرز الدول الأجنبية التي أنجبت كبار كتاب المسرح العالمي أبرزهم "بريخت"، وطوع ذلك بتقديم العديد من الأعمال المسرحية التي تحمل رؤى فكرية ناضجة.

أما الراحل سمير الإسكندراني، فبجانب عمله الوطني لصالح المخابرات المصرية، كان له تميزه في الغناء بالعديد من اللغات منها: التشيكية واليونانية بخلاف الإيطالية والفرنسية والإنجليزية، ونجح في تطويع خامة صوته حتى لا تكون قاصرة على تقديم الغناء العربي في الغناء "شرقي مقسوم" وتحديدًا في المواويل، وهو ما يجعله في صفوف المحترفين فليس من السهل أن ينجح الفنان في تقديم الغناء باللهجات المختلفة بجانب تميزه في الغناء الشرقي.

ويندرج تحت قائمة "الاستثنائيين" النجمة شويكار، الفنانة التي تعددت مواهبها بين الغناء والتمثيل والاستعراض، ويضاف لذلك تألقها في تقديم الكوميديا التلقائية متخطية بها محاولات نجمات غيرها في تقديمها بشكل خفيف في أعمالهم السينمائية، بل أنها تفوقت عليهن في حفاظها على مكانتها في كل هذه الألوان الفنية التي كانت تقدمها دون أن تخفق في إحداهما على حساب الآخر.

ومن "الاستثناء" إلى "الاستغناء" فالقيمة الفنية للراحلين الثلاثة لم تجعلهم من أصحاب الإطلالات الإعلامية "بمناسبة أو بدونها" فقد كانوا يعملون من أجل حب الفن، وحينما تأتيهم فرصة للظهور يخرجون إلى جمهورهم ولكن الأهم من ذلك هي قناعتهم ورضاؤهم بما قدموه لجمهورهم ومحبيهم دون انتظار لأي تكريمات مستحقة.

وبين هذا وذاك نصل إلى عامل ثالث مشترك بين النجوم الثلاث يتمثل في فكرة "مقاومة العمر" أي تقدمه، فلم يتخذ أحداهما «عزلة» إلا إذا فرضت إجباريًا بسبب حالة الوسط الفني أو عدم تقديم عروض فنية تتناسب مع قيمة المشوار والرحلة، والدليل أن الراحل سناء شافع كان يقف أمام الكاميرا حتى اللحظات الأخيرة فقد ظهر ضمن رمضان الأخير بمسلسل "ليالينا 80".

وكذلك لم يتردد الراحل سمير الإسكندراني عن الظهور بعد سنوات من الاختفاء في إعلان لتشجيع المنتخب المصري في رحلته إلى كأس العالم، كما قدم آخر أغنياته الشهيرة «اللي عاش»، وليس هذا فقط فقد ظهر قبلها بسنوات بأوبريت «تسلم الأيادي» الذي انتصر للمصريين في ثورة 30 يونيو.

أما النجمة شويكار فقد كان آخر ظهور لها في مسلسل «سر علني» 2012 لكنها كانت دائمًا تؤكد في تصريحات إعلامية أنها لن تتردد في العودة إذا عرض عليها ما يتناسب مع قناعاتها وقيمتها الفنية بالتأكيد.

يبقى النجوم الثلاث في مكانة خاصة واستثنائية، جمعتهم صدفة الرحيل وكثير من المقومات الفنية، ويبقى غيابهم ألمًا وفراغًا كبيرًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة