كان علي "ناصر سبلة" طبيب التخدير بمستشفي شربين المركزي، أن يواجه أزمة فيروس كورونا، ليس بصفته طبيبا من الجيش الأبيض، بل كعاشق لحضارة وطنه مصر، وينهي الجزء الثاني من قاموسه الذي يتضمن ألف كلمة هيروغليفية وهو قاموس "المرجع السبلاوي في الكلام المصراوي" الذي صدر حديثا عن دار الإسلام بالمنصورة بمحافظة الدقهلية.
موضوعات مقترحة
وضع ناصر أمام عينيه مصير القدامي السابقين له بمئات السنين الذين اختطفهم الموت قبل أن ينتهوا من كتابة القواميس عبر التاريخ، مثل وفا أفندي القوني، ومحمود تيمور، فكان عليه أن ينكب لنهاية الجزء الثاني معتمدا علي مراجع عربية وأجنبية، والدفع به للمطبعة، بعد أن عرضه علي مجموعة من الأثريين المصريين .
يقول الطبيب ناصر سبلة في تصريح لــ"بوابة الأهرام " إن طبيب التخدير هو دكتور العناية المركزي، وهو الذي عليه أن يقرر وضع الأنبوبة الحنجرية للمصابين من فيروس كرونا، مؤكدا أنه واجه الوباء وأعداد المصابين والضحايا للفيروس اللعين، حيث كان عليه توظيف وقته للانتهاء بسرعة من معجمه، فقد تنتهي حياتك دون أن تكتب أحلامك لذا كانت محاربة الوباء بالكتابة والتدوين.
ناصر سبلة حصل على دورات مكثفة في اللغتين الهيروغليفية والقبطية، وهي الدورات العلمية التي هيأت له أن يضع الكلمة وبجانبها الرسومات التي تدل عليها، مؤكدا أن في بداية تأليف معجمه عثر في دار الكتب علي كتاب يعتبره من الكنوز وهو "كتاب "دفع الإصر عن كلام أهل مصر" لمغربي يوسف بن زكريا الذي توفي عام 1600ميلادية.
ويعتبر كتاب مغربي يوسف بن زكريا، أول قاموس في اللهجة العامية المصرية، حيث حوي كتاب المغربي 10 كلمات لم يجد لها جذورا في اللهجة المصرية، وقام بكتابتها، كما حوي جوانب من شخصيته، حيث تحدث المغربي عن حياته
يؤكد ناصر سبلة، أنه كتب القاموس حاملا اسمه واسم عائلته، سيرا علي قوانين السابقين الذين كتبوا القاموس بأسمائهم، مثل: قاموس عطية، وقاموس وفا أفندي القوني، والذي توفي صغيرا وألف كتاب التحفة الوفائية في العامية المصرية في نهايات القرن التاسع عشر، وكذلك قاموس محمود تيمور الذي توفي قبل أن يري مطبوعه النور، مؤكدا أن الجزء الأول من قاموسه كان من حرف الألف للراء، بينما الجزء الثاني من الزين للعين، بينما الجزء الثالث سيكون من حرف الغين للياء.
والمرجع السبلاوي الذي ألفه الطبيب ناصر، هو قاموس للعامية المصرية يتضمن ألف كلمة بالهيروغليفي، سواء كلمات من الدلتا أو الصعيد، وهو محاولة البحث في اللغة المصرية القديمة، والقبطية، واللغة العربية الفصحى، وعن أصل بعض الكلمات من أسماء ومصطلحات في الفلاحة وحياتنا اليومية مازلنا نستخدمها، وكذلك أمثال عامية، والقاموس هو يعتبر محاولة البحث في اللغة المصرية القديمة التي تسربت للغة الفصحي واللهجة العامية.
وحوي القاموس أيضا الكلمات الطبية للقدماء المصريين التي تسربت للهجة العامية، مثل كلمة حامض وغيرها من الكلمات التي نرددها حتي علي أعضاء الجسد في لهجتنا العامية، كما حوي كلمات قبطية تسربت للهجة العامية المصرية، ويضيف ناصر سبلة أن قاموسه حوي الكلمة بصورتها الهيروغليفية والقبطية بالإضافة للكلمة لإيضاح جذورها .
قاموس يتضمن ألف كلمة هيروغليفية