تنشر "بوابة الأهرام" التقرير الهندسي الأول لترميم مئذنتي جامع محمد علي باشا في القلعة، وهو التقرير الذي نشرته جمعية المهندسين الملكية عام 1938م بعد الانتهاء من ترميم المسجد في عهد الملك فؤاد الذي قرر الإسراع في ترميمه مخافة سقوطه وانهياره.
موضوعات مقترحة
ودفن محمد علي باشا والي مصر الكبير في ضريح رخامي بمسجده حيث تم نقل جثمانه من الإسكندرية في مثل هذا اليوم 2 أغسطس عام 1849م، حيث وضع في مسجده الشهير الذي بناه في الفترة ما بين أعوام 1830-1848م، في منطقة القلعة التي أسسها صلاح الدين الأيوبي في قطعة أرض كان يطلق عليها قصر الأبلق وهي حاليًا تتبع آثار حي الخليفة بالقاهرة الجنوبية.
يتكون مسجد محمد علي باشا من أربعة جدران رئيسية بارتفاع يصل لأكثر من 24 مترًا كما يشير تقرير اللجنة الأثرية والهندسية لعام 1938م، كما يتكون من أربعة أعمدة وقبة كبيرة وسط المسجد، وأربعة قباب صغيرة في أركانه الأربعة، ومن أربعة أنصاف قباب ونصف قبة خامسة أوطى من السابقة فوق القبة.
والقباب جميعها محملة على مجموعة من عقود مرتكزة على الأعمدة وعلى الأربعة جدران الخارجية، والسقف كله محمل على الأعمدة، وقد بني من حجر الدستور الجيري، ومونة الجير، أما القباب فكانت مبنية من الطوب.
في ثلاثينيات القرن الماضي وبعد أن أكمل المسجد 100 عام تعرض المسجد لتشققات وميل مئذنتي الجامع مما استلزم تكوين لجنة لمعاينة المسجد، ووضع أول تقرير ترميم آثار، وكشف المهندس إمام شعبان في محاضرته التي تنشرها "بوابة الأهرام" أن الشروخ التي حدثت في المسجد لم تكن من المواد التي أنشئت منها، فقد كان السبب هو تأكسد الكانات الحديدية التي تربط الأحجار بعضها البعض في زيادة متانة المباني بسبب الرطوبة العالية.
بدأ ميل مئذنتي المسجد في أعوام 1932، 1933، 1934، 1935م وكان الميل يزداد سنة بعد أخرى مما جعل اللجنة تنصح بالإسراع في الترميم، خاصة بعد فشل الأوقاف في تصميم ووضع شواهد الجبس في الشروخ للحماية، حيث أقرت اللجنة أن سقوط المئذتين سيتسببان في كوارث حقيقة ولابد من الإسراع في الترميم، ووضع بلاطتين من الأسمنت المسلح على ارتفاعين مختلفين في الزاويتين قبل هدم العقود والقباب، وتم استخدام الكلينومتر الهندسي لأول مرة في ضبط الزوايا ووضعها على ما كانت عليه.
ويضم مسجد محمد علي باشا الذي تم ترميمه أكثر من مرة ساعة والتي تعرف بساعة البرج أهداها ملك فرنسا لويس فيليب، لوالي مصر محمد علي باشا ردًا على إهداء مصر لفرنسا إحدى مسلات الملك رمسيس الثاني والتي تزين ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس، ولكنها ساعة معطلة منذ وضعت على جدران محمد علي باشا حتى وقتنا الحالي.
الدكتور رزق حسن نوري في كتابه تجارة القاهرة في عصر محمد علي باشا، أورد العشق الذي كان يكنه المصريون للساعات في عصر محمد علي باشا سواء ساعة "الجيب " التي كانت في جيب العباية والجلباب وتسحب من خلال سلسلة، أو ساعة تخت "المكتب".
وأكد رزق أن كلوت بك الطبيب قال إن المصريين مغرمون باقتناء الساعات حتى إنك تجد في الحجرة الواحدة ساعتين أو أكثر"، وقد كانت الساعات ضرورية للتجار في عصر محمد علي باشا، وكانت تباع بسعر 150 قرشا و700 قرش للساعة الواحدة، وكانت ساعة "الجيب" هي الأكثر انتشارًا.
جرت محاولات عديدة لإصلاح ساعة مسجد محمد علي باشا كما يؤكد الدكتور مصطفي وزيري أمين المجلس الأعلي للآثار مضيفاً أن آخر المحاولات كانت في عهد الملك فاروق الأول ولم تعمل إلا 3 أيام فقط.
وأوضح مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات صحفية أن "وزارة الآثار والسياحة وضعت مشروعا لإصلاح الساعة ، التي أهداها ملك فرنسا لمصر وتحديدًا في عام 1845.
مؤكدًا أن وزارة الآثار والسياحة وتسعى إلى تشغيل الساعة على غرار الساعات الشهيرة في العالم مثل ساعة بغ بن في لندن، باعتبارها من أقدم الساعات في العالم.
تقرير الترميم في ثلاثينات القرن الماضي تقرير الترميم في ثلاثينات القرن الماضي جامع محمد علي باشا في القلعة جامع محمد علي باشا في القلعة جامع محمد علي باشا في القلعة جامع محمد علي باشا في القلعة محمد علي باشا